هل نُسيتُم؟! للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

هـل نُـسِـيْــتُـم وضــاعَ حــقُّ الـصــدارة
وغـدا سـجـنـكـم عـلـيـكــم خـسـارة؟!

حـيـنـمـا الـسـجــن صــار مـتـرف مــدح
فـي سـواكـم ولـم تــنــالـوا الـجــدارة!!

غُـصَّــةٌ أنْ نــقـــولَ هــذا فــلــيـــس الـ
ســجــنُ ذا مُــتــرفٌ .. ولــكــنْ مـــرارة

كـيــف أمــسـى يـمـيــزُ جُـرحـاً بـجــرحٍ
قــصــد تــقـيـيـحـه وقـصــد الـطـهـارة؟!

نـحـن قـيـح في مـشـرط الـفـرز مـنكـم
نَــسْــيُ جــرحٍ لــنـــا بِـــعــمـــدٍ أثـــاره

ولـكـم مِـبـخَـرٌ عـلـى جُـرحـكـم يـهـذي
بــتـبــخــيــرِهِ .. تــكــونُ الــشــطــارة؟!

لا وربِّـــــي إنَّ الـــــدُّخـــــانَ لَـــــقَــــاعٌ
يــعــتـلــي خـدعــةً .. وذا الــجــرحُ زارُه

هـل تـفـيـد الـزيـران في ضـمـد جـرح؟!
أم فـتـحـنــا لـلــجــرح سـوق عـطـارة؟!

****

ســادتــي حـيــن يَـعْـقُــمُ الــدُّمُّ فـيـنــا
لا نــرى فــيـــه لـــلــتـــوحُّــــدِ شــــارة

حـيـن تـغـدو الـسـنــونُ مــثــل ســدودٍ
لـــصــــدودِ الإخـــــوانِ تُـــغْـــلِــــقُ دارة

حـيـن نـعـيـى حـفـظـاً إذ الـدرسُ قـاسٍ
بَـــعْـــدَ خَــتْــمِ الــقــفــا نُــريــدُ كِـــرَاره

أنــا مـنـكـم يـا صـحـبـتـي مـسـتـقـيــل
وإلــى وَقْــدِكُـم ســأُطْــفِــي الـشــرارة

لــيـــس مـــن ثــورةٍ تُـــكــاذِبُ قــــومــاً
سُـحـتَ أهـوائِـهـمِ وتُـعـطـي الـبـشـارة

إنَّـمــا بَــعْــدُ لــم نُـــصَـــفِّ حــســابــــا
مـع بـعـضٍ .. لــم يـأخــذْ الـبـعـض ثــاره

كــم شــهــيــدٍ يــحـتــاجُ رأسٌ عــنــيــدٌ
لـيـرى الــكــلَّ فـي الــجــراح نــضــارة؟!

ويــرى الـكــلَّ سـاعــةَ الــذودِ عــنــهــم
واحـــداً يــمــلـــكُـــونَ جـــمــعـــاً قَــرارَه

لا يُــــذادُ الـــكـــبــــارُ حَــــصـــرَ بِــــــدَارٍ
وإلــى الـــذئـــب قــد تُـــرِكْـــنَ صِــغَــارَه

لــيــس بـــيـــن الــكــبــار فـــرزُ انـتـقــاءٍ
إنَّـــمــا يَـــحْـفَـــظُ الــحــريـــصُ كِـــبَــارَه

إنَّـــهُـــم عِــقــدُ سُــبــحــةٍ حـيـن فَــرْطٍ
يــتـهــاوى الـجَـمـيــعُ بـــالاســــتــــدارة

وإذا مـــا بَــقِــي مــن الــعِــقـــدُ فـــــرد
لــيـس يُـخـفِـي دون الصحابِ انـكسـاره

سـيـمــوتُ الــتـسـبــيــحُ يـصـبـحُ نـــرداً
دون حــظٍّ مــــا عــــاد يُـــجــدِي بِـــدَارَه

لــو رمــى ألــفَ رمــيــةٍ فــهــو أعـمــى
دون خــــلاَّنِــــهِ .. فـــمـــن ذا أجـــاره؟!

حـيـث وهـــمُ الــوصــولِ ضــربـــةُ حَـــظّ
شـرطُـهـا تــركُ صُـحــبِــهِ فـي الـمـغـارة

والـــذي يـــتـــركُ الــصـــحــابَ لــــفـــوزٍ
مُــــفــــردٍ نــــالَ جـــمـــعَ الــخــســـارة

إنــه الــثــورُ أســودَ الــوعـــيِ خَـــلَّـــى
أبــيــضَ الــروحِ يــسـتـطـيـبُ احـتـضـاره

فَـسَـيَــسْــوَدُّ صُــبْــحُــه .. ثَـــمَّ لــيـــل
غــافــلَ الـصُـبــح واسـتــرقَّ شِــعَــــارَه

عــن قـــريــبٍ فـــي غـابـــةٍ دون هـــادٍ
وخــذيــنٍ يُـبــدِي الــخـلــيُّ انــهــيـــاره

حين لا يقنع الجرح بالوحدة .. بل يعمق الفرز ويبخر الشروخ .. حينها فقط .. يصبح للجرح ماهية القيح والعفن والإثرة القاتلة

شارك برأيك: