يا ابن عيني .. لا وداعا للشاعر سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068

أبــا مــقــدادَ مـن فــلـذات كــبــدي
نُـــزِعْـــتَ وهـــذه آيـــاتُ فــــقـــدي

أيـا تـلـمـيـذي الـنـامــي بــوعــيــي
صـغـيـراً كـنـتَ مـنـذ الـصُـغْـرِ تُـبـدِي

وحـيـن كـبـرتَ صُـرتَ مـدارَ عـيـنــي
أراك فـأشـتـهـيــك صــغـيــرَ عَــهْـــدِ

فـتـى يــتـوسّـم الـلـفـتــاتِ خــلــدا
فـتـومــض عـيـنُـهُ ومــضــاتِ خــلـــدِ

فـتـى الـجـنَّـاتِ مــن إيــمـانِ خَـمْــرٍ
ويـسـكـرنـا بــنــظـــرات الــتــحــدي

سـريـعُ الـطـيـفِ حـيـن يَـمُـرُّ لَـمْـحـاً
مـقـيــمٌ بــالـثــوانــي عُــمْـــرَ جــــدِّ

ورسَّـــامُ ابــتــســامـات الــمــحــيــا
عـصــيٌ حـيــن يــبـسـمُ فُــعـلُ صـدِّ

يـمـرُّ عـلـيـكَ لـسـتُ تــراهُ حـــيــنــا
وبــاسـتـرجـاعــه يــأتــي بـــقــصــدِ

مــتـى أوحـى لـعـيـنـيـنـا الـتـقـاطــا
لـسـحـبـتـه .. أقـبـلا؟! أم بَــبَـعْــدِ؟!

أأنت رحلت؟! قل لي: قبل نـعـيـي؟!
أم الـمـا بـعـد؟! أم لا نـعـي يُجـدي؟!

فـأنــت مــقـــدِّرٌ فــيــنــا حــــضــــورا
وأنــت مـــع الــغــيـــاب صــراطَ مـــدِّ

فـنـلـحـقـكـم ونـحـسـبـكـم ســرابــا
لــتـقــتــحـم الــبـدايـــة فــجـر وعــد

وداعـا يـا حـبـيـبـي يــا ابـن عـيـنـي
فـأنـت شـهــودهـا ولـعــاب شــهـــدِ

وقـد شـهـدتـك طـفـلا مـسـتـبـيـحــا
بـهـا الـنـظـرات وعظ الـحـب تـسـدي

كـذا شـهـدتـك غـضَّ الـعــود لـمـحــا
ولــلـمـحـــاتِ مـــا شـــاءتْ لـــعـــــدِّ

فــإنّــك نــاحـتُ الـلــمــحــات وجـهـا
بـــوقــت ضـبــابــنــا قــمــرا يُــعــدِّي

ألا عــــدِّي بـــلا لــــمــــح جـــســور
فــقــد أمــسـكــتَ أفــئــدة بـــوجـــدِ

يــقــول الــنـاس عـنـك رحـلـتَ إنــي
إذا صــدَّقْـــتُ جــئْـتُــكَ وسـطَ لــحــدِ

ومـثـلــي لا يـصـدِّق حـرث عــيــنــي
بـأنْ يـضـع الــغــيـــاب مـــثـــار جـــردِ

ســتـبـقــى مــالـكـي بـصـرا مـقـيـلا
لإغــمــاضــي عــلــيــك بـيـوم فــقــد


إلى تلميذي النجيب الذي نما تحت نظري وعيني طفلا في مدرسة الزلاق
وظل يراود عيني شبابا كالنجم الثاقب للعيون على حين مرور طيف
لمن أفجعني برحيله في حادث سير مؤلم
يأبى وجهك لي الصدمة
فأنت مستقر فيه كقدر ملازم
حبيبي محمد عبدالنبي المخوضر
يا ابن عيني .. لا وداعا

شارك برأيك: