القصائد الشعبانية (1)
استعادة فرحة
أتـقـدرُ فـرحـةٌ بـاسـمِ الـحـسـيـنِ
تَـخَـطِّـي نـدبِ مَـقْـطُـوعِ الوتيـنِ؟!
أيـحـضـرُ مـشـهـدُ الـميـلادِ حـصـراً
ومـشـهـدُ قـتـلـهِ إغـمـاضُ عيـنِ؟!
أيـمـكـنُ نـسـخُ دمـعِ الـجـدِّ حُـزنـاً
عـلـيـه بـمـولـدٍ قـبـلَ الــمَــنُــونِ؟!
ولـثـمُ الـنـحـرِ هـل يـغـدو مــجــازاً
بــلا إيــحــاءِ ذبــحٍ مــن لــعــيـن؟!
تـعـبـتُ أريـــدُ لــلـمـيــلادِ صَــرفــاً
مـن الـفـرحِ الـمُصَفَّـى من شُجُونِ
فَـكَـبَّـلَـنِـي بــه تــاريـــخُ عِــشــقٍ
يُــؤَرِّخُــهُ بِـــأفَـــراحِ الـــحــــزيــــنِ
وَدَمــعٍ مـسـتـقـرِّ الــبــوحِ ربـــطــاً
بِــمَــولِــدِهِ ومــخـضـلِّ الــجُــفُــونِ
أريـــدُ تَــعَــوُّدَ الـــفَــرَحِ انــتــشــاءً
بـذاكــرةٍ مَـشَــوَّشَــةِ الــيــقــيــنِ
تُـعَـايِــشُ لـلــظُــنُـونِ لَــدَرءِ حُــزنٍ
إذ الأفــراحُ مــن قُــوتِ الــظُــنُــونِ
ومـن نـسـيـانِ ذاكـرةِ الــتـأسِّــيْ
ومــن تــفــريــخِ ذاكـرةِ الـحـنـيــنِ
ألا قــد حــنَّ قـــلــبــي بـادِّكَــاري
إلـيــه فـذا خـيـالٌ مـن سـجــيـــنِ
أأشـطـب وجـه جـبـريـل لــعـــوبــا
يـراكـضُ خـلـفَـهُ فَرَحَ الـسـنـيـنِ؟!
ويـحـمـلُ لـلـحـسيـن هـوىً جنـاحٌ
بـسـاطُ الـريـحِ لـلـعـرشِ الـمـكيـنِ
أأنـسـى بـيـتَ فَـاطـمَ فـيـه حَوشٌ
يـساوي في الـمـلاعبِ جنـتـيـن؟!
بـه الـحـسـنـانِ مــن فَــرحٍ بَــدِيــلٍ
فــيـقـتـسـمــانِ أكــبـرَ فـرحـتــيـنِ
فــــهــــذا بـــهـــجـــةٌ لأخٍ وهـــــذا
لـشـوقِ أخـيـهِ كُـحـلٌ فـي العيـونِ
ويـكـمـلُ مـلـعــبُ الإخــوانِ ظَـهــرٌ
ركـوبَــهُـمــا بــســجــداتِ الأمـيــنِ
هُـنَــا يَــتَـنَـفَّـسُ الـمـيــلادُ أُنـســاً
ويُـخْـلِـي سَـاحـةَ الـحُـزنِ الـقَـريـنِ
وذاكـــرةٌ مـــن الــتــنـمـيـط حــزنــا
سَـتُـثْـقَـبَ ضِـحْـكَـةً فـي ضِحْكَتَيْنِ
ويـكــفــي أنَّــنـــا قَـــومٌ حـــزانـــى
بــنــا الأفــراحُ مــثــقـلــةَ الـمُــتُــونِ
ومــدرجــةً بــجـــدولِ ألــفَ جِـــيــلٍ
كــمــمـحــــاةٍ مُــكَــــوَّرةَ الـــقـــرونِ
لـــك الـــمــيـــلاد أفـــراح احـــتـــرازٍ
قهل فـرحـي بـكـم رهنُ الـطُعُــونِ؟!
ومِـثْـلُــكَ سِـبـــطُ مُــخــتــارٍ نَــبِــيٍّ
أفـيـكَ الدمـعُ فـألُ الـمُـسْـتَـكِــيـنِ؟!
رسـولُ الله يَـــدْمَــــعُ لا اجـــتـــــرارا
لـسحـبُ الـدمـعِ في الخدِّ السخينِ
فــذا دمــعُ الــمــآلاتِ انـــكــشــافــاً
لـقـتـلـكِ لا لــسـلــخِ الــمُـقــلـتـيـنِ
ولـسـنـا مـن رســولِ الله شــيــئــــاً
لـنـســرقَ دمــعَــهُ كـغُــرابِ بــيــــنِ
مـع الـمـيــلادِ نــنــعــبُ مــثـل بُــومٍ
لـنـوجـعَ قـلـبَــهُ فــي كُـــلِّ حِــيـــنِ
سأضحـكُ يـا حـسـيـنُ ورأسُ مـالـي
بـــمـــولــدِكُــم تَـــورُّدُ وجـــنــتــيـــنِ
فـــإنْ هُــنِّــئـتُ فــي مــيـلاد ولــدي
وعِـشـتُ بـفـرحـتـي حــدَّ الــجـنــونِ
فـلـلـزهــراءِ والـــمــولـــى عـــلــــيٍّ
تــهــانــي مــن يــؤخِّــرُ لــلــبــنــيــنِ
وحــفـلــةُ عــيـــدِ مــيـــلادٍ لـــولــدي
لأفـرحَ صــرت فــيــهـــا كـالـظــنــيــنِ
فـأفــراحُ الـحــســيـنِ تـــدقُّ بــابـــي
وتـســألُ أيــن أحـبـاب الـحـسـيــنِ؟!
أنـا الـمـصـطـفُّ .. جـنـبـي جـبـرئـيــل
لـحـفـل فـي الـسـمــا والأرض دونـي
ونــهــتــفُ عـــيـــدَ مــيــلادٍ سـعــيــدٍ
هــدايــانــا مـضـاحـكـــةُ الـــخـــذيـــنِ
هــدايـــانـــا ابــتــســامــاتُ الــزوايـــا
نُــدوِّرُهــا عـلــى الـحُــزنِ الــكَـمِــيـنِ
لـيـخـرج مـن زوايــا الــوعــي فــيــنــا
كـذا الـلاوعـيَ فــهــو مـن الـكُـمُـــونِ
نـــدحـــرجُ جـــرفَ تـــاريـــخٍ حــزيـــنٍ
ﻹبــلاجِ الـتـضــاحــك فـي الــظُـعُـــونِ
ســرايـا عــشــقِــنــا بَـسْـمَـاتُ دهــر
بــلا تــعــلــيــلـهــا .. مـن تـعـتـريـنـي
حـسـيـنٌ يـا حـسـيـنُ فـلـقـتَ ثـغـري
أرى شــفــتــايَ بــسـمــةُ ضـفَّـتـيــنِ
أرى شـفـتــايَ كـالـقـمـر انـشـقــاقــاً
ففـي الـبـسْـمـاتِ شَـرْخُ الـشُـقَّـتـيـنِ
ومـــا بــيــن الــشــروخِ يـغـيـبُ حُـــزنٌ
لِــتَـــبــــزُغَ بـــعـــــدَهُ أفـــــراحُ كـــــونِ