معاكسة للشاعر سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068

القصائد الشعبانية (2)
معاكسة


تــركــتُ حــشــاك وأحــزانــهــا
فــخــلِّ حـشـاي وســلـوانــهــا

مـعـاكـسـة .. مـولـد للـحسيـن
بــــه بــــرّد الله نــــيــــرانـــهـــا

سـأسـعـى بـرجـلـي إلى كربلا
وتــيــهــا ســأقــصــد مـيـدانـهـا

وحـيـث مـضـارب تـلـك الـخـيـام
ضــريــح عــلا عــنــده شـانــهـا

سـأقـلـب قـتـل الحسين حـيـاة
وأقـتـل فـي الـنـفـس أضـغـانهـا

مـقـاتـلـه قـد خبت في الضريـح
وفي فـرحـي رمـت نـسـيـانـهـا

ففي صحنه المزدهي بالنفوس
وزُوَّارُهُ غــــبــــطــــةً زانــــهـــــا

بــحـصــرٍ لــمــيــلادِهِ تَــمَّـحِــيْ
مــقــاتـــلُ تُــعْــلِــنُ إِذعَــانَــهــا

فـصـحـن الـحـسـيـن لـنـا جـنــة
تُــنَـــاطِـــرُ سـيــد شــبــانــهـــا

بــمـولــده ارتــاع ذكــر الــقـتـالِ
لأفــراحـه مـــن تـرى صـانـهــا؟!

فـعـاشـورُ تـبـعـد عــنــا شـهـورا
وشـعــبــان أصـبــح وسـنـانـهــا

فـلا تـوقـظـوه عـلـى نـحـر رأس
ورضـــة خـــيـــل وعـــدوانــهــــا

وعـاشـور سـاحـات تـكـويـر حرب
وشـعــبــان يــنـبـت أغـصـانـهـــا

فـمـا دخل عـاشور ذاك الـمـبـيـرُ
وقــد رقَّ لـلـنــاس شـعـبـانُــهــا

ألا فَـلْـيُـفِـقْ من مـنـام الـشعـورِ
كـمــنْ فــاق مـنـتـظــرا حـانـهــا

كـمـنْ فـاق تـغريـدُ كـل الـطـيـورِ
إلـى الـسـبـط يـرسـل ألـحـانـهـا

ألا والـمـصـابـيـح عـنـد الـضـريـح
الـتـي ذهّـبَ الـعـشـق جدرانهـا

مـصـابـيـحُ عـرشٍ تـبـزُّ الـمـلائـكَ
نــــورا تَـــكُـــونُ بـــه كــانـــهــــا

فـعـنـد الـضـريـح الـمبـاهج تترى
مـصـابـيـحــه صــرن عـنــوانــهــا

وجــلّــت بـــه قـدرة الله قــدسـا
إلـى الأرض قـد كــان مـيـزانــهـا

إذا شـئـت تـنـظـر وجـــه الإلـــه
بــطــور الـمـشـاعـر مــا رانــهــا

ألا انـظـر حـشـودا إلـيـه تـجـيءُ
وقـلْ: مـن يُـدَفِّــقُ طـوفـانــهـا؟!

مــوقِّــتُ فـرحـتـهـا لــم يــكـــنْ
مـــوقِّــت حــزن بـفـرقــانـــهــــا

كـمـا الـمـاء دمـع كـمـلـح أجـاج
فـلا يـلـتـقـي عـذب غـدرانــهـــا

يـعـيـش التـوازي ويأبى التلاقي
وما جار في العشـق سلطانـهـا

فــهـيــا إلــى فـــرحٍ بــانـــفــراد
كـمـا تـفـردُ الـبـحـر شـطــآنـهــا

وهـيـا إلــى مــولــد الابــتـهــاج
ظـلـيـمـتـنــا لــيــس ذا آنــهــــا

لـنـفـرح قـلـب الـرسـول احتفالا
وفـرحـتـنـا نَـــدبُ فــرســانِــهــا

كما الحرب تسأل أين الفـوارس
فــرحـتـنــا خــيــل فــتـيـانــهـــا

ونـفـرح قلب الـبـتـول اشتـيـاقـا
ففي الـنـدب تـعـظـم أثـمـانـهـا

وقـلـب عـلـي قـلـوب الـتحسـد
نــهــبٌ إلــيــهــا بــشـنــآنــهـــا

ألا أفــرحــوه بــســبــط ولــيـــد
بأفـــراح تــكــثــر أوطــــانـــهــــا

فعنـد الـضـريـح انبساط الطفوف
وفي الـنـجـف امـتـاز تـحـنـانـهـا

وفي يـثـرب بـعـد أطـلال تـعفـى
بـــقــبـــر مــحـمــد إدمــانــهـــا

ألا أشـعـلوا غـيـظ قلب الحسود
بـنـفـس لــه بـــان طـغـيـانــهـــا

إذا مـا فـرحـنـا بـحـفـل الحسين
سـتــرتـــد عـنــدك أضـغــانــهــا

وتـبـســمُ دنــيــاً تــريــد بــكـــاه
فــذا فــرح الـقـهـر قــد هـانــهــا

لـيـعـلـو الـحسيـن ويضحك دمعـا
ويــتــلو عـلـى الـنـاس قــرآنـهــا

شارك برأيك: