يذكر المرحوم الحاج حسين بن محمد القصاص الفرساني ان السادة الشهداء في قرية بربورة هم من آل النبي صلى الله عليه وعلى آله وعددهم خمسة سادة كانوا مشهورين وقد قتلوا في وقت واحد وتحديدا قبل صلاة الفجر ويذكر انهم كانوا معروفين عند أهل بربورة والقرى المجاورة ويقول ان هؤلاء السادة كانوا وجهاء وزعماء في قرية بربورة وكان لقتلهم وقع عظيم وكبير في نفوس الناس وأهل البحرين وبعد مقتلهم هرب الكثير من أهل بربورة الى البصرة وبعضهم الى مناطق متفرقة في البحرين وخارجها وكان ابرزهم السادة الثلاثة السيد حسن الذي يطلق عليه المتولي أي المتولي أمور وشئون بربورة والثاني السيد محمد ابو خريص والثالث السيد ابراهيم وسيدان لم نحصل على أسمائهم، وبعد مدفنهم بقي الناس يقصدون قبورهم ويزورونهم ويضيف أنهم قتلوا على يد السراق الذين يهجمون في انصاف الليل ليسرقوا أهل القرى ويبدوا أن المجرمين كانوا يقصدونهم كأشخاص محددين وينقل أحد الحاضرين انه سمع الحاج حسين يقول ان مواضع قبورهم هي أملاك خاصة بالشهداء لانهم دفنوا في وسط اراضي تعود ملكيتها لهم رحمهم الله.
قبر الشهيد السيد حسن البربوري البحراني
أما الحاج علي بن كاظم بن محمد بن علي النويدري وهو أحد المعمرين في قرية النويدرات فيقول أن قبر الشهيد السيد حسن كان موجودا منذ أكثر من قرنين تقريبا ويضيف ان والده لم يعاصر الشهيد بل أنه ولد بعد استشهاد السيد حسن بفترة لكنه لم يحددها، ويضيف أن قبر السيد حسن دفن بالتراب والحصى وتحول الى تلة يطلق عليها الأوائل أسم قبر السيد أو تلة السيد وكانوا يقولون ان هذه التلة يوجد اسفلها قبر احد السادة المقتولين على يد أحد الاقطاعيين أو الفداوية، ويؤكد نقلا عن الأوائل الماضون أن السيد حسن هو أحد أهالي قرية بربورة وهو بحراني وهو من زعماء القرية ووجهائها المعروفين قديما، ويقول الحاج علي ان البعض يقول ان السيد حسن كان يتولى على بربورة وبعد مقتله دفن القبر بالتراب لاخفاء معالمه وكان الناس يستدلون عليه عبر علامتين وهما التلة وبرستج يقع في الجهة الشرقية من التلة وتعود ملكيته الى أحد المستأجرين للمزرعة.
ويذكر الحاج علي انه منذ ان كان طفلا أي قبل الاربعينيات من القرن الماضي كان يقصد المنطقة لاصطياد الطيور عبر الفخاخ (النصب للطيور) وفي كل مرة يقوم بزيارة القبر ويقرأ الفاتحة للسيد، ويضيف ان العديد من باعة السمك والمزارعين كانوا يقصدون المسجد والقبر للصلاة فيه خصوصا في فترة صلاة المغرب وهم في طريق عودتهم الى بيوتهم.
قبر الشهيد السيد محمد ابو خريص البربوري البحراني
ويضيف أن التلة كان يظهر من بين اجزائها بعض آثار البناء التي تدل على وجود جدار مبني بالحجارة والطين لكنه بعد سنوات اختفى هذا الجدار الذي يعود لبناء مسجد قديم كان يحيط بالقبر.
ويذكر الحاج علي بن كاظم حادثة وقعت في الخمسينات تقريبا مفادها ان احد الرجال تضمن -استأجر- النخيل القريبة من التلة وقام بتوسعة المزرعة واراد ازالة التلة وجرفها كي يستغل مساحتها في زراعة بعض النخيل لكن أهل النويدرات والقرى المجاورة رفضوا ازالتها فأصر على ازالتها فوقعت بعض المشادات بينه وبين الأهالي فتدخلت الأوقاف الجعفرية ومنعته من ازالتها.
قبر الشهيد السيد ابراهيم البربوري البحراني