خـرقـةٌ مــن عـلـيِّــنَــا لــك لــبــســـا
أيــهــا الــزاهــد الـــذي بــاع نـفـسـا
فــشـــراكَ الــوصــيُّ ذات شــبــيـــه
بــثـيــاب الــفـقــيــر عـــزاًّ تـــأسّـــى
يــا الـتـقـيُّ الــذي يَــعــضُّ جــهـــادا
نــاجــذ الـعـزم مـنــك طـاول قــدسـا
فـــرأيــــنـــاك آصـــفـــيَّ اقـــتــفــــاء
كــلّـَمــا نــقــتــفــيـكَ نــزدادُ أُنــســا
قد سبقت الجميع فـي حـرث شـوط
إذ مـشـيـنــاهُ إثـركـم صــرن غــرسـا
أيـهــا الـوعـيُّ نَــبِّـــهْ الأرض صــخــرا
حـيـن تــطـويــه أنْ يُـفَــتِّــقَ حِــسَّــا
أنــت جــالــدتَ فـي الـعـبــور وعـــورا
جـلـمـد الـعـشـق منك قد صار ملسا
فـــتــرفَّـــقْ بــشــوطــنـــا وخـطــانــا
حين نخطو نخشى إلى الخطو درسا
وإذا لامــسـت خـــطــانــا طــريـــقـــا
صــار كــالــجــنِّ مـنـه نـحـذر مَــسَّــا
فـأقِـلْـنـا يـا ابـن الـسـبـيـل جـزعــنــا
مـن رحـيـل فـي مـثـلـكـم بـاد جنسا
رحـل الـصـدر إذ بـحـبـل الـخـمـيـنــي
عـن سـراة الـطـريق قـد فـكَّ نـحـسـا
واحــتــوشـنــا قــلــوبــنــا فــقــد روح
الله فــي مـشـهـدِ الـتـوحُّـدِ أقـســى
غـيـر أنَّ الـرجــال نــاســلــنــا مــنـــه
كــل أشــطــاره فـلا لـيـس يُـنـســى
مــنــه فــضــل الإلــه والـخـامـنــائــي
قُــدَّ أشـبــاهــه فــأوقــفــن رمــســـا
وتــوســطَّـــتَ آصـــفــــيُّ لـــعـــقـــد
مـا بـــهِ مُــتــرفٌ مــن الــديــنِ دُسَّــا
كــلــهــم يــشــبـهــونَ حــيـــدرَ حالاً
رقـعـوا الـثـوب كــي يـلاصـق أمـســا
فـــرط الــعــقــد صــار يــتـرف فـيــنــا
ديـنـنـا زركــش الـخـديــعــة عــرســا
فــرضــيــنــا بــحـــاكــمــيــن جــبــاة
يـسـلـبـون الفـقـيـر فـلـسـا فـفـلسـا
ثــم يــبـكـون فــي الـــورى آصـفــيــا
جـشــب أحـلامــه تــواريـن هـمـسـا
يــا ابــن جـيـل الــهــداة لا تــتــرجـلْ
بـعـض خـيـل الصحاب تدعس دعسـا
ومـن الـقـبـح فـي الـمـســار تــراهــا
تــرتــقــي رجـلـهـا فـتـرفـس رفـســا
وعــلــى عــقـلــهــا الـلـجـام انـكـفـاء
وعـلـى وجـهـهـا غـدا الـطـيـف عبسا
فـتـبـسـمْ إنَّ الـــرحـــيــلَ كَــظِــيْـــمٌ
وبـبـسـمــاتــكـــم لـقـد بــسَّ بــسَّــا
نَـفِّـسْ الـحـزنَ حـيـث ذكــراكَ لــفــحٌ
ومــن الــجـمـر والـلـهـيــب تـنـسَّــى
أيــهــا الــطــود مــنــك ربـي تـجـلَّـى
بــرحــيــلٍ فــأنــت أقـــوى وأرســــى
ولـــنـــا أعــيـــن تــحــب الـــتــــواري
حــيــن ووريــت مــن بـــنــور أحـســا
سوف تـبـقـى تُـعـشِي العيـون بـقـاء
ورحـيــلا تُــحـنـي مـع الـنـور قــوســا
وسنبقى نُـحـصـي على القوس وِتْـرا
وسـهـامـا تـطــاول الـعـيـن نـعـســى
يـا شـغــورَ الــقُــلُــوبِ والــريــن بــاقٍ
لـك فـيـهـا الـمـحـلُّ بـالـريـن كـنـســا
أنـــت كــلُّ الـــزمـــان كـــل مـــكـــان
وأوان الــرحــيــل يــجــرس جـــرســـا
هــــو إنــــذارنـــــا بــــظـــــل وجــــود
حـيــث أشـبــاحـنـــا تــطــارد إنــســا
ولـكــم رافــــق الـــمـــلائـــــك نــــورا
مشمس الصبح مـقـمـرا حين مسّـى
واجــب الــذكــر لــيــس نــافــل قــول
وهـو طـبــعُ الـعـيـون مـا جـاء حـدسـا
لازم لـلــمــســار مـــا كـــان يُــدعــى
إنــمـــا نــحـن دعــوة فــيــه حـبــسـا
أنــت مــا كـــرروك يــا قــفــل نــســخ
إنـمـا نـحـن نُـطـبـعُ الـعـيـن شـمـســا
أنتَ فـاشرق من مغرب الشمس وعدا
يـا رسو الشمـوس هل غاب مرسى؟!
قصيدة في رثاء آية الله العظمى الفقيه المجاهد محمد مهدي الآصفي رضوان الله عليه .. إذ وافته المنية بتاريخ 3 – 6 – 2015 في اليوم الذي رحل فيه معلمه الأكبر روح الله الموسوي الخميني