مـــدارات أفــكــار ووحــي عــقــائــدِ
بـجـعـفـــر دارت مـن مُــقِــرٍّ وجـاحـدِ
وفـقـه هـو الـيـنـبـوع لـلـنـهـر جـريـه
وكـل دعـيِّ الـفـقـه فـي حـكـم واردِ
إذا كــان فـي أمــر الـخـلافـة فـرقــة
فـفـي جـعـفـر صـبَّ اختـلاف الأباعدِ
لـقـد ردَّ مـن أمــر الـولايــة كـنـهـهــا
بـعـلــم لآل الـبـيـت إرثُ الـتـحـاسـدِ
على علمِهِمْ هم حاربوهم وفضلِهِـمْ
بـأيـقـونــة فــي جـعــفــر ردُّ حــاقــدِ
هو الرمز سموا مذهب الحق باسمه
وهـذا جـفـاءُ الـنـبـعِ مـن شـر حاصـدِ
ومـن سـيـر الإنــصــاف أنَّ بــاسـمــه
تــكـوَّنَ شــرع الله فــي ألـــف رافـــدِ
فـكـانـت حـكـايـات الـمـذاهـب دونــه
وكـانَ لـهـا الـمرقـى سـبـيـلا لصاعـدِ
فـمـا قيس بالنعمانِ .. كـلا .. ومـالـكٍ
فـهـذا قـيـاس الـمـشـتـفـي والمعاندِ
إذا قـيـس فـالإسـلام سـمـت قياسه
عـلـى طـولـه إشـعـاعه فـي الـتعامدِ
إذا قــلــت طــه أو عــلـــيــا فَــصُـفَّــهُ
فـجـعـفـر هـذا مـاجــد نـسـل مـاجــدِ
بـهـم سـلـســل الأرحـام ربـك إنــهــا
وعــاء لــديـــن الله حــصـــر الــتـــواردِ
فـجـاءوا بـهـا أنوار في شـكـل نـطـفـة
وقـد مـلُّـكـوا الإسـلام مـلـك الــتـآبـــد
فـــــلا أمــــر إلا أمــــرهـــــم دون رده
ولا قـول إلا قـولـهــم فـي الـمـحـامــد
وواحــدهــم جــمـعٌ إذ الـجـمـعُ واحــدٌ
وهـم عـن إلــه الـكـون تـبـلـيـغ واحــدِ
تسلسل عن .. عن، والذي قال ذاتهم
مـجـمَّـعــة مــا فُــرّقــتْ بــالــتــحـايــدِ
ولا أنَّ هـــذا شــاء قـــتــلا شــهــــادة
وذا مـات مـسـمـومـا ولـيـس بـشاهـد
فـهـم فـي مـسـار المـوج كانوا سفينة
عـلـى وحــدة لـلـحــال مـركـب راشــدِ
وراكــبــهــا شــاء الــنــجــاة تــــوحـــدا
بـقـادتـهـا مـا اخــتــار حــصــرا لـقـائـــدِ
ولا اجـتــزأ الـمـسـرى أو اخـتـار لـوحــه
بــدون سـفـيــن الآل فــي هـوج مـــاردِ
ألا مــطــمـئـنـــا قــد رقـى لـسـفـيـنــة
مـقــرا بــآل الــبــيــت وحــدة قــاصــــدِ
فــهــم أمـنــه هــم حــصــنـــه ومـلاذه
وهـم رشـده مـا أخـلـفــوا حـــظَّ رائــــدِ
****
ألا أيــهــا الــنـهــر الــذي هـــو جــــارف
بـمـسـعـاه صـخـرا لـو بـهـيـئــة جــامــد
عــجــبــت يـقـر الـسـم والـنـهــر هــادرٌ
يــجــمِّــد ســمـــا إنـــه ثـــلـــج بـــــاردِ
لـقـد سـمّـك الـمـنـصـور إذ كـنـت دفقـة
وكـان غـثـاء الـسـم جــرف الــمــكــايــدِ
فـإنْ قـرَّ فــي وســط الـحـشـا كسـوادة
فـإنَّ شـغـاف الـنـهـر شــفُّ الــمـصـائــدِ
ويـبـقـى يـشـف الـنـهـر يـجـري تـهـاديـا
ويـبـقـى عـقـار الـسـم مـضـغـة فــاسـدِ
مـتـى نـال مـنـك الـسـم حتى تمضّـه؟!
وأيـن هــو الـمـنــصـور عـنـد الـتـجـالـد؟!
هـو الـقـاتـل الـمـقـبـور حـيــث خــلــوده
خـلـود شـقـيِّ الـلـعـن في بـؤس خـالـدِ
ومــثــلــك والــدنـيــا تـقـول بـسـجـنـهــا
بــهــا مــن نــعــيــم الــذكــر قُـرَّةَ زاهــدِ
ألا لــك دنــيــا بـــرَّةٌ أنـــت ســجــنــهـــا
كـمــا لــك أهــلــوهـــا غــرام مــكــابـــدِ
وشـانـيـك فـي الـدنيـا على طمس قبره
لــه الــلــعــنــات الــســود حـصــة زائــدِ
وإنَّ لـــك الأخــرى وأنـــت مــلــيــكـهــــا
لـك الـحـوض إمــلاء شـفـاعــة عـــاهـــدِ
تـشـفّــعْ بــنــا يـــا سـيــدي بــولائــكــم
وفـيــه ظــلــمـنــا مــا بــنــا مــن مـزايــد