ماذا أقول وكل حرف كبرا
أ (خديجةٌ) تلكم جلالا أبهرا
نهر دفوق مذ جرى بحنينه
هشت له الدنيا بساطا أخضرا
وتهللت في الكون مثل سحابة
قد أغدقت فضلا وطيبا معشرا
ونسائم كبرى تطوف بخطوها
حتى كأن الليل منها أدبرا
أكرم ب(أم المؤمنين) وشأنها
وقد ارتقت في الدهر طهرا أطهرا
(خير النساء) إذا أوصف قدرها
ما مثلها في العالمين تكررا
وحليلة المختار تنضح روعة
ما كان من أعطي (خديجة) أبترا
هي شاطيء الحب المهيب لدعوة
غمرت فيافي الأرض مسكا أذفرا
أعطت وأعطت من سخاء حنانها
حتى استحى منها السخاء وكبرا
عطش الصحاري قد توارى حينما
بدموع عينيها الدعاء تفجرا
وتبرعم الإسلام ذات محبة
من بيتها نهجا قويا أقدرا
وغدا على الأكوان وهجا سامقا
أفياؤه العظمى تمد الأسطرا
وزها بمعناها الوجود كواحة
أصداؤها تعني نقاء أمطرا
هي في ضمير الخلد لحن ساطع
تشدو بها الآناء وردا أزهرا
وحكاية قرأ الوجود فصولها
في كل زاوية تباهت مفخرا
وحليفة التقوى بعالم ندرة
صهرت رزايا النافثات وأكثرا
حقل من الآلاء ينشر رحمة
هي واستطالت للمعالي الأجدرا
حملت عن المختار ثقلا قاصما
مذ جاءها أي(زمّلوني) منظرا
ألقى من الخوف العظيم كيانه
في حضنها أي (دثّروني) ما جرى
تتلاطم الأمواج في أرجائه
فتضمه ضما حنونا مزهرا
آوته من جل الصعاب ببسمة
ومضت تسامره الليالي جوهرا
قم يا نبي الله ربك ناصر
وانهض فشانئك استحال مدمرا
قم يا حبيب الله فجرك ناصع
والدرب بان لمن أراد وبشرا
قم فالرياح أنيقة قد أقبلت
لتزف للآفاق نفحا أعطرا
قم وامسح الجرح الذي أيامه
ولت وكان الامس أمسا أخطرا
تلكم (خديجة) يا حروف تقزمي
بل طأطئي رأسا جزافا أنكرا
جبل على وجه البسيطة صامد
ما خاف من ظلم عنيد كشرا
ف(خديجة) للدين كانت موئلا
في البدء حتى وُسّدت ذاك الثرى
ويحق للأكوان تأسف بعدها
فبها استقام الدين عزا للورى
فمضت برائحة النهار كريمة
إيه فكان العام عاما مقفرا
تركت رسول الله يبكي غصة
حزنا عليها والمدامع حدّرا
يا نخلة الإيمان عشت نبيلة
ما همك دنيا تباع وتشترى
……….
……….
نخلةُ الإيمان الثابتة،،،،،،
أ. فاضل عباس هلال……