الإستعداد لشهر رمضان
معنى الإستعداد لشهر رمضان
المقصود من الاستعداد لشهر رمضان هو الإستعداد المعنوي و التهيئ الروحي و الإيماني بما يتناسب مع أهداف هذا الشهر المبارك .
فقد روي عن النّبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) انّه كان إذا رأى هلال شهر رجب أنه قال :
” اَللّـهُمَّ بارِكْ لَنا في رَجَب وشعبان و بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ ، و اَعِنّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ وَ حِفْظِ اللِّسانِ ، وَ غَضِّ الْبَصَرِ ، وَ لا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ ” .
ما هي الأمور التي يجب مراعاتها لاستعداد شهر الله ؟
إن الإستعداد و التهيوء لاستقبال شهر رمضان إنما يكون من خلال ما يأتي :
1- التسلح بالعلم والمعرفة والقراءة في معنى الصوم وكيفيته ومعرفة حدوده وشرائطه
والأمور التي تبطله وتضر به .
وهذه الأمور لابد من معرفتها في الرسائل العملية للفقهاء أعلى الله مقامهم ، أو الإستماع لمحاضرات العلماء حفظهم الله لمعرفة الجوانب الفقهية للصوم .
2- تصحيح نظرتنا إلى هذا الشهر .فهو شهر دعانا الله فيه لأن نكون ضيوفه ، ولابد للضيف أن يراعي آداب الضيافة ، وأهم آداب الضيافة في هذا الشهر مراعاة التقوى و الورع في ما حرمه الله سبحانه وتعالى .
3- التعرف على المكانة الحقيقية لهذا الشهر الكريم و بأنه شهر الله و شهر المغفرة الإلهية ، و الرحمة الشاملة ، و أنه المدرسة التي أنعم الله تعالى بها علينا لكي نتربى فيها تربية إسلامية إيمانية قرآنية صادقة نتمكن من خلالها من التخلص من الذنوب و المعاصي ، و كل ما يحط من منزلة الإنسان و قدره ، و نتخلق بأخلاق الصائم النموذجي ،
و نعتبره سُلَّمًا نرتقي به إلى أعلى درجات الكمال .
4- التعرف على مقاصد الصوم وغاياته :
وذلك بالنظر في مقاصده وأهدافه كفريضة دينيّة تنطوي على الكثير من الحكم والمصالح والمقاصد العليا .
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: “ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلّا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال :
أوّلها : يذوب الحرام في جسده .
والثانية : يقرّب في رحمة الله عزّ وجلّ .
والثالثة : يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه . والرابعة : يهون الله عليه سكرات الموت . والخامسة : أمان من الجوع والعطش يوم القيامة .
والسادسة: يعطيه الله البراءة من النار .
والسابعة : يطعمه الله من طيّبات الجنّة” . ( ١ )
وعن حمزة بن محمّد أنّه كتب إلى أبي محمّد عليه السلام لم فرض الله الصوم ؟
فورد الجواب: “ليجد الغنيّ مسّ الجوع فيمُنَّ على الفقير”.
وفي رواية أخرى: أنّه قال: “ليجد الغنيّ مضض الجوع فيحنو على الفقير” ( ٢ )
————————
١- راجع مقال زاد الهدى في شهر الله – دار المعارف الإسلامية ( بتصرف )
٢- الحدائق الناضرة – للمحقق البحراني – جزء ١٣ – ص ١١