مولد المجتبى عليه السلام للشاعر فاضل عباس هلال

فاضل عباس

جاهرتُ باسمكَ لم أكن رِعديدا
إذ كنتَ في طيّ الحروفِ فَريدا

وتلوتُكَ النبضَ الأجلَ بعالمي
إذ كنتَ في أدوائنا التضميدا

وقرعتُ بابَ المجدِ من أعطافِكم
فوجدتُ نهرَ المكرمات عميدا

وصدحتُ من لبِّ البراءة إنّني
أهوى بكَ التهليلَ والتحميدا

ونقشتُ في قلبي مآثرَ حبِكم
وبها أُجابِهُ حاقداً ومريدا

وهززتُ جذعَ الشوقِ حقاً فانثنى
عن سيدٍ بل ما أتاهُ سديدا

حسنٌ أيا ثمرَ الخلود بدوحةٍ
غمرت ديارَ الطالبين مزيدا

تشتاقكَ الأفياءُ أنتَ دِثارُها
إذ لم تزل في الخالدين جديدا

منكَ استقى الإلهامُ جوهرَ آيهِ
إذ كنتَ في روحِ البيانِ أسيدا

أَ أبا محمدِ يا سرورَ نفوسِنا
يا من تَموسَقَ في الحياةِ شهيدا

وشددتُ ترحالي إلى حيث الصَّبا
مِنّي يُقَشِّعُ واهجاً وجليدا

ووقفتُ يامولايَ أستجدي الندى
من غيثكم حتى أنالَ رغيدا

فرأيتُ مشكاةَ النُّبوةِ عندكم
قد أبهرت للظالمين قعيدا

يا سُؤددَ المبعوثِ كلَّ تراثهِ
يا رائعاً فوقَ التُّخومِ رهيدا

لكَ من أبي الحسنين وافرُ عزمه
إذ لم تخف جلفاً أتاكَ عنيدا

وورثتَ من أمِّ الحسينِ مسيرةً
ملأى تضخُ الصبرَ والتمجيدا

تأتي الدهورُ وتنقضي بصهيلها
وتنامُ يا ملء الزمانِ مجيدا

لم يهدموا قبراً حواكَ فقلبنا
أهداكَ حباً سائغاً تخليدا

شارك برأيك: