عرفتُك للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين
عـرفـتـك .. إنِّـي فـي خـصـالـك أشـهـدُ
مـن طـهــركـم إنِّــي بــكــم أتــشــهَّــدُ

يـسـاريُّ والإيــمـــان أيـمــنُ عــنــدكـم
وقــومـيُّ إنَّ الــقـوم تــاهــوا وعــربــدوا

كـذا كـنـت ذاك الــنــاصـــريُّ مـنـاضـــلا
وبـحـرينُ فـي هــذا الــرِّدَا تـــتــمــجّـــدُ

ومـسـحـةُ عـزٍّ فــي شــمــوخ تــواضــع
ألا مـثـلـكـم هـيـهـات فـي الناس يُفقـدُ

ولــكــنِّــنَــا فــي رابـــعٍ لــرحــيــلــكـــم
بــأحــوالــنــــا إنّـــا لـــكـــم نـــتــفــقَّــدُ

لــعــلَّ نــرى مـن بــعــد فـرز مــشــقــة
بــــزادك مــــا نــــقــــوى بــــه نـــتـــزوَّدُ

فـلـسـتَ مـتــاحــا فــي خـصـالـك كلهـا
وإرثِ نـــضـــــالٍ مــــنــــك إذ نــــتــــردَّدُ

أبــا أمــل يــا طــيِّــبَ الـذكــر مــحــتــدا
أرى شخـصـكـم قـربــي هـنـا يـتـجـسَّـدُ

مـجــالـسـة قـد كـنـتُ فـيـهـا مُـحـسَّـدا
وهـا أنـا كـي أحــظــى بــكــم أتـحـسّـدُ

نـعـم أحسدُ الماضي الذي كـنـتُـهُ على
عـلـى وصـالــك إذْ أخــلــو بــكـم أتـفــرَّدُ

ولــكــنّــهــا مــن نــشــــوةٍ وتـــخــايُـــلٍ
حــديــثــك فــيـهـــا طــيــفــه يـــتــبــدَّدُ

أريــدك غــــبَّ الآن مــــن طــــلــــب ولا
أريـــدُ لـــجـــلـــســـاتٍ لـــهـــا أتـــعــوَّدُ

أريــدُ تـصـاريـــفَ الــمــنــاضــل كُــلَّــمــا
عــيـيــنــا وأمــســى وضـعـنــا يـتـعـقَّــدُ

فـلــســتَ لــنــا رمــزَ الـيـسـار بـفــرزنــا
ومــثــلُــكَ فـي أَمِّ الــخــيـارات مـسـجـدُ

تُــراجِـــعُ تـــاريـــخَ الـنـضــالِ مُــعــارضــاً
لـمـا شـذَّ عـن أهــدافــه حـيـن تــنــقــدُ

تــضــيــقُ بــأفــعــال الـيــســارِ تــزلُّــفــاً
وتــنــصــفُ إســلامــا لــكــم يــتـجــحَّــدُ

فـمـثـلــك فـي قــول الــحـقـيـقــة أوحــدٌ
بـــعــــزلِ رفــاقِ الــــدربِ إنَّـــــكَ أوحــــدُ

غــريــب بــســاع الاحـــتــفــــاء وقــامــة
إذا اســـتـــفـــردوهــــا إنـــهـــا تــتــعــدَّدُ

سلام عـلـى الـسـفْـرِ الـنـعـيـمـي إنـكـم
كـــتـــاب ولـــم يــطـــوَ فــأنــت مــخــلّــدُ

ألا فــاقــرءوا الأوطـــان فــي صـفــحــاتــه
وحــكــمــا عــلــى أحـلامــه فــتــجـــرَّدُوا

فـمـن لا يـرى حـجـم الـنـعـيـمـي مـوطنـا
فــذلــك لــو بــالــكــحــل يــحــيــا لأرمـــدُ


في الذكرى الرابعة لرحيل المناضل الوطني الكبير عبدالرحمن النعيمي .. كلمات عودة وحنين إلى تفاصيل ذكراه عن معايشة تخطها هذه القصيدة عن وطن مجروح يفتش عن قادته ونجومه..

شارك برأيك: