عـنـد لـبـيـك وعـيـن الله تـهـمـي
واهتزاز العرش هذا الفعل حتمي
فـحـسـيـن لـهـو مـن قـام ولـبَّـى
لا عُمومَ الـنـاس فـي سـهـو وذمِّ
قــال لـبـيـك ولا يـشـغــرُ صـوتـي
تـلـبـيـاتـي إنـمــا يـشـغــرُ دمِّـي
قــال لــبــيــك ويــدري أمـر هـتـك
كـعـبـة الله مـطافـا لـيـس حلمـي
إنّـمــا الـحـج بـأرض الـطـف أولـى
ولـهـا مـدّخـرٌ لـحـمـي وعـظمــي
تـلـبـيـات الـذبــح والـنـحر تـبـاعــا
وأنـا المـنـحـورُ والمهتوك جسمي
أقصروا .. لن تـهـتـك الكعبة يـومـا
ويـكـون الـهـتـك تـذيـيـلا بإسمي
وهـي أيـضـا لـم تـقـرر لـمـصيـري
إِنَّـمـا تــوطــئــة مــن دون رجــــم
فـالـعـلامـات عـلـى قتلي تـوالـت
مسلم المغدور يـا ثكل ابن عمي
حـرمـة مــغــدورة أولــى بـحـفــظ
من ستار الكعبة الـخـدر المدمِّـي
ليس لي خدرٌ بهذا الدرب يُحمـى
وبقتلي خدر أهلي لستُ أحمـي
وعلى اسـم الله لا ألـوي طـريـقـا
فـيـه جمّعْـتُ لأرض الطفِّ عزمي
داخـلــي لــبــيّـــتُ لله خـضـيـبــا
بـدمـي لا لـم أكُـنْ مـثـل الأصــمِّ
معيَ الدينُ الذي مـن إرثِ جـدي
هو قِسْمِي أنا ما ضيّعت قِسْمِيْ
وكـذا مـا حـرتُ فـي تكليف أمـري
وعلى الموت فما ألويتُ فـهـمــي
عـنـد جـدِّي شـئـتُ ضـمـاًّ فتأبَّـى
وأنـا مــنــه فـلــم يـقـبــل بــضــمِّ
قـال يـا فـلـذة كـبـدي كـنـتَ مني
بـأوان الـطفـل .. عـبَّـرتُ بـلـثـمـي
وبـدمــع مُـبْـكِــرٍ سـال سـخـيـنــا
قـبـل أن تُـلـقـى بترب وهو يهمي
آنَ أنْ أغــدو أنــا مــنــك بــفــتــح
ضمَّ أرض الطفِّ عـن قبر لِسَهْمِيْ
فـلـك الـفـتــحُ عـلـى بــدر وأحــد
وعـلـى مـكّـة إنَّ الـطــف رحـمـي
فـأنــا فــي يــثــربٍ أنــتَ بــطــفٍّ
قسمةُ الـعـدلِ بـهـا ديـنُ الـمُـتِـمِّ
إذ أتــمَّ الله مـــن دمِّــك ديـــنـــي
بــانَ إبـطٌ لـعـلـيٍّ مــثــلَ نــجـــم
بـعـدمـا بـخـبـخـه الـقـوم تـبـاعــا
جـحـدوا فـيـه الـولا من فـرطِ علمِ
ثم شجُّوا من دم المحـراب رأسـا
وأخـوكَ الـبـرُّ يـقـضـي ديـنَ سُــمِّ
ونـصــابُ الآل بــل عِــدْلُ الــرزايــا
سهمُك الأكـبـر حـيـث الله يـرمـي
قد رمـاكـم بـي فـهـذا أنـت مـنـي
ورمـانـي بـك مـنـكــم أنــا أنُـمِــي
كـربـلاءٌ كـربـلـتْ خـطــوك رسـمــا
وأنــا ثـبَّــتُّ أقــدامـي ورســمـــي
يـا امـتـدادي حـيـث صحراء المنايـا
لـهـي مـسـتـنـبـتُ معناك الأشـمِّ
أهِـلَـتْ بـالله فـي جـسـمـك ملقى
وارتـضـت خـابـيـة الـقـتـلـى لِسْلِمِ
ولـتـسلـيـم عـلـى جـسـم عـفـيـر
في الـسمـا عـفّـر بالمسك الأعـمِّ
فــوِّحْ الـكـعـبـةَ مـن قـبــلِ رحــيــلٍ
أنتَ لم تـعـلـقْ بـهـا إذ هي تُومِي
قــلْ لــهــا نــاحــيـــة الله مــــزاري
مـقـتـلا ضـمّـخَ عـطـري دون لـجـم
وأنــا فــيــك لــجـــام مـلــحــمــيٌ
وطــوافــي بـك تـثـبـيـط لـعــزمــي
لـو بـعـوضٌ قَـتَـلُوا فـيـك استـحلّـوا
حـرمــة الله فـقـتـلـي فـيـكِ إثمـي
وأنـا الـمـطـلـوب لـلـقـتـل امـتـثــالا
فـوق إبـراهـيـم فـي كـيــف وكـــمِّ
مــنــحــري الـمـرقـــوم لله مــزاديْ
وأنــا مـا كـنــتُ مـحـصـيــاًّ بــرقـــم
أنــا يــعـنــي كـل أولادي قــتــلــى
كل أهلي كـل صـحـبـي قتل ظـلـمِ
أنـا يـعـنـي فـرضـيـعـي كان معنـي
ذبـحـه مـن قسمتي من دون تَـهْـمِ
غـيـر مـا يُـبِّـس مـن شِـفَّـةِ طفلـي
فـغـدت في شـفـتـي وصـلـة نـهـمِ
فـطـلـبـتُ الــمــاء مـن أنـدر فــعــل
أنــنـي أطــلــبــه إحــســـان لـــؤمِ
شاكل اللؤم بهم في الجرحِ سهما
صـاب بـي عزَّةَ نفسي شـرَّ وَسْـمِ
قـبـل نحـر الـطـفـل إذ هـدَّ كـيـانـي
وأنــا أســـأل: هــل جــاء بــجــرم؟!
غـيـر نـحـر الـطـفـل قـد كـان حـرورا
وطــهــورا وبـــه نـــور كـــخــــتـــــم
خـتــم الله بــه جــرح الــضــحــايــــا
ومـن الأعـداء أمـسـى وهـج نــقــم
كاشف الجرم على الأشهــاد دومــا
حـيـن يـبـدو نــوره لــلــقـوم يـعمـي
أنا يـعـنـي أكـبـر بـالـقـتـل مَـعـنِـــي
شـبـه طــه وعــلــيٍّ كـل رحــمـــي
قــتـلــوا فــيــه جــمــيــع الآل طـــرا
لـيــس قــتــلا مــفــردا ذا قــتــل أَمِّ
أهـدروا الـكـوثــر فـيــه مـن عطيـش
فــفـــرات الـقـوم أمـسـى غـور يــمِّ
كـــلُّ مـــاءٍ بـــعـــده صـــار حـــرامــا
وهـو فـي كـفِّ رسـول الله يـهـمــي
فـلـه الـريُّ بــإبــهــامــي ســـراعــا
ثــم ريُّ الـمــصــطــفــى زمــاًّ بــزَمِّ
غـيـر أنـي فـي ابـنـي الأكـبـر ثكلي
قـلـبُ لـيـلـى صرتُ ثكلـي ثـكـل أُمِّ
آه مـن مــحــتـوش فــيـــه جــمــالا
فـرســول الله بـيـن الـقـوم مـرمــي
لــن أنــادي فـيــه بــاســم لـعـلـي
وهـو لـلـقـوم غــدا أكــبــر خــصـــمِ
غــيــر أنِّـي بـاسـم طــه سـأنــادي
مـعـلـم الـجـسم غدا شوهة وشـم
مـن طـعـان الـقـوم حُـسنــاً غـيَّـرُوه
فـجـمــال ابـنـي عـلـيـا رهــن فــرم
وجــمــال ابــنـي عـلـيـا وجــه طـــه
وهـو مـكـسـوف بـصـبــح مــدلـهـــم
فـإذا أدعــو عــلـى الـقـوم جــهــــارا
فـي ابني الموسومِ أحسستُ بيتـم
فـهـو عـن طـه وعـن حـيـدر أعــطـى
حـصّـة الـطـفِّ اكـتـفــاء كـلَّ هـمِّــي
حـصّــة واحــدة تــكــفــي لـثـكــلـي
كــيــف والــحـصـة تـثـلـيـث لـغـمـي
إنـه الـسـهـم الـثـلاثــي بـقــلــبــي
مـنـه، مـن طـه، ومـن حـيـدر فـــارم
أنــا يـعـنـي فـلـق عـبّـاسـي فـلـقــا
قـمـريٌّ الــوجــه ذي الــغــزل الأتَــمِّ
هـو تـكـثـيـف عـلـيٍّ فــي وجـــودي
دونــه كــل عــرى صـبـري لـفــصــمِ
مـثـلـمــا الـكـرّارُ أمـسـى دون طـــه
خـالـيَ الـكـفـيـن من سيف وحسـمِ
أنـا فـي الـطـف وإنْ قُـلِّـدْتُ سـيفـي
دون عــبـاس فـذا ظـهـري لــقــصــمِ
كــيــف والـعـبـاس مـقـطـوع يـمـيــن
فــيــمــيــنــي هُـــوَّةٌ مـــن دون ردمِ
ويــمــيـــنـي كــفــراغ مــلــحـــمــيٍّ
شاغـر الـسـقـي وقـد أعـلـن فطمي
قـطـعـوا مـنـه يـســارا مــا لـيــســـر
هـذه الـحـرب فـمـن يـأتـي لـدعــم؟!
فـضـخــوا الـرأس فــلا هــامـــة عـــزٍّ
تــقــدم الآن عــلــى حــرب كــصــرمِ
شـاغـر كــل جـهــات الــطـف صــارت
لــعــدوي بــعــد كــفـــيــــه بـــبـــرم
فــأنــا يــعـنـي أنــا والـكـل صــرعـى
مــكّــة فـــادثــري إحـــرام خـــطــــمِ
لـسـتِ تـقـويـن علـى حـملي وإنِّـي
تـلـبـيـاتـــي لـطـفـوفـــي دون وهــمِ
فـلـهـا الـقـصــدُ لـهــا كـل الـمـطـايــا
ولـهـا الـحـج وذا من بـعـض حُـكْـمِـي
وهــو تـفـصــال الـنـوايــا بــالـتــحــاقٍ
فــاز مـن يـلـحـقـه حـجـا بـحـجـمــي
فـدمـي الـمـسـفـوك ذا أكـرم حــجــا
من ستـار البيت يخشى هـتك هـدم
ليس في مكة فـتـحـي فهي قـبـلـي
لـرسـول الله تـــرضـى فـتــحَ ســلــمِ
وأنــا فــتــحُ فــتــوحـي فـي طفوفـي
إنـهــا تـقــوى عـلـى دمــي بـكـظــمِ
فــإلــيَّ الــطــفُّ حــلُّ الــحــج فـيـهـا
آه حـــجّــونـــي بــــإيـــمــــانٍ وجــزمِ