أصـبـحـتُ طِـفْـلَـكَ لـسـتَ طِـفـلِـي
فـبـلـغــتَ سِــنَّ الــرُّشْــدِ قَــبْـلِــي
يــا حــيـــدر والاســـم يـــكـــفــــي
كــي تـــصــبـــح الأولــى بــوصــــل
وتـــظـــلُّ تــكــبــرُ .. لا ســنــيـــنــا
بـــل مــــا قَـــــدِرْتَ بــمـــدِّ ظــــــلِّ
فــكـــســـوتَـــنـــا بــالــــدَّمِّ بُـــــرداً
يــا أيُّــهــا الــطِّـــفْــلُ الــمُــصَــلِّــي
طــفــل الــقـديــح مــلــكـت مـنــي
مـا لـــســــتُ أُدركُـــه بــعــقــلـــي
مـا ســرُّ وجــهـــك شــاء خــتــمـــا
عـيـنـي .. رأتــك كــعــشـقِ قِـفـــلِ
أطــفـــالُ تـــذهـــبُ لــلــمــنــايــــا
لــم تــبــق بــصــمــتــهـــا بــثـقــلِ
إلاّك وجـــهــــا مــــســــتـــــعـــــادا
يــنــســي الــعــيــونَ وجــوهَ أهـــلِ
مـا ســرُّ وجــهــك فــــي عــــيـــون
أنّـــا رأْتُـــهُ فَــــكــــانَ يُــــمْــــلِــــي
أهــي الــصــلاة عــلـــيـــك عـــادت
فـــي وصـــلِ بَــعْـــدٍ رَجْــــعَ قَـــبْــلِ
أثــرُ الــصــلاة عــلــيــــكَ رجـــعـــيٌّ
طـــبـــعُ صــــورتــكــم تَــــجَــــلّــــي
يــا مــدمـــن الـــصـــلــــوات وعــــدا
إذ فـي الــمـــســاجــدِ طــبـــعُ خِــلِّ
أصــبــحــت حــجــتـــنـــا صــغـــيـــرا
وقـــطـــعـــــت دربـــــــا لــــلأضـــــلِّ
بـــهــــداك تــــهــــدي لـــلـــبـــرايـــا
وبـــعـــيـــنـــكـــم سِــحــرُ الـــمُــدِلِّ
أنــــت اخــتــصــار الـــطــــف لـــمَّـــا
قـــاتـــلـــتْ أجــــلَ صــــلاةِ رســــلُ
فــاســأل ضــحــايــا الــطــف لـــمَّـــا
تُــفْــدى الــصَــلاةُ بِــفــتـــكِ نَـــبْـــلِ
هــا أنـــت بــالــتـفـــجــيـــر تــفــدي
ذات الـــصـــلاة ولـــيـــس تُـــخْــلِــيْ
لــمّــــا يــــدُ الــتــفــجـــيـــر شــاءت
قـدسَ الــمــســاجـــدِ ســاحَ قَـــتــلِ
فــيــهـــا الـــحـــروب عـــلــى بـــريء
ومـطـــهّـــرٌ مـــن طـــهــــر غُـــســـلِ
غُــــســـلُ الــــوضــــوء وغــســل دمٍّ
والـــقــتــــل مـــثـــل صـــلاة نــــفـــلِ
فــهــنــا الـــقــديـــح هــنــا طـــفـــوف
والـــطـــفـــل حـــيـــدرة فـــكـــفــلــي
ورأيــــــتـــــه فــــي جــــذب روحـــــي
يــــهـــبُ الــعــيـــون ســـواد كـــحـــل
لــــنـــشــــف صــــورتــــه بـــأنـــقـــى
مــــا صُـــــوِّرتْ بـــجـــمــــال شـــكـــلِ
فــالــعــيـــن شـــمـــعــهــــا جـــمـــالاً
فـــإلـــيــــه لـــفــــتــــات الـــتــــولِّـــيْ
ولـــــغــيـــره الــلـــفــتـــات أمـــســـت
فــــقـــأ لـــنـــظـــرتـــنــــا بــــنــــصـــلِ
طـــفـــل طـــفــــوفــــي الـــــمــــرايـــا
يـــعـــصــى عــلــى عَــكْــسٍ بِـــعِـــدْلِ
الطفل الشهيد .. حيدر جاسم العقيلي .. شهيد القديح الذي أدمن صلاة المسجد فاستشهد فيه .. راودتني صورته عن قدرتي على محوها من الذاكرة .. فاستعصى عليَّ ذلك .. فأدركت أن صلاته امتداد لصلاة أصحاب الحسين في عاشوراء .. فعرفت سر عدم القدرة على نسيان ملامح وجهه الطفولي الحسيني