أيها المرسل خذ مني سلاما
عاطرا يرسل شوقا وغراما
بتُّ في حبك أزداد سموا
وبما ألهمتني أعلو مقاما
تلبيات القلب مذ لباك تشدو
يا رسول الله عزي يتسامى
ثابتا في هديك القدسي مهما
أجرم الظلام بغيا وانتقاما
جئتَ بالهدي السماوي بشيرا
ونذيرا شاهدا رامَ السلاما
حرت في كنه سجاياك ففيها
هبط الوحي و بشرّت الأناما
خصك الله بأن تجذب كل
الخلق في ذاتك حبا وهياما
دونت أمجادُك العظمى سجلا
نبويا صار للخلق نظاما
ذكرك الوضّاء في الثغر انفراج
يردع الهم ويجتث السقاما
رحمة أنت من الله تقينا
لسعة البؤس ولن نلقى انهزاما
زاهرٌ فضلك يستنبت خيرا
وعطاءاتك كون يترامى
سيرة العشق التي تنضح نورا
أخرويا نزعت منا الظلاما
شغلت أنباؤك الدنيا وظلت
سورةً ليس لآتيها ختاما
صدّ إيمانك من راموا انحسارا
كنت في وجه الضلالات حساما
ضل من عداك في عسر ضياع
وقد اختار اندحارا وانهزاما
طلع البدر على كل لسان
من ثرى طيبة نتلوها سلاما
ظفرت مكة بالتنزيل لما
خصها الله وقد طابت مقاما
عمد الأمة سلطان هداها
ولها حبا تحملت السهاما
غاية المضطر آمال البرايا
وشفاء الداء نسمات اليتامى
فجر هدي حطم الأوثان حتى
أصبح الباطل هشا وحطاما
قائد أرسى إلى الأمة مجدا
هاشميا ملأ الدنيا وئاما
كرم كلك آفاق عطاء
وبنبع الجود كم تسقي الكراما
لم تكن فظا وما كنت غليظا
وقد استقطبت من كانوا لئاما
من أنا لولاك لم أدرك ذاتي
واتبعت التيه آثرت اللئاما
نور وعي بدد الجهل واحيا
منطق التفكير فرضا والتزاما
هتف الحق بنعمائك عزا
واصطفاك الله للحشر إماما
واثقا أن الذي يهواك ينجو
وعليه النار قد صارت حراما
يا أبا الزهراء كلي لك عشق
شدني في فلك معناك اعتصاما