خيرة طريق للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

حـيــن نـسـمـو ويـكـبـر الـعـشـق فـيـنـا
سـوف نـدري مـا مـحـنـة الـصـادقــيــنــا

حـيــن نـزداد فـي الـيـقـيـن انـكـشـافــا
سـوف نــدري أنْ امـتـنـعـنــا يــقــيــنـــا

فــيــقــيــن الــهــداة مــحــنـــة عُــمْــرٍ
وبــهـــذا الـــيـــقـــيـــن قــد خــيــرونـــا

مــن بـهـــذا الــيــقــيـن يـسـلـك دربـــا
فـيــه شـوك الـطــريق لـلـسـالـكـيـنـا؟!

خـيَّــرونــا حــتــى الـــولا خـيــرة كـــان
وفــــي قــهـــره عــلــيــنـــا رضــيـــنـــا

بـاخــتـيــار قــهـــر الـــولاء صــنــعـــنـــا
طـوقــه والـطـريــق قــيـــدا مـشــيــنــا

وركــبــنــا الــقــيــود وهــي احــتــفـــاء
بـالـمـحـبــيــن والــحـــدا كـــان هــونـــا

إنـــنـــا الـــواصــلــون نـــحــــو عـــلـــي
وبــنــيــه هــيــهــات أن تــســبــقــونــا

دورةٌ فــي الـــولاءِ تــلــقـــطُ نـــجـــمـــاً
وقــتَ مــيــعـــاده وغـــيـــبــــا رأيـــنـــا

وشـهـودا كــنــا عــلـى الـحـب صــدقــا
بـسـمـاع كـالـكـشـف فـيـهـم هُــديــنــا

فــوعــيـنــا شــخـصــوهــم فــي مـــدار
هـــو تـــاريـــخ مـــا بـــه قـــد بــلــيــنــا

إنْ يــكــنْ وعــيــنــا لـهــم مــن غـيــاب
تـحـسـبــون الـحـضــور فـيــه جــنــونـــا

لـمَ هــذا الــعــداء فـيـمــن حـسـبــتــم
رجـمـوا الـغـيــبَ فـي الـهـداة ظـنـونـا؟!

إنْ نـكـن واهــمـيـن فــي الآل عـشـقــا
كـــان أولـــى لــكــم بــأن تــتـــركــونـــا

بـانـغـمــاس نــعـيــش أقــسـى وجـــود
ولـكــم فــي الـحـيــاة مــا تـشـتـهــونــا

غــيــر أنَّــا بـــالـــغــيـــبِ فــي آل طـــه
كــلَّ ســاحــات خــذلــكــم حــاضــرونــا

مـا عــجــزتـــم عــن نـصــره بــاعــتــداد
بــالــلــواء الــشــتــيــت رُدَّ إلــــيــــنــــا

فــــنــــصـــرنـــاه والـــلــــواء عــــلـــــيٌّ
فـي عــلــيٍّ لا لــم نــكــن عــاجـزيــنــا

نـحـنُ أهــلُ الـضـراب أهــل الــتــحــدِّي
وجـهــة الـحــربِ بـوصـلــتْ تـقـتـفـيــنــا

نــحــن مــحـرابُ حـيـدر فــي خــشــوع
مـعـنـا فـاسـجــدوا مــع الــســاجـديـنــا

وحـــــده مـــســـجـــد لـــنــا لا ضـــــرار
فــيــه .. لا فــتــنــة ولا بــغــي فــيــنـــا

ولـنـا مــنــبــر الــبـكــاء عــلـى الأعـــداء
إنْ قـــال يــجــعــــل الـــقـــول لــيـــنــــا

هـكـذا نـحـن بـانـغـمـاس مــع الــغـيــبِ
لــنـــا حـــاضـــر جـــرى إذ جــــريــــنــــا

نــحــتــوي الـعـالـمـيــن مـن نـزف جــرح
إذ جــرحــنــا وغــاب مــن يــحــتــويــنـــا

* * *

ســيّـــدي يـــا جــــواد عــنــدك جـــاءت
دورة الـعـشـق إذ بـلـغــت الــمــنـــونـــا

وبـــلــغـــت الــمــقــام ســبـــــر إمـــام
بـــسـنـيــن تــســع أكــنَّ سـنــيــنـــا؟!

الـصــبــا فـيــك ســيَّــدي قــبــضــة الله
عــلــى الــكــون لا تــجــيــز الــهـجـيـنـا

أو لـــو لــــم تــكــن أصــيـــل انــتــمـــاء
وصــبــيــاًّ لا يُــرهِــبُ الــحــاكــمــيــنـــا

كــيــف بــنــت الـمــأمــون زوج إلـيـكــم
ثــم فــي قــصــره غــدوت سـجــيــنـا؟!

أي شــأنٍ إلـــى الــصــبــي لـــيــغـــدو
زوج بـنـت الـمـأمـون فـي الـمـتـرفـينـا؟!

وهـو مـن بـيـت حـيـدر يـعـشــق الـتـرب
ولا غــــرو يــدهــن الـــوجـــه طـــيــنــــا

أيُّ شــــأن إلــى الــصــبــي بـــمــلـــك
قـيـلَ فـي الـفـتـح قــد تـجــاوز صــيــنــا

كـي يـكـون الـسـجـيـن في القصر ختـلا
بــاحـتــواء قـد أســس الـمـكــر ديــنــا؟!

إنَّ ذا فـــاتـــح الـــنــهــــى كــــعــلــــي
نــاظــروا فــي الـصـبــي عـلـمـا دفـيـنــا

فــبـــــدا غـــوره لـــهـــم وحــــيُ طـــــه
شــبَّ فــي حـجـرهـم وظَــنُّـوا جـنـيـنــا

ولـــه مـــئـــزر الإمـــامــــة مــــحــــقـــا
لـلــمُـنــادى خـلـيـفـة الـمـسـلـمــيـنـــا

مـــثــلُ هــذا الــمـقــام لـــو بــرضــيــــعٍ
أشـعــلــوا حــربَــهــم عــلـيــــه قُـــرونــا

مـثـل هــذا الـمـقـام لا فــرق .. كــهـــلٌ
أو صـــبـــيٌّ أو الــجـــنـــيـــن خـــذيـــنــا

فــــإمــــام مــــنــــصَّــــبٌ مـــــن إلــــــه
هــو فــي الــحـكـم يـرعـبُ الـغـاصـبـيـنــا

مـثـل مـوسـى فـي مـهـده مثـل عيسى
إذ غـــدا الــمـهــدُ لـــجّـــة وســفــيـــنـــا

لــجـــة تــــغــرق الـــطـــغــــاة بــحــيـــن
وسـفــيـنــا تـسـتـنـقــذ الـصـالــحــيــنـــا

وســـفـــيـــنٌ لآل أحـــــمــــد أبــــقــــى
ســـيــــرة الأنــــبــــيـــــاء هــم وارثــونــا

فــبــركـــب الــجــواد إنِّــا الـــتـــحــقــنـــا
والـصــبــيُّ الــجـســـور عُــجـبــا يــريــنــا

إنَّـــــه لـــحـــمــــة الإمــــامــــة وصـــــلا
كـيـف ظـنـوا لـهـا سـيـسـتــأصــلـــونــا؟!

أكــمــلــوا غـــدركــم وســمُّــوه بــغــيــــا
نــــور ربــــي والله لا تــــطــــفــــئــــونــــا

شارك برأيك: