افتداء الكويت للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

جـمـعـةُ الـدمِّ فـي الـكـويـت افـتـداءُ
لــحــسـيـنٍ .. ويـــبــرز الــشــهــداءُ

نــضــح الـــدَّمُّ وهـــو يــغــرف مــنـــا
شـحــه حـــيــن فـــاض مِـنَّـا الإنـــاءُ

فــوهــبــنــاهُ ذلــك الـمــوت أقـصـى
مـــثـــبـــت أنـــنــــا بــــه أحــــيــــاءُ

والـكـويـت الـكـويـت قـافـلـة العشق
عـــلـــى دارهــــا لـــهـــــا أصـــــداءُ

بـــدويِّ انـــفـــجـــاركــم وهــــتـــاف
يـا حـسـيـنُ .. الـفـداءُ .. تـمَّ الـفـداءُ

بــخــتــام الــصــلاة قــطـــع صــيــامٌ
سُـنَّـةُ الـوصــلِ .. والـعــبـورُ الــدمــاءُ

حــيــث أمــسـى تــعــذُّراً أي مـــوتٍ
لــوصــالٍ .. فَــلــتُـــوصٍـــلْ الأشـــلاءُ

نـاسـخ الـعـشـق حـالـه بـحـسـيــن
كــل أشــلائـــه عــلــيــنــا مِـــضَـــاءُ

فَـلْـتُـقـطَّــعْ رؤوسـنــا وهـي حِــمْــلٌ
لـــفـــدانـــا وَحِـــمْـــلِـــهــــا إِعــيــاءُ

ولـتـطـيَّــرْ أطــرافُــنــا فــي بُـــيُـــوتٍ
إذن الله تـــخـــشــــعُ الأعـــــضــــــاءُ

نـــحــنُ نُــصــغــي بِــكُــلِّـنــا لــنــداءٍ
فــيـــه لا لــم نَــقُـــلْ: يـــعـــزُّ نـــداءُ

كـلـنـا .. بـعـضـنـا .. مسامات عشـق
جـرِّبُــوهــا .. فـــكـــلـــهـــا إصــغــــاءُ

فـي سـكـون .. تـطــاول الــروح مـنــا
وعـــد أبـــدانـــنــا .. يــكــون الـتـقــاء

فـــإذا شــئــتـــم اخـتـبــارا لـبــعـــضٍ
ســتــلــبــي أطــرافــنــا الـــبــــتـــراءُ

ذات صـــغــــو وذات وحــــــدة حـــــال
إنْ جــــمـــعــنــــا أو أنـــنــــا أجـــــزاءُ

فـــورب الـحـسـيــن رأس حــســيـــن
فــــوقُ رأس الـــقــنـــا لــــنــــا قَـــرَّاءُ

فــورب الــحــســيــن إِنَّــا ســمــعـنــا
هــــدي قـــــرآنــــه إذ الـــغــــوغـــــاء

فــاسـتـجـبـنـا لــه عـلـى ذات هــديٍ
وطــريــق وقـــتــلـــة .. لا نُـــــسَــــاءُ

وتــركــنــا خــيــول دهــس تُـــعــــدّي
وسـيــوف فــي نـــحــرنــا خــرســــاءُ

نـحـن .. نـحـن الـقـرآن والشهـر قـرآن
وفــي الـــنــطــق أحـــرفٌ حــــمـــراءُ

شـمَّـعــتْ حــدَّ ســيـفـهــم وقــلــوب
مـــثـــل رايـــاتــهـــم هـــوت ســـوداءُ

فــلــنــا مــســجــدٌ كـسـاحـات حـربٍ
عـــنـــدهــم إذ حـــروبـــهـــم إغــــواءُ

وبــســاحــات حــربـــنـــا كــم صـــلاة
تـسـقـط الـكــره .. يــسـقــط الادعــاءُ

ربـــمــا نــصــفُ ســـجـــدة ونــلــبــي
ربــــمــــا ركـــعــــةٌ قــــيـــــام دعــــاءُ

ويــتــم الــعــدو تــفــجــيــره الــغــاوي
ونــمـــضــي حـيـــث الـجـنـــانُ جــلاءُ

نــحـن فــزنــا كــمــا يــفـــوز عـــلـــيُّ
مـــن دمـــانــا لــلــكـعــبــة الــحِــنَّـــاءُ

ونـــحــنـي مــســاجــدا مـــن دمــانــا
إذ نُــصــلِّــي وَجَــمْـــعُــنـــا شُــهَـــداءُ

****

ســادتـــي .. والـــدمــاءُ فـــورةُ جُـــرحٍ
والـــتـــشـــفِّــــي بـــدمـــنـــا إذكـــــاءُ

بَــعـضُ مـــن وُلِّــيَ الــدمــاءَ تــلــهَّــى
قـــال هـــذي دمــــاؤهــــم وطــــفــــاءُ

ولـــنـــا حـــالـــب بــهـــا إنْ نــطــقــنــا
أو صـــمـــتــنـــا وشــــرع الإغـــــضــــاءُ

غــيــر أنَّ الــكــويــت فــيــهـــا أمـــيـــر
فـــيـــه حــصــــرا قــد يــذكــر الأمــــراءُ

هـو لـلـشـعـب شـمـسـه دون طـــيــف
فـالـكـويـتُ الـطـيـوفُ فــيــهــا عـــفــــاءُ

الــكــويــتــي ذاك يــكــفــي انــتـــمـــاءً
كـــي تــــســـاوي ســــراؤه الــــضـــراءُ

الــكــويــتــي والـــهــــويـــات ســـقــــط
حــيــن تــنــمـو فــي ظــلــهــا الـغـلــواءُ

أوّلُ الــواصـلـيـن لـلـمـسـجـد الــمـغـدور
فـــهـــو الــــمــصــــاب فـــيـــه الـــعـــزاءُ

لــيــس بــيــن الــقــتــلى أجـيـر غـريـب
إنَّ قــــــتـــــلاهُ كــــلُّـــهــــم أبـــــنــــــاءُ

يـــا صــبــاحـــا وإذ تــطـــل صـــبـــاحــــا
فـــي كـــويـــت الـــصــبــاح لا دهــمــــاءُ

إنــمــــا ظـــلُّ رايـــــة ســـوف تـــعــلـــو
حـــيـــث أبـــنـــاؤهــا جــمــيــعــا ســواءُ

كتبت هذه القصيدة إثر التفجير الغادر الذي طال المصلين في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر في مدينة الكويت فراح ضحيته عشرات الشهداء والجرحي في أول حادث إرهابي من نوعه يطال الكويت الحبيبة الآمنة بعد التفجيرين الذين طالا شهداء الصلاة في القديح بالقطيف وحماة الصلاة في منطقة العنود بالدمام أمام مدخل جامع الإمام الحسين (ع).

شارك برأيك: