لأب عبدالجليل الصابر الذي لم يرضَ إلا التبريك باستشهاد ابنه في تفجير مسجد الإمام الحسين بالدمام ..
للأب الذي هش وبش ..
للأخ الذي عانق وقبل وسجد للتبريك بموت أخيه ..
للأهل والأصحاب الذين ماثلوا تلك السجية في اتحاد عرفاني قل نظيره ..
وقبل ذلك لعبدالجليل ..
الذي خلف وراءه ماض من الجد والنجاح ومستقبل مشرق ليندفع باندفاعه من لا يرى كل هذا ليضحي بنفسه من أجل حماية الصلاة والمصلين والمسجد ..
لكل هؤلاء ..
قصيدتي ..
كلنا عبدالجليل..
سـلامُ الـحـمـدِ والـشُّـكـرِ الـجـزيـلِ
لـمـن حـنّـى فــتــاهُ دمَ الــرحــيــل
ولـم يـجـهــشْ بُـكـاءَ الـثـكـلِ إنِّــي
أرى فـيـه ابـتـســامـــاتَ الــجــذولِ
شــكـورٌ بــالـلــســانِ وبـالـمـحـيــا
وبـالـلـفـتـاتِ والـصُّـنْـعِ الـجــمــيــلِ
يُــهَــدِّئُ مــن بـكـى لـفـتــاه حـزنـا
فـمـا هـذا الـتـجُّـمـلُ مـن ثـكــولِ؟!
وكــيـف تـكـيِّــفُ الأعـصـابُ فـقـداً؟!
فـذي الأعـصـاب جـرداءُ الــنــخـيــلِ
إذا عــرَّوا بــهــا ســعــفــا يـغـطِّــي
تـقـول: بـدونـه مــا هـــد طُــولِــــيْ
ولـم أحـنـي لـقـامـتـي انــكــســارا
فـسـمـتـي بـالـوقـوفِ بـدون مَــيــلِ
وتـسـنـدنـي ابـتـسـامـات الـمـحـيـا
أفَــرِّقُــهـا عــلـى ريـــح الــعـــويــــلِ
وكـانَ فــتـاه أبــدل عــرس دنـــيــــا
بـعـرس جـنـانـه شـغـف الــبــديــــل
تـطـايــر شـلــوه فـي صـهــر حـقــد
بـطـهـر ذاك جـمـع الـمـسـتـحــيـــلِ
ولـكـن صـــــدُّ بــــاغ عَــــنْ صــــلاةٍ
وعـن تـفـجـيـرهـا .. حـرقُ الخـلـيـلِ
يــجــوزُ بــهــا مــع الأصـنــامِ لَـحْــمٌ
سـتُـحـرقُ وهــو يـصـعـدُ لـلـمُـثُــولِ
فــديــتــكَ يــا أبــاه وأنــت تــرضــى
فـداه لـمـن يُــصـلِّــي مـن مــقـيــلِ
فــديــتــك مــن رضــيٍّ مــســتـفــز
لـدمـعـتـنـا .. ومـنـك لــفـي ذهـــولِ
كـســوتَ الـعــاشــقــيــن لآل طـــه
وسـام الـفـخــر فــي ردِّ الــدخــيــلِ
تـعـبـتَ لـكـي تــراهُ قـطـــافَ عُـمـْـرٍ
وتـبـلـغ فـيــه مـبـلــغ كــم مُــعـيـــلِ
فـكـيـفَ رضــيــتَ مــقــتــلــه رضـــاء
يـسـاوي خـلـفـة الـعـمـر الـطـويـلِ؟!
ولـسـتَ لـوحـدكَ الــراضـي بــحـكـم
بـخـلـفـة شـاكــر فــي ابــن قـتـيــلِ
فــذا ابْــنُــك وهــو مــوفـور الـمـزايـــا
ومـــشــــدودٌ لأحـــــلام الـــوُصُــــولِ
هــو الــمــدفــوع قــبــلـك لـلـمـنـايــا
إذا كــانــــت وصــــولا لــلـــعـــجـــولِ
ومـخـتـصـر الـمـخـاضــات انــكـشافــا
عـلـى الـجـنـات بــالــمــوت الـدلـيــلِ
فـشـاشـة بـعـثـه لـلـحـشـرِ يُـعـطـى
كـصـحـب حسيـن بالكشف الـمـهـولِ
رأيــتَ مــكــانــــكَ الــعُـلْــويَّ صـــــداًّ
لأحـــقـــرِ نـــاعــلِ الأرض الــبــتــــولِ
فــذتَ بــلا شـــعــورك عــن مـــقـــامٍ
وعــن صُــحــبٍ وعــن إرثٍ نـــبـــيـــلِ
لـيــغــدو مـا كـسـبـت بـفـعـل مــاض
بـقـطـف الـلـحــظ كـالـلـمـمٍ الـقـلـيـلِ
وتـغـدو فـــي اخـتـصـارات الــمـــرايـــا
كـومـض الـبـرق بـالـجـنـي الــثـقــيــلِ
رآك أبـــاك مـــن مــنـــظــار غـــيــــبٍ
عـــلـــى ســرح بــفــوهــة الــدخــولِ
فــآمــن أنْ وصــلــتَ .. وقـــرَّ عــيــنــا
وقــال ابـــنـــي لـقـطــري كــالـذَّلُــولِ
أخــذت بـــه نــصـيــبــي كـل حـظــي
فـلـمْ أبـكــيــه وهـــو بــلا مــثــيـــلِ؟!
أنا شــبـــه لـــه إذ كــان شــبـــهـــي
نـعـيـش بـفـرحــتـيـن عـلـى الـطـلـولِ
ولـسـنـا فــي الـــيــقـــيــن أبٌ واِبـــنٌ
أخــــاه وأهــلـــه ذات الـــفــــصـــيـــلِ
حــســيــنـيــون لا نــرضـــى هــوانــــا
تــجـــدنــا كــلــنــا عــبــدالــجــلــيـــلِ
صح السانك