سوسن اسماعيل عبد الله
في نطاق بحثنا المتعلق بعادات وتقاليد الزواج في قرى البحرين كنا أشرنا سابقا إلى أن الزواج تمر به مراحل عدة أولاها الاستعداد لهذا الحدث السعيد المتعلق بالأفراد والمجتمعات عموما وقد تخللت هذه المرحلة جملة من الاستعدادات نواصل في عددنا هذا تناولها بالتركيز عليها لأهميتها في وسم المجتمع البحريني بخصوصيات تصله بغيره من المجتمعات وتميزه عنها في الآنِ ذاته. والمرحلة الموالية هي:
القسم الثاني (3-2)
مراحل الزواج وصولا إلى الحوال
يوم التزيين:
وهو يوم يسبق ليلة الحناء بأسبوع أو أقل، حيث يتجمع الشباب من الرجال عند بيت العروس والعريس لوضع السعف على باب بيتهم وداخله لدلالته على الفرح والسرور وأنه يتميز عن غيره من بيوت القرية بوجود زواج عندهم مما يشار اليه بالبنان: هذا هو بيت المعاريس، وهنا تظهر أهمية الرمزية عند دندز وهو ما يطلق عليه “الأفكار الشعبية”في نظرية التأويل الرمزي، حيث أن أفراد المجتمع الشعبي يعبرون عن فكرة وجود مناسبة الزواج في شعائرهم بتزيين منزل العريس و العروس مما يعني أنه لو رآها شخص غريب عن هذا المجتمع لن يفهم القصد من الزينة، وقد وكلت مهمة التزيين للرجل بسبب قدرته على التنقل بسهولة فوق المنزل و أسفله ولكثرة الحركة حيث يكون في خارج المنزل و المارة في الطريق تراهم، وهنا ممنوع على المرأة أن تقوم بهذه المهمة لكونها في مكان عام يذهب و يجول فيه الرجال و يرونها. وبعد ظهور الكهرباء تم تزيين بيت المعار يس بمصابيح كهربائية صغيرة ملونة توضع على منزل المعار يس وتعكس وجود الفرح وتكون ألوانها (الأخضر و الأحمر و الأصفر ) وكلها تعكس الفرح والسرور لمن يراها وتدخل في نفسه الراحة النفسية. كما أنهم يرددون الأغاني والأهازيج ومن ضمن الأغاني المشهورة في هذه المناسبة و التي تعكس ما يقوم به الرجال وتمدح عملهم هي:
علكوا الزينة والمزهرية
وعيال بيت إسماعيل كلهم اكبارية
واللي علك الزينة تسلم يمينه
واللي علك الزينة أخو امينة
كما تقوم النساء بتغطية جدران المنزل بأكمله بقطع الأقمشة الملونة مما يشعر أهل البيت والناس بالفرح والسرور والراحة النفسية كما لها دور في تغيير نفسية العروس للأحسن والاطمئنان و تسليتها. وهي مهمة تتولاها المرأة وذلك لأنها تكون داخل المنزل وهو المكان الذي ترتاح فيه أثناء عملها حتى لو لم يكن عليها حجاب، فأهل العروس الرجال يتركون المنزل لكثرة النساء ولكي يفسحوا لهن المجال في الحركة حيث كانت النساء تقوم بتغطية وجهها عن الشخص الغريب حتى وإن كان ابن عمها اوابن خالها وهذا يعيق عملها، وهنا ترجع تغطية وجهها لفكرة الستر والحشمة المرتبطة بالمرأة لصون عفتها وذاك دليل على تربيتها. وتستمر طقوس الزواج حيث تقوم النساء بتنظيف الأرز من الشوائب “تنكيته” وذلك لكون الأرز كثير الشوائب وهو بحاجة إلى تنظيف ويستغرق ذلك ثلاثة أيام يتجمع فيها أهالي العروس والجيران لمساعدة أم العروس في هذه الأعمال ويقمن بالغناء وهي وصف لما تم تحضيره للزواج ولولا العروس ومكانتها لما صار أي شيء فهي صاحبة الحفل وأوامرها مجابة وهذا مرتبط بالهدية أي التبادل الرمزي فكل شيء يحضره العريس بمثابة هدية للعروس وأهلها يكسب من خلالها رضاهم ومحبتهم وهو مهم له في الزواج لكي لا تبنى له صورة البخل بل الكرم والخير حيث يقلن:
يم الورد يم الورد عيني
حطي على القصة ورد يالله
يم الورد يم الورد عيني
خدج كما ينضح ورد يالله
يم المسج يا مسجه عيني
يمضمره مالج بطن يا الله
يمعطره يم العطر عيني
خدج لمع شبه البدر يالله
أو خضبوها من عصر عيني
بنت النشامى أم الورد يالله
أو حنوها من عصر عيني
أو جلـــوهـــا أم الــــــورد يالله
أو لبسوها من عصر عيني
وجلســـوهــا أم الــــــورد يالله
أو زينوا حلو الشباب عيني
كله اعلى شان أم الورد يالله
نايم امكيل للضحى عيني
نايم ابحضن ام الـــورد يالله
جابوا الجواني من عصر عيني
كله اعلى شان أم الورد يالله
علقوا الزينة من عصر عيني
كله اعلى شان أم الورد يالله
جابوا الذبايح من عصر عيني
كله اعلى شان أم الورد يالله
حمام العروس:
وهو اليوم الذي تذهب فيه العروس مع دايتها إلى إحدى المزارع “الدولاب” في القرية لتقوم بتنظيف جسمها من الشوائب وتغسل جسمها أيضا وذلك لكون الدولاب لا يدخله الجميع وفي هذا اليوم يمنع الرجال من دخوله لوجود النساء وهو مكان ساتر لهن عن العين التي يأتي إليها الجميع رجالاً ونساءاً ولأنه لا يوجد عندهم في ذلك الوقت حمامات في بيوتهم ،وتذهب معها بعض النسوة من الأهل و الجيران للغناء والتصفيق وهو وصف لما يعمل للعروس لكي لا تخاف ولا تخجل وهو أمر عادي بالنسبة لها كعروس ويقولون:
اليوم اله يومين ما مر عليه
ومنين اجيبه امنين يصعب عليه
يمكن منعوه هله
يمكن منعوه هله
مروا اعليه اثنين ما يعجبوني
واحد عديل الروح واحد اعيوني
على جسر بغداد صفة كراسي
لو الشعر ينباع بعتك يراسي
مروا اعليه اثنين يم الاشارة
واحد شرب غليون واحــد جكاره
في شارع الكرنيش لا قيت عشره
واحد عديل الروح والتسعه كجره
طلعت من الحمام رنت حجلها
مــن بيـن لصبيــان حمــــود رجلهـا
ياللي تصب الشاي صب لي استكانه
ســافر حبيبي و شال لنزل مكانـه
يضربني نص الليل بالخيزرانه
روحوا انشدوا الجيران شمسويـه آنا
عسى العجايز الموت وأمي حشاها
واقعد ابنص الليل واكل عشاها
يايمه لا تشورين شورج ما ريده
خدي اعلى خده دوم واتوسد ايده
وكانوا يستخدمون لإزالة الشعر الزائد من الجسم مادة تسمى “خشوف” وهي بقايا رماد الفخار “الحصالة” حيث تقوم بخلطه بقليل من الماء ووضعه على المنطقة المراد إزالة الشعر منها. وبعد أن تعلم الداية العروس كيفية الاغتسال لأنها قد تكون صغيرة و لم تبلغ بعد .وبعد ذلك تعطيها بيضة لتكسرها تحت رجلها اليسرى وهي بمثابة هدية أو عزيمة للأرضيين”الجان” ليفرحوا معهم بالزواج ولكي لا تتأثر حياتها بعد الزواج بعدم الإنجاب، وتكون كسر للحياة القديمة و بداية حياة جديدة وهذا ما ذكره فان جنب في الانتقال من مرحلة لأخرى وطقوس الاحتفال بها والمعتقدات المرتبطة بها.أما تيرنر من خلال فهم أفعال الناس وما يقصدونه عن طريق ممارساتهم وسلوكياتهم فهي تعبر عن عاداتهم وتقاليدهم كما تعبر عن ثقافتهم. وكذلك بالنسبة للعريس فاليوم الذي يذهب فيه للاغتسال يسمى يوم “التنوير” وهو يدل على توعية العريس وتثقيفه بهذه المناسبة حيث يكون قبل ذلك جاهلا بهذه الأمور لأنه في نظر أهله صغير و من المخجل أن يعلم بهكذا أمور قبل أن يتزوج ، و يكون له هو أيضا داية رجل مثل المرأة ويقوم بمثل ممارسات المرأة. ولكن الاختلاف في كسر البيض فهو في كل خطوة يمشيها من العين يكسر بيضة بمعنى أن عدد البيض أكثر وهذا يدل على أن الفتاة لها خطوة واحدة وهي الاستقرار في بيت زوجها فقط وأما الزوج فخطواته أكثر فهو بإمكانه أن يتزوج أكثر من واحدة كما أن الحياة مفتوحة أمامه بعكس المرأة فليس لها مكان سوى بيتها و زوجها. مما يعني عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية ويجب أن تفهم ذلك من بداية الزواج، وعندما ينتهي الرجال من التنوير يخرج وراءه جمهور من النساء والرجال يغنون ويزغردون احتفالا بهذه المناسبة حيث تكون أغانيهم مدح العريس وجماله وان عروسه تنتظره ويرقصون ويقولون:
يا سيسبــان الـحـلــــو قلبــــــي حنـــون عليـــه
واتسبحت من عصر وارمــت بروحهـا عليـــه
واتعجفت من عصـر وارمــت بروحهـا عليـــه
واتـلبست مـن عصـر وارمــت بروحهـا عليـــه
واديرمـت مـن عصـر وارمــت بروحهـا عليـــه
واتمكيجت من عصر وارمــت بروحهـا عليــــه
يا سيسبــان الـحـلــــو قلبــــــي حنـــون عليــــه
يـاليتــنـــي اميـمـتــــه أمشـــي وأسمـــي عليــــه
يـاليتــنـــي اخــويتــه أمشــي و أبــارك الـيـــه
يـاليتــنـــي امريتــــــه أمشــي و أهمــــز عليـــه
يـاليتــنـــي عـمــتــــــه أمشــي ولــولـــــي عليـــه
يـاليتــنـــي جـــدتــــه أمشــي و أجبــب عليـــه
يا سيسبــان الـحـلــــو قلبــي حنـــــون عليـــــه
قلبــــي شفــوق عليــه قلبـــي عطــــوف عليـــه
النذر“تقميع الأظافر”:
وعندما ترجع الفتاة من الساقية عادة ما يكون عليها نذر وهو عبارة عن وعد أو قسم ينفذ في زواجها.وقد تنذر به الأم أو احد من أهلها أو أم العريس على أن يقوموا بتقميع أظافرها في إحدى مساجد القرية أو خارجها. ويكون في هذا المسجد قبر ولي صالح يحقق لهم ما يريدونه، وإن تحقق و تزوجت الفتاة وفوا بالنذر وإن لم يفوا بالنذر فإن الفتاة سيصيبها مكروه ولا تتوفق في زواجها. لذلك كانو حريصين على أداء النذر لأنها عندما تحمل بعد الزواج ستتعرض لأذى كأن تطرح حملها أكثر من مرة أو تصاب بأذى أثناء الحمل وتقول أم عبدا لله انه حدث مثل هذا لعروس تزوجت وكانت هي من نذرت على نفسها عندما كانت في مسجد،حيث نذرت أنه إذا تزوجت ستقيم غذاء للحضور في هذا المسجد إذا تحققت أمنيتها، وبالفعل حصلت على مرادها،و لم تفعل وعندها حملت أربع مرات متتالية و لا يثبت لها الحمل، وعندما أدت النذر تيسرت أمورها. وفتاة أخرى نذرت عليها عمتها ولم تف بالنذر وحملت لكنها أصيبت بمكروه وعندما أدت العمة النذر توفقت الفتاة في حملها، حيث تتم دعوة من يريدون لهذا النذر، ويعدون وجبة غذاء للحضور وهو على حسب النذر قد يكون “مموش” أي أرز مع روبيان أو أرز مع لحم “مجبوس” وبعد الانتهاء من تناول وجبة الغذاء يتم تلبيس العروس المشمر الأخضر المزخرف و تلبس أيضا الملابس الزاهية اللون تكون عادة خضراء خصوصا أنهن في مسجد وهذا اللون من ألوان الجنة وهم في بيت من بيوت الله، حيث تتم قراءة المولد وبعض الأغاني على العروس وفي هذه الأثناء يتم وضع الحناء على أظافر رجل ويد العروس والتي تضع الحناء امرأة ذات حظ حسن تفاؤلا بها وهذا الاعتقاد مهم لأنها في بداية الطريق لذلك يختار كل شيء يحقق السعادة للعرسان، وبعدها توزع الحلوى و الفول السوداني “السكسبال” وقبيل انتهاء العصر ترجع العروس إلى بيتها لتكمل بقية الطقوس.
ليلة الحناء:
عادة ما تكون هذه الليلة من الليالي الزينة أو المفضلة وعندما لا تكون هذه الليلة زينة فأنها تؤجل كما تقول أم محمد، أي أنهم يحسبون حسابا لكل شيء مما يجعل زواجهم مبروكا وميسورا فهم يهتمون بفرح كل من حولهم من أهل السماء والأرض فهم يعتقدون أن أهل السماء يفرحون ويحزنون وكان مهما في اعتقادهم أن تكون أيام الفرح مناسبة لهم حتى يباركوا لأهل الأرض مما يعني تواصلا قائما بين الطرفين من أجل عمل ما يقرب الجميع إلى الله. وكنّ يعجن الحناء بوضع الليمون الأسود و السكر والحناء والماء وعجنه وتخميره لمدة يوم كامل لكي يصبغ لونه، والسكر يرمز إلى تأليف قلب الزوجين على بعضهما ولكي يحبان بعضهما البعض لأن العريس أيضا يتحنا ولكن مرة واحدة بعكس الفتاة وهو مادة طاهرة ولكن للرجل رجولته التي تمنعه من أن يتشبه بالنساء فهو يضعه لكونه طاهرا وليس ليصبغ يديه. وعندما يأتي الليل حوالي الساعة الثامنة مساء تتوافد النساء والأطفال من أهل القرية والأقارب لبيت العروس وتكون الحنة في غرفة من غرف بيت العروس لصعوبة نقلها إلى مكان آخر بعد الانتهاء من الحناء فهي ستنام به لليوم التالي لكي يغمق لونه، لكن في البيوت التي يوجد بها حوش كبير تتم فيه الحناء. كما يزين المكان الذي ستتحنى فيه العروس بالسعف وقطع القماش الملونة ويجهز لها دوشقا ومسندا أخضر تجلس عليه هي فقط لأنه سيكون مكان نومها فهي لن تنتقل بعد ذلك من مكانها لكي يبقى نقشها مرتبا. وتلبس العروس ثوبا أخضر زري مع مشمر مزخرف “بريسم” و“غشوة” بيضاء لتغطي وجهها لكي لا يراها أحد من الحضور ويكون لها زهوه في يوم زفافها وصروال قيطان أخضر مطرز بالزري أي تكون ملابس العروس كلها خضراء تفاؤلا بهذا اللون وارتياحا له وكما يعكس لنا البيئة الطبيعية الموجودة آنذاك، والتي يدخلونها في مناسباتهم. أما أهل العروس، فأمها تلبس عادة ثياباً جديدة وتكون من الزري خضراء اللون وكذلك النسوة أما الأطفال فيلبسن البخنق والدراعة والصروال، الكل يغني ويرقص ويزغرد وتسمى رقصة النساء “ الردحة أو النكزة” وهي عبارة عن القفز من أعلى إلى أسفل والتمايل بين الجانبين حيث يلتصق كتف كل فتاة بالأخرى في شكل صف واحد وهذا يعكس الراحة النفسية من خلال الرقص والفرح كما يعكس التكوين الثقافي لهؤلاء الأفراد والخفة البدنية وهذا يعكس خفة أجسامهن من خلال هذه الرقصة، ويرددن الأغاني المرتبطة بليلة الحنا ووصف لجمال العروس والعريس وهي:
بالمسج و العود بنعجـــــــن الحنــــا
بنعجـــــن الحنــــا
لا إلــه الا الله والــــــــف الصـــلاة
أعـلـــــــى النبــــي
هذي العروسة والله يمحـــلاهــــا
والله يمحـــــلاهـا
كــــل الحبايب والأهــــــــل وياهــا
والأهـــــل وياهـــا
خلنـــــــا نتحنـا الليلـــة من حناهـا
الليلة مـن حنـاها
لا إلــه الا الله والــــــــف الصـــلاة
أعـلـــــــى النبــــي
يا محــــلاهــــــا ويا محلا قعدتهــا
ويـا محلا قعدتها
والنقش بالأيد يمــحــــلا حنتهــــــا
يـمـحــــلا حنتهـــا
وعيونها ســـود يمحــلا وجــنتهـــــا
يمحلا وجنتها
لا إلــه الا الله والــــــــف الصـــلاة
أعـلـــــــى النبــــي
يحتــار هاللــي ينظـــر بعـــد ليهـا
ينظـر بعـــد ليهــا
الخلخال ابرجلها والسويرة بيديها
والسويرة بيديها
والنقش لايـــق والله ابـــرجليـهـــا
والله ابــرجليهــا
لا إلــه الا الله والــــــــف الصـــلاة
أعـلـــــــى النبــــي
حلوه وجميلـة وعليـهـــــا الشـــــال
وعليهـــا الشـــــال
مـــــن قعــدوها انــــوارهــــا تــزهر
انــــوارهــا تـزهـر
الشــــال لايـــق ويــاه ثـــوب احمر
ويـاه ثـوب احمر
ياربي تحرسها ابجاه النبي وحيدر ابجاه النبي وحيدر
لا إلــه الا الله والــــــــف الصـــلاة
أعـلـــــــى النبــــي
لا إلــه الا الله والــــــــف الصـــلاة
أعـلـــــــى النبــــي
وبينما هن يتغنين، فإن الداية تقوم بوضع الحناء ونقشها في يدي ورجلي العروس وغالبا ما تكون نقوشهن مستوحاة من البيئة الطبيعيّة، أي تكون نقوشهن عبارة عن سعف و نجوم وهلال تكون في يدي العروس وتكون حناية العروس بارعة في الرسم والنقش، وهو يكون برسم خط فاصل في منتصف الكف ففي النصف السفلي توضع الحناء فيه كاملا وتسمى قصة، ثم ترسم خطا وعليه نقط ونجوم والأصابع ترسم فيها سعف النخيل أما الرجلان فالحناء تكون في أسفل القدم إلى الكعبين ويقلن في هذا:
حناش عجين يافطوم حنـــاش عجين
لا زفوش علـى محمــد بالش تستحين
حنـاش ورق يا فطــوم حنـــــــاش ورق
لا زفوش على المعرس زخــش الـعـرق
ويسمى وضع الحنا أول مرة في الليل بالطرق الأول، وبعدما تنتهي الداية أو الحناية من وضع الحناء للعروس، يوزع باقي الحنا على الحضور ليضعنها في أيديهن. كما يوزع الخبيص والقهوة والسكسبال، وبعدها تقوم الداية بدهن شعر العروس حيث تعد خلطة لذلك وهي عبارة عن ودج وهو دهن للشعر ومحلب وهو حبات من النبات ينقع في الماء ويعطي رائحة زكية ورشوش وهو عبارة عن ياسمين أحمر مجفف وعطر بنات السودان وماء ورد وحناء يخلط جميعه في ملة صين حيث يعطي رائحة عطرة للعروس. وتقوم الداية بوضع الخلطة في شعر العروس لكي تظفر لها شعرها استعدادا لليوم التالي، حيث يرفع مشمر العروس إلى نصف رأسها وعليها الغشوة لكي لا يراها أحد في هذه الليلة، وتقوم بدهن شعرها وعمل الظفاير“الجدنات” وتقسم الشعر إلى نصفين النصف الأول من نهاية الأذن إلى بداية الرقبة وتقوم بعمل أثنى عشر ضفيرة نسبة إلى عدد الأئمة الأثنى عشر عند الشيعة تيمنا وتبركا بعددهم ومن باب الأمل بهم في سعادة ومباركة الزواج، وكذلك في النصف الثاني لكن بين الجانبين أي عند الأذنين لا تقوم بظفر الشعر وإنما تدعه ويسمى “زلوف” ومن الأمام تقص لها قصة وتغطي شعرها وباقي الخلطة تأخذها أم العروس لتوزعها على الحضور فهن يلححن على الأخذ من دهن العروس ليضعنه في شعرهن، والملاحظ أن كل ما تستخدمه العروس يطلبنه فالعروس لها مكانة خاصة ومميزة وكل شيء تستخدمه مميز وتنتهي هذه الليلة فقد ينام جميع الأهل والجيران مع أهل العروس وكذلك الداية استعدادا لليوم التالي.
قراءة المولد:
ما أن تبزغ خيوط الصباح إلا والجميع استيقظ ليصلي ومن ثم مباشرة مهام هذا اليوم المليء بالأعمال الكثيرة ، فالداية هي من توقظ الجميع لتوزع المهام على بقية الأفراد وذلك لخبرتها و حسن الإدارة التي تتمتع بها، حيث تجهيز أواني الطبخ “المواعين” المراد الطبخ فيها من “صفاري ومشاخيل ولساطيم وزبلان ومغاريف وجنادل ” حيث يكون والد العريس قد جاء بجميع الأغراض التي طلبت منه قبل يومين أو أكثر من يوم الزفاف ولا يحضر في نفس اليوم إلا الأشياء الطازجة من “الودام” اللحم أو السمك والحلوى والخبز الأحمر، وما على أهل العروس إلا الطبخ ويكون نفس الشيء بالنسبة لأم العريس فهي أيضا تقيم “ضيفة” لأبنها ويحضر فيها الأهل والجيران، وتقوم الداية و تساعدها بقية النساء بحمص الطحين “تشفشفه” لعمل الخبيص والبلاليط والطابج “القيمات” والقهوة، وتجهز أولا كدوع القارية لأنها تكون أول المعازيم بسبب قراءتها للمولد منذ الصباح وهي تتناول الفطور في بيت العروس وعندما تأتي يكون كل شيء مجهزا لتكدع. وبعدها تقرأ المولد ويكون في الساعة التاسعة تقريبا إما في مجلس بيت العروس إذا كان كبيرا أو في مأتم إذا كان بالقرب من بيت العروس، وذلك لصعوبة الانتقال فكل شيء يكون في مكان واحد، وحينها تتوافد النساء البعض يكن في المولد والبعض الآخر يكن في الخارج، يفرم البصل و(الآلو)البطاطس ويعد طعام الغذاء وتكون العروس مجهزة من قبل أن تأتي القارية حيث تجلس بجانبها مغطى وجهها. وكانت من أبرز القراء النساء في ذلك الوقت أم حسين وأم مجيد وبينما تكون العروس جالسه تجيء الداية لتضع لها الطرق الثاني من الحناء بينما هن يقرأن المولد ويكون ذلك إلى الظهر ومن أغانيهن:
بان الصبح بان وبان
وحبيبي ما بان وإيه
يا حبيبي كلما حبيت مليتون
أو كلما طالت العشره تغاليتون
يحبيبي دود البطيخ من لبه
وضعيف البخت يبغضني و أنا أحبه
يا أسمر اللون من قللك تجي حافي
والحضن و البوس يبغي واحد شافي
يا أسمر اللون صايبني عليك أجنون
والعشق يبغي لطافه ما يريد اجنون
العشق لو تبتلي به ناقتي حنت
ولو تبتلي به عجوز في القبر ونت
ولو يبتلي به صبي خاتم القرآن
همل أكتابه أو ظل يتصوخ الحضران
مرت علينا من الدولاب جنايه
تسقي حياوين او تجلب كل غنايه
مرت علينا او احنا في الحوي ننظر
او جيبها امن العنبري والورد يقطر
يم لعران الذهب يم غسلة الحنا
ذبي اعرانش قتلتي اربعة منا
مريت بحويشكم وادويجكم ما صاح
وأبيوتكم عاليه وامسقفه بألواح
لا حط جفي قفل واخنيصري مفتاح
وافتح الباب الهوى أو لو حتى راسي طاح
والبارحة يعلم الله في الحلم جاني
أخذته و بسته و ضميته ابذرعاني
والبارحة يعلم الله بات عندي ضيف
مثل القمر لو تعلى في ليالي الصيف
والبارحة بيتوني تحت غرفتها
أسمع ونينها وانا اجوي ابجمرتها
والبارحة بيتوني تحت سرج الخيل
او ريحته يا عرب كله زباد وهيل
مريت بجويريه تغسل شرابيها
او ديرم الحار صابغ في اشافيها
مديت ايدي الى المخبا ابعطيها
قالت افلوس العرس ما لي غرض فيها
يمتى يغيب القمر واصعد لحبي فوق
ويطيب ذاك الهوى و يطيب ذاك الشوق
يمتى يغيب القمر واتنام دايتها
واقبلك يا حنج واحب وجنتها
واقف على السيف او يلفحني هو الدوبي
غرقان في بحركم يالبيض سبحوني
واقف على الباب وقالت زرعن بابي
خوفه يروعك بياض الساق وتبلي
لو كان ساقش ذهب المال جلابش
ولا بد ما يلتقي ساقي على ساقش
والله لا حركم وآخذ رجل فطوم
واقعد على ركبته و ابتت المشموم
والله لا حركم وآخذ رجل باشا
واقعد على ركبته و انثر قماشه
كلنا انحب الهوى وانخوض ابدروبه
واللي تعدى و ظلم بيحصل الحوبه
وبعدها تصلي القارية والجماعة لأخذ قسط من الراحة، و بعدها يتناولن وجبة الغذاء التي شرعت النسوة في إعدادها منذ الصباح الباكر ويكون عادة الغذاء صالونه لحم بسبب حرارة الجو فهو يحتاج لغذاء خفيف، حيث أنهن كن يعانين من تنظيف الأرز فمكان العين يكون بعيدا عن منزلهن ويأخذ وقت طويلا لكنهن كما تقول أم عبدا لله “هبات ريح”. أما بالنسبة لغذاء القارية فهو خصوصي فأم العروس تقوم بطبخ الدجاج لها وإن لم يتواجد فتقلي لها قرص بيض وتضعه على الأرز وتقول أم محمد أن الدجاج في ذلك الوقت كان عزيزا ومرتفع الثمن ولا يقدم إلا إلى الناس المهمين مثل القارية والشيخ وكبار القوم لمكانتهم العالية عند الناس ويجب أن يكرموا على أساس مكانتهم وكما يقول المثل الشعبي “كل ناس ليها ناس وكل ثوب ليها لباس” وتقول أم حسين أنه أول من يبدأ في تناول وجبة الغذاء هي القارية وان لم تجهز لا يسبقها أحد قبل أن تأتي. فمن المخجل أن تأتي وهن يتناولن الغذاء وكل شيء يكون مميزا لها. أما بالنسبة للحم الوليمة فقد كانوا إما يربون ثورا في منزلهم ويذبحونه لهذه المناسبة أو يشترون خرافا فاللحم متوفر بكثرة عندهم على عكس الدجاج. وعندما ينتهين من عمل الغذاء وغسل البرتقال وتجهيز التمر يضعونها في سلال ويتم تجهيز السفرة ويكون العمل موزعا على الجميع من أطفال و شباب و نساء فالكل يعمل ويكون بشكل منظم ومرتب لإنجاح هذا العمل والتي تقوم بتوزيع المهام هي الداية.
وتكون العروس قد أزالت الحناء لتتغذى وتكون في غرفة خاصة لا أحد يراها إلا المقربين من أهلها والداية فقط. وبعد الانتهاء من الغذاء تقوم العروس ليقرى عليها المولد ويكون بعد شرب القارية والناس الشاي والقهوة ويكون في الساعة الثالثة عصرا، لتجلس بجانب القارية وتأتي الداية لتضع الطرق الثالث والأخير. والناس يصفقن ويغنين بعدما يقمن بتنظيف المكان وتجهيزه لاستقبال الضيوف أما القسم الآخر فهن يعددن وجبة العشاء وهي عبارة عن “مجبوس لحم” وأثناء الطبخ يرددن الأغاني و الأهازيج.
الجلوة:
وبعد ذلك تستعد العروس لإزالة الحناء لتجلسها القارية و هي الجلوة حيث تجلس العروس على عدة مساند لتعلو الناس لأنهم يكونون واقفين فتتجمع الأطفال والنساء والفتيات وتتوسطهم القارية بالقرب من العروس وتلبس العروس في الجلوة رداء أبو صيبع والغشوة البيضاء وتجلس وتقرأ عليها القارية جلوة على أم الرسول آمنة بنت وهب والسيدة خديجة والسيدة فاطمة (ع) وتقرأ عليها أولا المولد وبعض الأغاني المرتبطة بأهل البيت وهي:
أعظمها القرآن
نبينــــــا آيــــــاتــه ظاهـــره
يشفع في الدنيا وفـي الأخـــره
أعظمها القرآن جل الذي
أنزلـــــه معجــــــزه بـــــاهــــــــره
وفي أنشقاق البدر للمصطفى
والشمس فـــــي آيـــــه ظـاهـــرة
كذالك نبع الماء من كفه
يجري كغيث الأسحب الماطرة
كم أطعم الجيش وأرواهم
مـــن نــــزر شئ حينمــا بـاشــره
كم بقعة يابسة قد غدت
بوطيه الحجاج انقلبت ناظـره
ورد عينــــا ذهبــت كـلــهــــا
إلــــى الحجـــاج انقلبــت ناظرة
بلمســـــة رد يــدا بعــدمـــا
قد قطعت مــن ضربــة باتـــره
للميت أحيى غيــر مامــرة
بقــــدرة البـــاعــث لـــلآخــــرة
أطلعه الله علــى علــم مـــا
يكون فـي الدنيا وفــي الآخـرة
علوم كل الناس فـي علـمـه
كقـطـــرة مـــن أبحــــر زاخـــرة
و فضله أعيى الورى عــده
أفهـــامــه مــن حصـــره قاصــره
صلــــى عليــه ربنــا دائمـــا
صــلاتـــه الـــزاكيـــة العاطــرة
ثم على العترة أهل التقى
اكرم بهــم مــن عتـــرة طاهـــره
كذا علـى الآل لـــه قـــدوة
للناس مثـــل الأنجــم الزاهـرة
فنســأل الله بهـــم رحمـــة
تـعمــنــــا بــاطنـــة ظــــاهــــــرة
لنقطـع الغـــم بتقـــوى وان
يختـــــم بالخــيــــر لنـــا آخـــره
وكذلك:
أحمـــــد المختار نـــــور
صل يا رب على شمس الضحى
أحمــــد المختـــار نــــور الثقليـن
وعلى نجـم العلى بــدر الدجى
من عليــــه الشمس ردت مـرتين
وبــسيفيــن ورمــــحيـــن غـــــــزا
ولـــــه الفتــــــح ببـــدر وحنيـــن
وعلى الزهـراء مشكـــاة الضيــا
كوكـــب العصمــــة أم الحسنيـن
وشهدين سعيدين هما
آدم الآل علــــــي بــــن الــــحسين
وعلى مصباح محراب الدعا
للرسول المجتبى قـــــــرة العيــن
وعلى الباقر مقباس الهدى
وعلـــى الكاظـــــم حقـا غير مين
وعلى الكاظم موسى والرضا
شمس طوس وضياء الخافقيــن
وأبي جعفر الثاني التقي
مطلع الجود ســـراج الــــحرمين
نور حق يقتدي عيسى به
عجـــــل اللـــــه طلــــوع النيـرين
هم أزاهير بهم فاح الثنا
هم رياحيــن ريــــاض الجنتيــن
نظم العبد وقوام الدين لهم
صلـــــوات لمــــعة كالفــــر قـديـن
يطلب الجنة من رضوانهم
لا يســـــــاويــــــــة بتبر ولــــجين
هم كرام لم يخب قاصدهم
هــــــم مرام للورى فـي النشأتين
و كذلك في مدح الأمام علي(ع) :
حب علي ابن أبي طالب
حب علي ابن أبي طالب
أحلي مــــــن السكــــر للشارب
أعذب من صهباء في دنها
قد عتقت في الزمن الذاهب
ومن جنى الشهد ومن قرقف
من ورود المــــا علـــى السائب
ومن لقى خلين بعد النبى
وكاعب يزهـــو علــى كـاعب
أحسن من هذا وهذاو ذا
حب علي ابـــن أبــي طــالب
باب الهدى والعم مولى الملا
مفنـــــي العـــدى بالصــــارم القـاضب
نفس الرسول الله زوج البتول
حب الاهـي سهمــه الصائب
من قد عمرا ثم نوفل معا
والعنكبوت بعزمــه الثاقـب
ومن فنى مرحب يوم الوغا
غير علـــي ليــث بنــي غـالب
ومن رقى غارب خير الورى
وكسـر الأصنــام بالقاضـــب
غير أمير المؤمنين الذي
في عمره مافـــر مـــن طـالب
لو فتشوا قلبي جميع الورى
حاضرهم كــل مـــع الغــائب
ما وجدوا في وسط قلبي سوى
سطرين قد خطا بلا كاتب
والعدل والتوحيد في جانب
وحب أهل البيت فــي جانب
هم أمناء الله في خلقه
وحبهم نصا مــــــن الـــواهب
هم خير خلق الله في أرضه
وهم خلاص من أدى واجب
هم معادي شفعائي غدا
فــــي يـــوم لا ملجـــأ للهــارب
في يوم لا يغني حبيب ولا
صاحب يغنـــي فيــه صاحب
عليهم صلى اله الورى
ما حدت الركبــان للـــراكب
وما أضا منعطف أو جرى
فـــي أرضـــه مغــدودة سالب
وفي بداية الجلوة يكون الكل واقفا بجانب العروس وذلك أحتراما لوجود فاطمة الزهراء (ع) حيث تغني القارية هذه الأغاني وتكون عن أم الرسول وخديجة وفاطمة(ع)”
أمينة
أمينة في أمانيها
مليحة في معانيها
تجلــــت وانجلــــت حقـــا
سألــــت اللـــــه يبقيهــــا
ظفـايـر شعــرهــا حلـــت
علــــى أكتـــــافها دلــــت
وامــلاك السمــا ابتهلـت
وانظـــروا فـي معانيهـــا
جبيــن كالبــدر ياضــــي
وذكره شافــي أمراضي
لــهـا رب الســمـــا قاضـي
فواللـــه خاطـــري فيها
لها حاجـب كمـا لقيــاس
وتتمايل كغصن الياس
ومامن مثلها فـــي الناس
ابو المختار حظي فيهــا
لـــهــا خــد كمــا التفـــاح
روايح عطرها قــد فاح
ناظــرهــا بقـــى مرتـــاح
سعــــــوده حـــازه فيهـــا
لهـــا عنــق كمــا المــرمـــر
وريق أحلــى مــن سكـــر
وهــي تمشــي وتتبختــر
وحـــور العيــن تجليهـــا
جلوهـا بالحلــل والتـــاج
اليها خاطري قــد هاج
وحاج الحاج لهـا محتـاج
وانظروا فـــــي معــانيها
جلــوهــا ليلــــة خضــــرا
وكـــــانت ليلـــــــة قمــرا
وهي تضوي كما الزهـرا
ابو المختار حظى فيهـــا
أم النبي طه
قوموا إلى اجلاها محلاها
أم النبــــــي طــــه محلاها
قوموا لها يخـــوان محلاها
انجليها يا نسوان محلاها
أم النبي العــدنان محلاها
أم النبــــــي طــه محـــــلاهــا
يامحل قعدتها محـــــــلاهــا
ما بيـن احبتهـا محــــــــلاهــا
والـــحور جلتها محــــــــلاهــا
أم النبــي طــــه محــــــــلاهــا
تمشي واتتبختر محـــــلاهــا
في شالها لخضر محـــــــلاهــا
أنوارها تـــزهر محــــــــلاهــا
أم النبــي طــــه محــــــــلاهــا
جلوها سبع جلوات محلاها
بلوان مختلفات محـــــــلاهــا
عليها زري و شالات محلاها
أم النبــي طــــه محــــــــلاهــا
خديجة
خــــديجـة اليــــوم زفــــــوها
علـــــى الكرســـــــي يقعـدوها
وحــــــور العيــــــــن يجــــلوها
علــــى شــان النبــــي محمــد
حناهـــــا برجليهــــا ونــــقش
اخضـــــاب بيـــــــديــــــــهــــــــا
واســــــوار فـــــــــي ايـــاديهـــا
علــــى شــان النبــــي محمــد
عليهــــــا الشــــــال منعوتــــه
أو ورده ثــــــــم يـــاقــــوتــــه
وكـــــل صــــــــــــار مبهـــــوتـــا
علــــى شــان النبــــي محمــد
جلوهــــــــــا ابليلـــــة قمــــره
وهــي تاضـــي كمـــا البـــدره
جلـــوهـــــا بالـــحلي والتـــاج
اليهــــا خاطـــري قـــد هـــاج
وحـــاج الـــحاج لـهــا محتاج
علــــى شــان النبــــي محمــد
جلـوهـــــا بالـــــحلي والنــور
الــــه العـــــــرش لها نــاطور
ونثـــــروا الليــــل والمنثــــــور
علــــى شــان النبــــي محمــد
تراها الحور
واللـــــه فضلهـــا علـــــى النســوان
قــد اقبلت فـي حلة بيضاء وهي
تسبــي العقــول وتسلـب الاذهان
يابـن عبــد المطلــب انهـض وقــم
واكشف عن المنديل ترى قمران
لما كشف ابـــو النبـــي عــــن وجهها
بدرا رأى مـــا فيــــه مـــن نقصــــان
يا آمنـــة سلي لــــه سيـــف الرضـــا
قـــالت أريــــد وعدا يكــون يمـاني
قال فسلي السيـــف انــك تحملـــي
بمحمــــد سيــــد بنــــي عـــــدنــــان
نزلــــت ملائكـــة السماء بعــــرسها
وبشــــروهـــا بالنبـــي الـعــــــدنـــان
قوموا مشطوها و اعدلوا هاماتهـا
وقفــــــوا بهــــا اعـــلا المراتب عــان
في هذه المقاطع تقوم القارية بمسح رأس العروس تبركا بما قيل في آمنة بنت وهب وكما أن الملائكة وفاطمة الزهراء تقوم لها بذلك حيث تشعر العروس برهبة وبالراحة والطمأنينة والنورانية:
حلــــوا ظفايرهــــا وارخوا شعرها
سبـــل مــــــن الكتفـــين للقـدمـــــان
خدامهــا قدامهـــــــا قــــــد اقبلــوا
بمباخـــــــر الفضــــة وعــود البان
قــد البسوهـــا التــاج فوق جبينها
قد رصعــــــوا بالـــدر والــــمـرجان
حـــور الـــجنان قد اقبلت خدامها
نثـــــروا عليهـــــا المســـك فت ختان
يا آمنة قومــي البسي حلل الرضا
مـــن كـــل لـــــون فـــاق فـي الألوان
افضل الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد وآل محمد صلوات صلى على محمد وآل محمد
يا سامع الصوت
يا سامع الصوت صلى اعلى النبي
أول محمـــــد او ابن عمـــه علـــــي
يا سامع الصوت صل اعلى الرسول
واعلـــى ابو حسين علي زوج البتول
وانجـــان ما تعــــرف تغنــي وتقـول
كثر صلاتك علــــى الهادي النبــــي
صلــوا على احمد بالله يا سامعين
واعلى بن عمـــه وآلـه الطاهــريــن
يعود علينـــا وكــــل الــــــحاضريـــن
نحتفل كـــــل عـــام ابمـــولد النبــي
عــــرج نبينـــا لعنــــــد سابــــع سمـــا
شاهـــد الـجنات واهلهـــا امنعمـــــــه
شاهـــــد النيــــــران باهلهـــا مظلمـه
تشعــل راس الـــذي عـــادى النبـــي
عـــــرج الهــــادي علـــى هــدوة الليل
سافـــر وجبــريل اليه هادي ودليل
داست اقدامه على ابساط الجليل
لــــن صــــــوت نــادى اهـــلا بالنبـــي
شاهد لـــه واحـــــد يصلـــي ويبتهل
يشبه الحيدر عـــلي خيــــر العمــل
نشد لـــــجبريل مـــن هــــذا البطــل
جبريل قال لــــه ابـــن عـــم النبــي
ليلــــــة المـــو لـــد تتباهـــــى امتــــــه
السبع السماوات الهــادي سفرتــــه
وبساط القدره اقدامــــه داستـــــه
الف الصلاة علـــى اسمـــك يا نبـــي
حيث تكون سبعة جلوات في كل جلوة تلبس فيها العروس رداء أبو صيبع مشمراً ملوناً. وبعد انتهاء كل جلوة يعطى المشمر لفتاة عزباء لتلبسه حتى تتزوج بسرعة ذلك أنه في معتقدهم أن العروس التي حضرت في جلوتها الملائكة والحور وفاطمة الزهراء مباركة فتنتقل بركتها إلى غيرها من العزباوات، كما تقول أم حسين أن السبب في تغطية الوجه في الجلوة خجلا من السيدة فاطمة الزهراء(ع) لأنها حاضرة في المكان الذي يردون فيه ذكر أهل البيت(ع) وفي كل مقطع من كل جلوة يكون هناك جباب و“ردحة أو نكزة” وتكون على لحن الأغنية و تصفيق وتكون جلوة في غاية الروعة. كما توضع شمعتان في يد العروس وصحن من الحلاوة وعليه مشموم، الشمعتان لتنيرا لها دربها وتضيء حياتها الزوجية بالسعادة والفرحة أما الحلاوة فهي بمثابة بركة مقروء عليها ذكر أهل البيت وتكون في العادة للقارية، وفي الجلوة السابعة يبدأن بتوزيع “السكسبال والنخج والنقل والجاكليت ” على الحضور والشربات وفي هذه الأثناء تذهب النسوة قبل أذان المغرب لدعوة أهل القرية لتناول وجبة العشاء حاملين معهم “بيب” لكي يطبلوا عليه وهن يغنين ويزغردن ويقلن:
عزمونا انبارك
ادعونــــــــا يا عبـــاد الله ادعـــونا
ترى احنا جايين فـي عرس اخونا
ادعونــا نطبـــخ الضيفـــــة ابليلـــه
علـــى رغــــم العـــدى والحاسدينا
ادعونــــا نعجـــن الـــــحنا ابليلـــــه
علـــى رغـــم العـــدى والجاحدينا
ادعونــــــا انلبـــس المعـــرس بليلـــه
علـــى رغــــم العـــدىوالبــاغضينا
ادعـــونـا انـــزف المعـــرس ابليلـــــه
علـــى رغــــم العـــدى والـكارهينــا
عــزمونا انبـــارك للمعرس ابليلـه
علـــى رغــــم العـــدى والحاسدينا
عــــزمونا انهنـــي المعــــــرس ابليله
علـــى رغــــم العـــدى والباغضينا
ليلة الزفاف:
تأخذ الداية العروس لتصلي ومن ثم تقوم بتعديلها حيث تسرح شعرها و تقوم بتظفيره ودهنه وتضع لها الديرم في شفتها ليطلع لها لون أحمر، والكحل الاثمد في عينيها لتبرز جمالها والمشموم على شعرها وعلى صدرها وتلبسها الدراعة الخضراء والصروال الزري وثوب النشل أو الثوب المفححة وتكون معها لوحدها ولا أحد يجرؤ على الدخول لأنه ممنوع فهي ستخرج للناس وسيرونها ولكي يتفاجأ الجميع من جمالها، أما الذهب فهي تلبس قحفية وريقات “ القبقب” على رأسها والخزامة والقرنفله على أنفها من الجهتين والمراصغ الذهب في يدها والزنود الفضة على زندها وهو أعلى ساعدها أما الخواتم فإما تكون فضة أو ذهباً تستعيرها من أهلها أو رفيقاتها وذلك لعدم قدرة العروس على شراء كمية كبيرة من الحلي في بداية زواجها نظرا لإمكانياتها المتواضعة ويعكس وجود طبقات تمتلك وأخرى لا وكذلك يعكس قوة العلاقات الاجتماعية بين الناس الفقراء والأغنياء، وتبدو العروس في أعين الناظرين شخصية مختلفة تماما عما عهدها الناس عليه لأنه لم يرها أحد من ليلة الحناء إلى هذه الليلة فهي مغطى وجهها تقول أم علي كل شيء عملوه لنا إلا التصوير و“الحفاف ” إزالة الشعر الزائد من الحواجب، وكان ممنوعا وحراما لكن كنا نظهر جميلات وتقول لأننا نكون على نياتنا وقلوبنا صافية ونظيفة بعكس الآن وهنا كما قال سالينز في تأثير التغيرات التاريخية بين الماضي والحاضر وما تحمله من معنى لهؤلاء الأفراد، وفي هذه الأثناء يتناول الناس وجبة العشاء وبعد الانتهاء من العشاء وتنظيف المكان تخرج العروس حيث أن القارية انتهت مهمتها فالذين يغنون على العروس هم أهلها ورفيقاتها وتكون أغانيهن عبارة عن توجيهات وإرشادات للعروس وبث الراحة والطمأنينة في نفس العروس لكي لا تقلق فالكل بجانبها فرح ومبتهج ويقولون:
انا ابنيه
على الميمر و اعلى الميمر
العين سوده والوجه كب احمر
لا تضـــربنـــــي بالمشمــر
وانــــــــا ابنيـــــــه واتــقشمـــــــر
على الميمر واعلى الميمـر
العين سوده والوجه كب احمر
لا تضـــربنـــــي بالدفــــه
تــــــــــــــــرى النيـــــــا متعلفــــــــه
على الميمر و اعلى الميمر
العين سوده والوجه كب احمر
لا تضـــربنـــــي بالملفــــــع
وانــــــــا ابنيـــــــه وبتــــدلــــــــــع
على الميمر واعلى الميمر
العين سوده والوجه كب احمر
لا تضـــربنـــــي بعقالك
وانــــــــا ابنيـــــــه وبت خـــــالك
على الميمر و اعلى الميمر
العين سوده والوجه كب احمر
لا تضـــربنـــــي ابجمــك
وانــــــــا ابنيـــــــه وبـــت عمـــــك
على الميمر و اعلى الميمر
العين سوده والوجه كب احمر
لا تضـــربنـــــي بالراحة
وانــــــــا ابنيـــــــه ومـــــــزاحـــــه
على الميمر و اعلى الميمر
العين سوده والوجه كب احمر
وانا وافيه
بالعافيه يافطـــوم بالعافيــه
يادرة البحـريـــن يالــــــوافيـــــه
نذر عليه واشهدوا ياحضور
لقسم الحلوى وانا الــــــوافيـــــه
نذر عليه واشهدوا ياحضور
لقسم الممروس وانا الــــوافيـــــه
نذر عليه و اسمعوا ياحضور
لقسم الــــحنا وانا الــــــوافيـــــه
نذر عليه و اسمعوا ياحضور
لقسم الماء ورد وانا الــــوافيـــــه
نذر عليه واشهدوا ياحضور
لقسم المشموم وانا الــــــوافيـــــه
نذر عليه واشهدوا ياحضور
لقسـم النفور و انا الــــــوافيـــــه
ويواصلن الغناء والرقص إلى أن يأتي عريسها الذي يكون قد قرأ عليه المولد وأقيمت له وجبة العشاء. وبعد ذلك تخرج الزفة من المأتم أو من المنزل الذي أقيم فيه الحفل، يتقدمهم العريس ووالده ووالد العروسة وأهله وجمهور من أفراد القرية يزفونه مرددين مدائح وقصائد في مدح أهل البيت (ع).
ومن هذه القصائد والزفات التي يقولها الرجال، وتكون ارتجالية مع تصفيق حار وقوي يعبر عن شدة الفرح و ضرب بالأقدام على الأرض كتعبير جسدي عن الفرح ومن هذه الأغاني:
علــــــــي ولــــــــي اللـــــه
علي علـــى علــــم علـــي علـــى علا
علي ولـــــي الله صلـــوا علـــى علـي
اصغ واستمع يا طالب الرشد ما الذي
به المصطفى قد خص والمرتضى علي
محمد قد شق مــن الــحمد اسمه
ومشتق من اسم المعالي كـــذا علي
محمد في سبـــع السموات قد رقى
وكـــــان بــها ســدرة المنتهـــى علــي
محمــــد قـــد داس البساط بنعله
كذالك كتف المصطفى داسه علـي
محمد لما زج في الحجب لاح فــــــي
الاسرا بشخص قال جبريل ذا عــلي
محمــــد لما إن رأى الليــــث ساجدا
لقــــد تعجــب بالـــذي رأى علــــــي
محمد بالأمــــلاك صلــــى خلفــــه
ثمانون صفـــا كــــان يقــدمهم علي
محمد رب العـــــرش اعطاه كوثرا
كذالك ساقــي الناس في حوضه علي
محمد تاج الفخر في الشــــر تاجه
كذالك لواء الحمد يحمله علــــي
محمد أولى الناس بالناس كلهــم
كذالك ولي الله فــي خلقـه علـــي
محمد شقق البدر فخرا ومعجزا
له كذالك الشمس قــدر ردها علي
محمد قـــد زوجــــة ربي خديجة
كذالك بنت المصطفى زوجها علي
محمد محمـــــود المعالـــي ممجـــدا
كذالك مــــن نـــــور الألهـــي علـــــي
محمد قد فاض البير منه بتفلــــة
كذالك الشط لما أن طغى رده علي
محمــــــد جهـــر رج عـــــين قتــــاده
كذالك كــــف العبـــــد ركبة عـــلي
محمد قد اوتي بمشوي الطائــــــر
دعـــــا يــا الاهي آتنــي باخي علي
أما النساء فيقلن:
شيخ العرايس
شيـــــخ العـــرايس مــن تزفونه
خلـــــوه يتمشى على هونه
فرحان و امتيم على الاحباب
ياربـــــي يلقاهــم ويلقـونـه
لالي تاه محبوب علـــى خلــــه
والحســن فايق لا تلومونه
نطلــــــب عليكـــم يا حبــــايبنا
عن عيـن حساده تعوذونه
وليمن مشيتوا بالفـرح خلفـــه
لـــــحن الهـوى لازم تغنونه
ومن فوق سطح عالـــي البنيان
مــــاي الــورد لازم ترشونه
وصلـــوا علــى المــختار والكرار
والآل لا قمتــــوا تــــزفونه
وحتى يتــم الخيـــر ويحصلـــه
فـي مسجـد لازم تدخلونه
وليمن وصلتوا فرشة المحبوب
دقة فرح والــحان موزونه
يفــرح او يستانــس او يتبختر
ويتيـــه لا قمتــــوا تجلونه
والله يبارك فـــي تهانيكم
ليمن على الدخلة تهنونه
ومتورب ابسهرة فرح لازم
لين التقى الفناـن بفنونـــه
هذي عوايدنا او عمـايلنا
ونحـــب كلمـــن هـم يحبونا
ويكون من خلفه جمع غفير من النساء ووجودهن يرجع إلى فرحة أم العريس والعروس بفرح ابنها وا بنتها، وهن يشاركنهم ذلك إذ يسمح لهن في هذه المناسبة التعبير عن فرحهن فهن أهله وأقرب الناس إليه. فلهن إظهار سعادتهن ولكن في حدود. كأن تكون بين الرجال والنساء مسافة بعيدة لكي لا يحدث إحراج لهن، وكذلك عندما يمشي الرجال تقف النساء لحظات لكي يكون بينهم مسافة جيدة، حيث تصفق وتغني وتجبب عليه النساء إلى أن يصل إلى أقرب مسجد يصلي فيه ركعتي الزواج ليبارك له الله زواجه. والناس ينتظرونه في الخارج إلى أن ينتهي ويواصلون الزفة إلى بيت العروس حيث يقفن مدة طويلة يغنين ويصفقن على باب بيت العروس ويقلن:
يربي اتسلم العريس
هيل وزعفران و عود
والعنبر على اخدوده
يربي اتسلــم العريس
ابجاه حسين واجدوده
يربي اتنجي العريس
وتسهـــل الـــى احـــواله
عرسه مـــن تعب زنده
لا عمـــــه ولا خـــالــــــه
جنــة نجمــة التسري
ابوجهه النور يتلالا
يربي تحفظ العريس
هاللي زاهيـه اخـــدوده
يوم الفـرح ويا اسرور
يــوم العـــرس المـــدلول
محلا خاتمــه ابيمناه
بالـخنصر ذهب مصقول
يــوم السعــد ومبارك
قـــدره عالــي او مجلول
محلا من تجيه الناس
يتمايل علـــى اخــدوده
امـــه تــــوقف اقبــاله
واتبخــر الــــى اثيــابــه
والعمـــه مـــع الــخالـه
ابهلهـــــالـــه وجبـــــابـــه
تجي البلدان معزومة
عرســــــه صـــار بسعوده
وكاســـات الهنـــا دارت
عساهــــا تحضر الزهرا
مجامير البخور اتدور
الليلـــــــه ليلـــــة السهره
يمشـــــي بين احبــابــه
شبه الغصـــــن بــــوروده
حمدت الله اللي بلغني
وعرسنـــــــا ولـد الغالي
أوصت امه جت اخته
العمه قاعـــــده اتـلالى
واني ارتجي امــن الله
واطلب من علـــي العوده
إلى أن يسمح لهم والد العروس وأخوتها بالدخول وهنا لكي يفهم العريس من أول ليلة أن يعامل زوجته معاملة طيبة لأنه في وسط بيتها ومع أهلها وأي مكروه يحدث لها فسيكون هو المسئول عنه، و عليه أن يضع في ذهنه أن للعروس أهلاً وأخوة يدافعون عنها عندما تلجأ إليهم، فأهلها يعرفون أن أبنتهم ستخاف من زوجها في هذه الليلة لذلك يدعون الزوج يعيش أيامه الأولى في بيت والد العروس ليضع في حسابه احترام وتقدير زوجته، ولكي تتعود أبنتهم على الحياة الزوجية بمرأى والدتها ودايتها لتوجيهها و نصحها ، ويقوم أهل العريس من النساء بالغناء ويقلن ايضاً:
وقفــــــونا علــــى البــــــاب
بيت الــــمـعــــــــــــاريـــــس
وقفــــــونا علــــى البــــــاب
حسبـــونا احنــــا طـــلاب
بيت الــــمـعــــــــــــاريـــــس
حسبـــونا احنــــا طـــلاب
وأحنــــا غلبنا ما غلبتونا
فنجال قهوة ما عطيتونا
وثــــلاث اغــــراش خنــــا
ويـــأم المعـرس يا المصنة
وقبل أن يدخل العريس تذهب العروس إلى الفرشة لتنتظر دخول عريسها وتكون مغطاة الوجه وتجلس على الدوشق ومعها الداية والناس من حولها يصفقون ويهللون إلى أن يدخل العريس الفرشة ويقال:
ياداخلـــين الفـــرشة هنوا بها راعيها
حضر محمد وعلي والنور ساطع فيها
ويقال ايضا:
اتكول أمه عليــه اسعود
حمود يا بخـــور العــــود
اتكول أمها عليه حرس
حمــــود ركـــاب الفـــرس
ويقال:
كولوا لأم العروس لا تدخل الفرشة
صروال بلا قيطان ممنوعــة الدشــة
مـدلوعـة البـرطوم منشــورة الكشـــة
ويرمون المشموم وماء الورد ويدورون بالبخور على الحضور مبتهجين مسرورين وتكون أم العريس مشغولة في هذه الليلة بضيوفها فهي أيضا عندها ضيفة فهي لا تحضر فالذين يحضرون من أهله أخواته وخالاته وعماته وتقمن بإدخاله الفرشة مصحوبة بالأغاني ويقلن:
طل وشوف
طل واشوف علــى الـخيــل ميدانه
طل واشـوف كــــل منظـــرة رمـانـه
طل واشـوف يالمعــرس اللــــي جانا
طل واشـوف عروســه لو سلطانــه
طل واشــوف حوريـه لــو ريحانــه
طل واشــوف اقماشه لو مــرجانه
طل واشـــوف حصبـــاه والا دانــه
طل واشـوف شمس واقمـــر ويـانا
طل واشوف حبيبتك فــرحانــــه
طل واشـوف حلـــوه العمـــر فتانه
طل واشوف خجلانه لــو نعسانــه
طل واشـوف معــرس وتــوى جانــا
طل و اشوف بيت الليلــة او يـــــانا
طل واشوف مــن تستقـــر بحــذانا
طل واشــــوف ابــــدا فــلا تنســـانا
وبعدما يدخل العريس الفرشة ويسمي بالرحمن، حيث تكون الفرشة قد أعدتها الداية وبخرتها وعطرتها ويكون على باب الفرشة حرس، لكي لا يدخلها بغيض للعروسين أو كاره لهما فيربط طرف من السناحة، وهذا دليل شؤم للعريسين فهو يسبب إما الانفصال أو العوق أي عدم إنجاب الأطفال ،أو أن تدخل امرأة تكرههما تحمل في داخلها حقدا وكرها عليهما تتبول في حمام المعاريس، لأنه تقول أم عبدالله حدث هذا الشيء لعروس وانفصلت عن زوجها في اليوم التالي مباشرة ويربطون هذه المعتقدات بخبراتهم السابقة التي يكون فيها أثر سيء عليهم . وعندما يدخل العريس يطلب من العروس أن تطلب المبلغ الذي تريد ليكشف وجهها فهي تخجل أن تقول أو تتكلم من شدة الخوف فهي أول مرة في حياتها تجلس مع شخص غريب بدون مقدمات، وهذا يعكس رغبة العريس في أعطاء طابع جيد عن كرمه وهي هدية تعبر عن التبادل الرمزي كما ذكرها بيير بوردو في أهمية الهدية في أنها تضيف لرصيد المهدي(العريس) رأس مال رمزي، وتقول أم محمد أنه كشف وجهها مقابل عشرين روبية وتأخذها الداية لها فهي من قدمتها وجهزتها له وزينتها فالفضل الكبير يرجع لها. وبعدها تقوم الداية بوضع رجل العروس ثم رجل العريس فوقها ويكون كعب قدم العريس على قدم العروس ويضع مبلغ من المال ويصب المشموم والماء ورد على رجليهما لتكون بداية لحياتهما التي سيعيشانها معا وتقول النساء:
حط المعرس روبية
واتطمعت لبنيــــــة
وكذلك يغنين:
عرسوا يا عيني
عرسوا ياعينـــي عــــرسوا بلفينـــي
عرسوا بفراحي صفكـــي يا راحـــي
عرسوا بالهنـــــــا بالفــــرح نتهنــــــى
عرسوا غنوالـــي بالعرس هنوا لي
عرسوا يخوانــي دفـــرحـوا جيراني
عرسوا ياروحــي يارجل دحدوحي
عرسوا هــالليلــة دفرحــــوا يلعيلـــة
عرسوا يا قلبـي بالهنـــــى يا حبي
عرسوا يا نفسي خضبــــــوا بنحني
عرسوا ياعمري دنشرح يا صدري
عرسوا يا خويه باركــــوا يا بـــويه
عرسوا لثنينـــي بـــالأنس يا عيني
لكلاص في الزيله
الليلة عــرس ودكدكـه او لكلاص فـي الزيلة
يعطيها جـوز وفسفســه او ياخذها بالـحيله
والمعرس جــاي ابزفتـه يم اخضاب قومي له
والمعرس جـاي ابهدتــه يمحنيـــه قومـــــي له
والمعرس جاي أبموتره يمكيجــــه قـومـــي له
والمعرس محـلا مشيتــه يملبســـــه قومـــــي له
والمعـرس محــلا بدلتــه يمعدلــــه قـــومـــي له
والمعــرس محـلا قذلتــه يمجلســــــه فــــزي له
وللمعرس قولي مرحبا يمجليه قومي له
وتعطى هذه النقود للفقراء مباشرة وتعتبر صدقة ودفعة بلاء عنهما، كما تضع أم العروس “لقمة محمره” أرز محمر مع سمك تحت السرير للأرضيين لكي ينشغلوا به ويبتعدوا عن العريسين في هذه الليلة وعندما تنسى أم العروس هذه العادة تلقى اللوم الكثير من قبل الناس لأنه قد يصيب أبنتها مكروه، وبعدها يتم المتورب وهو عبارة عن أغنية تقال على العريسين قبل خروج الناس وفيها يجلس العريس مقابل زوجته والناس تمسك قطعة قماش خضراء وهو مشمر أخضر يرفرف على رأسيهما و تتوسطهم امرأة تجيد قراءة المتورب وهن يرددن معها واتريمبوا وانيومي وهي:
المتورب
واتريمبوه
وانيومي
بدينـــا بالصــلاة علـــى محمد
معي صلوا على المحبوب احمد
وثانيهــــم أميــــــر المـــــؤمنـــــين
وثالــــث فاطمــــة بنــت الأمين
ورابـــــــع الــحســن ويا الـحسين
وخــــامس الـمـلايــك اجمعـــين
وسادس الــخضر يــا بــو محمد
ألا يالبيـض يــا وجــدي عليكم
سبـــع بيبان مغــلوقه عليــــكـــم
ولاني حيــة بسعـــى وبجيكــــم
ولاني طيــر بصفق بالجناحين
الا يا حســن وصلنــا لــحليلـــــة
وبسك مـــن امزاحك هالطفيله
لا زم يشفـــي العـاشــــق غليلــــه
او يسهر ليلتــــه ويـــا احبــابــه
ألا يا حمـــد وصلنــــا قـــلالـــــي
وبسك مــــن امساهــرك الليالي
يستاهل بعــــد حبــــي الغــــالي
يسألنـــــي وانـــا بـــارد جــــوابه
حبيبي لا تقــــول آنـــا سايتـــك
سلتنــــي العافيــــه حين سليتك
انت الـــــرازقي وآنـــــا جنيـتـــك
وكل عود الدرز عندي احسابه
حبيبي لا تقول ألعب ولا اشعب
ولا تـــاخذ بنــات النـاس تلعب
ولا تجـعل ريــاض الـحب مـلعب
سخــي الجف بين الناس ينحب
بنــات النـــاس يبغــون الدراهم
وميفيـــدك تعب تركض وراهم
وتــــدري بالــــدراهم كالمـــراهم
ومن غير الدراهــم ما شــي راهم
حبيبــــي لا تـــقول اليوم بردي
رشوش امغمـــره بــغراش وردي
حبيبي ضيف جاي اليوم عندي
احبـــه ابجبهتـه ويبوس خدي
حبيبـي منجـــي واعلى افراشي
وطــول الليــل انا اهمــز وراشي
حبيبي ومهجتي ولفــي وبــاشي
يقول اعطيش يا حـلوه معاشي
حبيبي متجـي واعــــــلى المخده
وصفــة رازقي زاهــــي ابــــخده
يـــــــــودنــــي احبيبــــــي وانـا أوده
وانـا بالـــــروح أفــــديه مستعـــده
أريــــــد اعاتبـــج والغنـــــم ســـارت
وشمس القيض فوق الروس دارت
لمـست اخديـــدها عيـــت وصاحت
أخــاف الواش مــا أعنيـــك قـــالت
أريــــــد اعـــــاتبج بينــــج وبينـــــي
ومــردود شــــاخ مــــن عينج لعيني
وطــــول الليــل بالــــحب نــادميني
مثــــــل مـــا ونسيتــــــــج ونسينــــــي
تهنـــــى يـــــا ولـــد بـــول شبـــــابك
جعـــل البين غــــايب مـــا درى بــك
عــلى حــوض النبي لغسل اثيابك
وجعـــل امــك اتــربى لك احبابك
تهنــــوا يـــــا اثنـــين العـــاشقينـــي
ويبـارك الــــــحسن و يا الــــحسين
عطركــم هـــالورد واليـــاسمينــــي
يحلــــوه بــــالـمحبــــه قـــــاسميني
ألا يابحــــــر مــــــن داسـك لدوسه
نـــــحب الـخد والـــرطم نبـــوســـه
نـــــحب الـــــزين مـــا نـبغي افلوسه
تهنــــي واطــــربي بـــــه يا عروسه
ركبت اجبال فــوق اجبــــال عالي
وزعقت ابصوت يـــم جدله تعالي
اومن شفت البدر واقـــــف اقبالي
سهيت او طاح مــــن رجلـــي انعالي
حبيبي ليش تكســــر لــــي اهلالي
اهلالج لو انكســـر غيــــره بــدالي
واهــــلال الـــذهب فـــوقج يـــلالي
اوليــــج القصــر فـي الجنات عالي
وراش امغنضبــــه اولالج احجايه
وحجايــاتـــج علـــى اقليبي هنايه
وانتــــــي لــــــي ابهـــــالدنيـا الغاية
لشحــــــن غرفـــة الــــحلوه هدايه
يـــــم الثـــــوب الـحمر مصبوغ فوه
دشـــــي حوشنـــا وفعلــــي أمـــــروه
وحبــــــي ليــــــش لا تقــــولين تـوه
أحبــش مـــــن صغـــر سنــــي يحلــــوه
يــم ثـــوب الــــحمر ليـــها حــــواشـي
انـــا زعـــــلان والمــــحبوب ايــــراشــي
يرشني بالــورد وأخــــلا لغـــرا شـــي
أو راضــــاني وانـــــا فــــوق لفــــراشي
يا فاطمـة لــي دخلتي الدار صيحي
وقولــــي مــــرحبا بــــــك يالنصيحي
أو يـــاحلــــو المعانــــي يـــــا صبيحـــي
وقولـي أنــا ابسري يولفي ما أبيجي
يزهـــرا لــــي دخلتــــي الـــدارلالـــي
وقـــولــي مـــرحبا بــــك يالهـــلالـــــي
يــــــروح الـــــروح يـــا ولفـــي يغالــــي
وعمــــــري اويـــــــاك يحبيب حـلالي
يا زنــــــوب لــــي دخلتــي الدار سمي
وقولـــــي مرحـــبا بـــوليـــــد عمـــــي
حبيبــــــي فـــــــج للسلــــة وتمنظــــــر
صفــــــة رازقــــــي وغـــــــراش عنبــر
ضمنــــــي وشيلنــــــي انجـــــان تقـدر
او بحمد خالقي اعلى الزين واشكر
وتكون هذه الأغنية بمثابة إرشادات وتوجيهات للعريسين عن هذه الليلة وكيف يتعاملان مع بعضهما، وبعد ذلك تخرج النساء من الفرشة ليبقى العريسان لوحدهما وعندها ينتهي الحفل ويذهب الناس لبيوتهم كما يقولون في مثلهم الشعبي وهو “المعرس ليه العروس والداية ليها الفلوس واحنا نبمبع اتيوس امباع امباع يالهيوس” أي أنهم يتعبون في الغناء والتصفيق دون أن يحصلوا لقاء هذا على شيء فالعريس يفرح بعروسته والداية تأخذ لقاء عملها المال وهم لا يستفيدون شيئا سوى التعب.
الحرس:
وعندما يكون على العروس حرس تنام معها نساء كبيرات في السن متزوجات. ومن ضمنهن الداية حيث يبتن مع العروس ليلة الدخلة بسبب خروج دم الحائض منها عندما ولدت ومن الخطر عليها أن تنام مع زوجها هذه الليلة لأنه في عاداتهم أنها قد تموت أو يصيبها مكروه، فبالتالي هم يبيتون معها إلى أذان الفجر ويخرجن بعدها من الفرشة ويدخل زوجها إليها .
الناس المحرومة من حضور العرس:
هناك ناس تحرم من أن تذهب إلى بيت المعاريس وتأكل من عندهم. وذلك لأسباب عديدة، وهم المرأة الفاطمة وهي المرأة التي توقفت عن إعطاء ابنها الحليب فهي لا تأكل من بيت المعاريس ولا تدخل فرشة العروس لكي لا يصيبها مكروه وهو أن تتضرر في حياتها ولا تستطيع فيما بعد الإنجاب لأنه قد تكون شؤما على العروس فهي توقفت عن إعطاء ابنها الحليب والذي يعني انقطاعاً عن عمل حسن يجلب الضرر. والذين يتوفى من أهلهم شخص فهم يكونون نحسا لذلك لا يأكلون من عند المعا ريس ولا يذهبون إلى زواجهم.وأخيراً الأم التي يتوفى من عندها ابنها أول ما تنجبه فهي كالباقي لا تأكل ولا تدخل بيت المعار يس وهنا تسرد لنا أم خليل قصتها “وتقول أنه عندما تزوجت ابنة أختها كان قد توفى لها ابن وكانت تعيش في نفس البيت وتقول أنهم حرموها من أن تأكل و لكنها رفضت وأكلت وبعدها لم تنجب العروس أولاداً سنة كاملة وعندما أنجبت أم خليل ولداً أخذ من “البول” أثناء الولادة وأعطي للعروس لكي تتمسح به وفعلا بعدها مباشرة حملت” وهذا يعكس أنهم يؤمنون بالتجارب التي يمرون بها وخصوصا إذا تحقق لهم المعتقد السيئ عن هذا الحدث فهم يجتنبون تكرره لكي لا يصيبهم ضرر مرة أخرى وإن كان لا أساس له من الصحة، مما يعني أن قلة الوعي له دور في تصديق كل ما يقال.
صباح الصبحة:
في هذا الصباح تستيقظ الداية كعادتها لعمل القهوة للمعاريس حيث تكون هي من تتولى تقديم القهوة للعريس وتسمى“صبابة” القهوة ويعطيها العريس بعد شرب القهوة روبيتين أو خمس في الفنجان على ما قامت به من عمل وجهد، وبعدها يذهب لبيت والده ليسلم على اهله، أما العروس فهي تتزين لقدوم الناس للمباركة لها بالزواج حيث تلبس ذهبها وملابسها الجديدة وتجلس في الفرشة، أما الداية فهي تقوم بعمل العصيدة والخنفروش والخبيص وتجهيز الخبز الأحمر والحلوى للناس، وعندها يأتي فوج من أهل العريس معهم “الدستار” وهو عبارة عما يقدمه أهل العريس لأهل العروس من أرز محمر في زبلان حاملينه على رؤسهم يغنون ويقولون:
جيناكم يأهــــــــل العــــــروس
جينــــاكـــم رفعنـــا الــــــروس
جيناكم بالعز والشـارة هالله
هالله جيناكم يأهل العروس
ويقلن:
لــــومــــا دلالـــش مــا تعنينا
طـــابـت خــــواطرنا وغنينا
لـــو مــا نحبــك مـا عنينا لك
اصبي غــاوي والتكينــا بك
والله يــــاحمـــود سير وياها
عساك اتكضي العمر وياها
جـــــــاز المبـــــــارك بينهـــــــم
جـــاز المـبــــــارك بينهـــم
لا فــــارق الله بينهـــــــــم
عاشوا بعـــز او فـــي هنـا
اينالــــــــون لثنين المنــــى
طـول الـــحياة ابرهدنه
متــوافقيــــــن اثنينهـــــم
جـــاز المـبــــــارك بينهـــم
لا فــــارق الله بينهـــــــــم
عيشـــه هنيــه ابـلا زعل
وابــلا كـــدر و ابـــلا ملل
طول الدهر شهر العسل
اللــه ورســـولــه ايعينهم
جـــاز المـبــــــارك بينهـــم
لا فــــارق الله بينهـــــــــم
متعاشقين اتحاببوا ساعة
سعــــــــادة اتقـــــــاربــــوا
واتحاضنــــوا واتحاببوا
احبـــــاب كـــل اسنينهـــم
جـــاز المـبــــــارك بينهـــم
لا فــــارق الله بينهـــــــــم
عــــــدهم بنـات ومصبنا
ودنياتهـــــــــم متمـــــدنـة
واحــــوالهم فـــي طنطنه
فـــــي اسنينهم وامنينهم
جـــاز المـبــــــارك بينهـــم
لا فــــارق الله بينهـــــــــم
ووجــــــوه عــدهم تلمـــع
وانــــوارهـــم تتشعـــشـــع
كلمــــن يبـــارك يطلــــــع
خلوهــــــم بـــس اثنينهم
جـــاز المـبــــــارك بينهـــم
لا فــــارق الله بينهـــــــــم
حيث يدخلن للعروس الفرشة ليباركن لها ويكون كشف الوجه مقابل نقود وتكون عبارة عن النحلة وهي ما تقدمه النسوة للعروس من مال و المهم أن تعرف أم العروس من الذي أعطى إبنتها المبلغ الأكثر أو الأقل لأنها بعد ذلك سترد هذه الهدية لهم عند حدوث مثل هذه المناسبة أو مناسبة مشابهة لها ، فهنا ضرورة الرد كما قال بيير بوردو لكي تسترد المعطى لها مكانتها الاجتماعية أمام من أعطتها لكي يحصل التوازن في الرصيد الرمزي الذي يمتلكونه، وتقول أم حسين أنهن لا يعطين هدايا وإنما مبلغا من المال بسبب عدم قدرتهن المادية على شراء هدايا ولم تظهر إلا في الوقت الحالي مقدرة المرأة الآن على الذهاب لكل مكان حيث تتمكن من رؤية أنواع وأشكال مختلفة من الهدايا بعكس القديم إذ كان ممنوعا عليهن الذهاب للسوق فالآن الرجل يترك زوجته أو اخته تذهب للسوق بسبب النظرة التي ينظر بها الى الرجل على أنه متخلف اذا منع المرأة من أن تذهب للسوق وأنه في العصر الحجري ، فتغير المعايير و القيم له دور كبير في تغير الأحكام والأعراف، وتستمر مدة المبارك سبعة أيام فقط وبعدها لا يتم استقبال أحد فهم عندهم تنظيم في هذا الأمر لعدم مقدرتهم في كل وقت أن يشتروا كدوع و أن يستقبلوا الضيوف أكثر من هذه المدة بسبب انشغالهم في أمور أخرى، يقام فيها الغذاء والعشاء للضيوف والأهل والجيران وتتوافد الناس لتبارك وهنا يظهر لنا تفاوت بين الناس في قدر المبلغ الذي يعطى للعروس وهو على حسب قرابتها ومعزتها من المُهدي وكلما كانت على قدر كبير من القرابة الدموية أو الاجتماعية كانت أكبر والعكس وعندما تأتي الضيفة لتبارك للعروس يقدم لها الكدوع وبعدها الماء ورد والبخور وقبل أن تخرج تأخذها العروس لترى الفرشة فهو كغرفة النوم أو المنزل الذي تسكن فيه المرأة في بداية زواجها . وهكذا لمدة سبعة أيام وهنا مرتبط هذا العدد بقداسته عند أفراد البحث لكونه على عدد أيام الأسبوع و يكون بالنسبة لهم عدد معقول لإقامة الفرح فيه وتكفي لضيافة الناس.
يوم الدواس:
وهو اليوم السابع حيث تذهب العروس وأمها لترى وضع إبنتها في بيت زوجها لكي تنصحها بما يجب أن تقوم به في هذا البيت، وأهلها والجيران لبيت العريس وهم يغنون ويصفقون ويقولون:
علينا لبيوت
علينا البيــوت ابطيـــر السعـــد
عرسنا يـــوسف وامحمــد بعــد
علينـــا البيـــوت وابنعلــــي بعـد
عرسنــــا لثنيــن ابخيــر وسعــد
علينا البيـوت وعلينا الشدادي
وانتصرنا على اجبود الأعادي
بنينـــا البيـــوت ابطــول العمـر
وعرسنا بفــراح وطــاب السمـر
شيــدنا البيــوت ابخيـــر و غنــا
وعرسنا لـحباب وقلبــي انشرح
علينـــــا البيــــوت و زاد الـــهنــــا
وعرسنـــا لثنــــين وطــاب الغنــا
علينــا لبيــــوت او بشــروالأهل
وعرسنا لـولاد ابشهـــر العســل
يـــــم لمعير يـــس بلغتـــي المنـــــى
عرستي ولدج على طيـب وهنــا
لتقوم أم العريس بضيافتهم وأول شيء تقوم به العروس قبل أن تدخل بيت زوجها هو أن تقوم “عمتها” أم العريس بغسل رجليها بالأرز وماء الورد والمشموم وبعض النقود عند باب البيت قبل أن تدخل والنقود تعطى لفقير صدقة أما الأرز يدل على تمسكها بلقمة العيش في هذا البيت والمحافظة عليه، ومن ثم تعطى العروس ماء تقوم برشه على طول المنزل ودهن تمسح به بيدها على كل باب من أبواب البيت وهذا يمثل بصمة التزامها وخدمتها وعيشها مدى الحياة في هذا البيت لن تخرج منه إلا إلى القبر أو عندما يتوفي زوجها. وبعدها تكون أم العريس وأهلها قد أعدوا وجبة الغذاء للعروس والحضور لكي يتغذوا وبعد الغذاء تكون قراءة مولد على زوجة ابنها تبركا بمجيئها ولكي تتعود على بيت زوجها فهو الآن بيتها وعندما تنتهي القارية من قراءة المولد تذهب العروس إلى بيت والدها، وفي اليوم التالي تقوم الداية بتنزيل المناظر والسناحات من الفرشة لتعطيها أصحابها و تكون مقابل سكسبال تضعه أم العروس في جانب من القماش وتربطه، وعندما تنكسر منظرة تقوم بتعويضها وتذهب الداية لترجيع جميع الحاجيات التي تم أخذها من عند الناس وتعطي أم العروس الداية مبلغا رمزيا تقول أم عبد الوهاب أنه أعطوها عشرين روبية بالإضافة إلى صباب القهوة وكشف الوجه وهي لا تساوي كل هذا التعب والهلاك مقابل هذا المبلغ الضئيل ولكن نستأنس على ما نقوم به ونفرح فلقد وفقنا في جمع رأسين بالحلال.
يوم الحوال(الانتقال):
وعندما يأتي اليوم الثاني عشر تنتقل الزوجة هي و زوجها إلى بيت والده حاملة معها جميع حاجياتها من طراريح ومخاد وسريرها وصندوق ثيابها والسحارة والحصر والسفر التي صنعتها لها أمها فهذا شيء ضروري أن تحمله لأنها ستعيش مع عائلة موزع فيما بينهم عمل المنزل بالدور وعندما تتلف سفرة تبدلها التي يكون عليها الدور، والحصر تضعها على السرير وحينما لا تصنع لها الأم يتحدث عنها أهل العريس بعدم الاهتمام و الرتابة والنظافة “لوفه” وتودع الزوجة أمها التي لا تنفك عن البكاء من ابتعاد ابنتها عنها وهي كذلك، فهي لن ترجع إلى هذا البيت كما كانت فقد انتقلت إلى أهل وزوج ومنزل ومسؤولية وتقول المرأة في ذلك من خلال ضرب الأمثال التي تعبر عن واقعها “ الأول إذا جيت قالوا حي من جانا والحين إذا جيت قالوا شهل البلاء جانا ، الأول إذا جيت عملوا لي قدر وحساب والحين إذا جيت قالوا هالأرض ببلاش” وهذا يعكس لنا تغير وضع المرأة في بيت والدها عندما تتزوج فهي تصبح كالضيفة ولا يجب عليها أن تكثر من زياراتها لكي لا يتضايقوا منها ولكي يعرفوا أنها ربة منزل صالحة تقوم بواجبات زوجها وأهله على أكمل وجه ويقال في كثرة الزيارة “ لا تكثر الدوس على الخلان إيملونك لا أنت بولدهم ولا طفل يربونك”. وتقوم الأم بتوصيتها بزوجها وأهله وأن تبيض وجهها عند أهل زوجها لتعكس لهم أنها خرجت من منزل تربت فيه تربية صالحة كما توصي الأم أم العريس أن تتحمل بابنتها وأن ترعاها و هي الكبيرة وابنتها الصغيرة.