ذكرى بيعة المأمون العباس بولاية العهد للإمام الرضا ( ع ) بقلم الاستاذ حسن المطوع

ذكرى بيعة المأمون العباس بولاية العهد للإمام الرضا ( ع )

في سنة 201 هجرية بعث المأمون رجاء بن الضحاك و ياسر الخادم إلى المدينة المنورة ؛ لإشخاص الإمام الرضا عليه السلام إلى خراسان ،
و لما أراد الإمام الخروج من مدينة جده مكرهًا ، أخذ يتردد على قبر جده المصطفى صلى الله عليه وآله مودعا باكيا .
بعدها جمع الإمام عياله وأهل بيته وأمرهم بالبكاء عليه ، وفرق عليهم 12 ألف دينار وقال لهم : إني لا أرجع إليكم .
وخرج عليه السلام وجعل طريقه إلى مكة حيث زار البيت الحرام وودعه ، ثم سار في طريقه إلى خراسان ، فمر بالقادسية ، ثم مر على منطقة النباج قريبا من البصرة ، وخرج منها ، ومر على البصرة ، ثم بالأهواز ، وبعدها مر بمنطقة أربُق ، وبعدها إلى مفازة خراسان حيث أصاب الركب الذي مع الإمام الرضا عطش شديد ودوابهم أيضا ، فدلهم الرضا عليه السلام على موضع يجدون فيه الماء فلما أتوه وجدوا الماء كما أخبرهم عليه السلام .
ثم ورد نيسابور وكانت فيها عين ماءٍ قد قلَّ ماؤها فدخل فيها الإمام عليه السلام واغتسل ثم خرج منها وتوضأ فصلى قربها .
وجاء العالمان ابو زرعة و محمد ابن أسلم الطوسي فقالا للإمام : أيها السيد بن السادة أيها الإمام بن الأئمة أيها السلالة الطاهرة الرضية أيها الخلاصة الزاكية النبوية بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك المبارك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به . ( وكان عليه السلام في مثل الهودج )
فاستوقف عليه السلام البغلة ورفع المظلة وأقر عيون المسلمين بطلعته المباركة الميمونة فكانت ذؤابتاه كذؤابتي رسول الله ، فلما رآه الناس أصبحوا بين صارخٍ وباكٍ وممزقٍ ثوبه ومتمرغٍ في التراب ومُقَبِّلٍ حزامِ بغلتهِ وجرت الدموع ، فأخذ العلماء يهدؤن الناس ويحثوهم على الإستماع للإمام عليه السلام فلما هدأ الناس ( 1)
وكان في العمارية فأطلع رأسه و قال عليه السلام :
{ سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سمعت جبرئيل عليه السلام يقول: سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن (من) عذابي
فلما مرت الراحلة نادانا :
بشرطها وشروطها وأنا من شروطها *( 2 )
و في هذا اليوم وهو السادس من شهر رمضان هو يوم بيعة المأمون العباسي للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
ففي رواية أن من صلى في هذا اليوم
ركعتين يقرأ في كل منهما بعد الحمد سورة التوحيد خمسًا وعشرين مرةً فقد أدى شكرَ نعمةِ ظهورِ حقِ الإمام عليه السلام ( 3 )
——————
معاني الكلمات
🔺الذؤابة : شعر مقدم الرأس .
🔺معنى ( العمارية )
العَمَرَ : ما تغطي به الحُرةُ رأسها .
———————-
المصدر:
1- مسند الإمام الرضا للعطاردي .
2- بحار الأنوار ج 49 ص 123.
3- أدعية شهر رمضان المبارك – دار الأضواء .
———————-
ابحث
لماذا أسند المأمون ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام وكيف قبل الإمام الرضا هذه الولاية ؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *