في الذكرى التاسعة لرحيل الخال الحبيب رئيس مجلس بلدي الوسطى السابق إبراهيم حسين .. أجدني للآن أتشبه بأحلامه وعصاميته وأرى خط سيري في الحياة والمنحيات وحتى المصير هو إكمال لذلك الشبه القدري .. فلا أملك إلا البوح بالشعر عما لا يكشفه سرُّ ذلك الرجل وموته المفاجئ حتى الآن. (الشاعر سلمان عبد الحسين)
سـأظـلُّ أرثــي طــيــفـك الـمـتــردِّدا
يـا خـالُ حـتـى يـوم وصـلـك أشـهـدا
إنَّ الـسـنـيـنَ عـلـيـك لـيـس وصـيَّــةً
أنّـا رحـلـتَ فـلـسـتُ تُـفْـقَـدُ فــرقــدا
حـتـى كـأنـك فـي الـمـمـاتِ مُـؤَمَّــمٌ
عـن أنْ تــغــادرنــا وتــبــقــى مـفـردا
لـسـنـا نــعــيـد الـذكـريـات قـديــمــة
حــتــى نـعـيــدك لـلـحـيـاة مــجــددا
فـالـكـل نـادى في الـمـنـام يـزورنـي
مـعـنـا جـمـيـعـا كـم تُصوِّر مشهـدا؟!
مـا طـيــف إبـراهـيـم طـيـف مـنـامــة
بل طـيـف صـحـو والـسـماءُ بها نـدى
مـا اسـمـه فـي الـراحـلـيـن مسجـلٌ
مـن قـال أنَّ أبــا خـلـيـل اسـتـفـقــدا
إنَّ الـفـقـيــد خــلـيــل وهــو بـجـنـبـه
لــكــنُّــه عــن جــنــبــنــا قــد وُسّــدا
فـغـدا الـفـقـيـد لـنـا خـلـيـل تـصاحـب
مــع والــد والأنــس بــيــنـهـمــا بـــدا
فــعــرى الأُبُـــوَّةِ والــبُـــنُــوَّةِ خــالــــدٌ
والــمــوتُ بــاســتـثـنـائِـهِ قــد خَـلَّــدَا
والـمـوتُ مـوجــدنــا بــكــيــفٍ جـامــعٍ
مــع مـن نــكـونُ ومـن نـحـبُّ تـوحُّــدا
مـن رحـمـة بــالإلــف يـصـحـب إلـفــه
حــيــاًّ ومـيـتـاً لا يــطـيــل الــمــوعــدا
يـا إلــف إبــراهــيــم فــي ابـــن لــــه
ذاك الــخـلـيــل الــبــر مَــوتــاً عــبّــدا
فـغـدا الـطـريـق إلـى الـلقـاء تـحـبُّـبـاً
لـــمّــــا تـــمـــنّـــعـــنـــا وزاد تــــودُّدا
* * *
يا خالُ ما استـكـتـبـتـنـي يـومـا على
أصــداء ذكـــرى إذ أعــيــش تـــعـــوُّدا
بـل كـنـتَ لـي تـفـصـال تـجـربـة بـهـا
لـمْ أُسـتـمــلْ كــيـمـا أكـون مـجــرّدا
أنــتَ الـعـصـامــيُّ الــذي قـد هـزّنـي
مـتــشــبِّــهٌ بــك والــمــصــيـر تـحدَّدا
أدري بــمـن قــد جـــرّدوك وسِـرُّهــم
عندي .. سـجِّـلٌ سوف ينشر أسودا
لــكـنْ عـلـى أقــدار تــسـلـكـهــا أنــا
أمـضـي وفـي الإقـدار تـرس أجــهــدا
إنِّــــي أصــــدُّ وعـــنـــك صــــدّي أوّلا
وأصـدُّ عـن نفسي لكم صرتُ الصـدى
إنّـي أصــدُّ وكـلـي جـسـمـي تـالــف
لـكـنَّ عـقــلــي لــم يــزلْ مــتـمـــردا
مـا بـحـتُ بـعـدُ بـكـلِّ سـرك غـامـضـا
وغـمـوضُ سـرِّي لا يـطـيـقُ تَـحَـسُّـدا
فـأدرْ لـي الـذكــرى ونـاخـبَ وعـيـهــا
سـكـراً بـه أصـحـو وألــتـحـفُ الــردى
أنـا فـي مـمــاتـك صــحـوة مـوصـولــة
لـو عـشـتَ كـنـتُ على غيابيَ أرمـدا
يـا قـاطـــع الأشــواط بـاسـم مـمـاتـه
أنا في مـمـاتـك صرتُ أقـتحـم المـدى
وأشــدُّ مــن أزر الــتــحـــدِّي واثـــقــا
قــدريُّ مـوتــك صـار عـنـدي مـبـتـدى
قــدريُّ غــدرك صــار وعـظــا صـارخــا
أنَّ الـوقـوف عـلـى الأذى لـن يـسنـدا
مـا زلـتُ أرصـدُ فـيـك وجـهـا شـاحـبـا
قــبـل الـمـمـات وبـالـمـمـات تـرصّــدا
ما زلـتُ أسـمـعُ بـحّـة الـصـوت التـي
ثَـقُـلـتْ على أذني وشمَّـعَـتْ الحدى
مـا زلـتُ أذكـرُ كـيـف فـجـأة مـوتـكــم
نـطـقـا .. بـوالـديَ الـشـعـور تـجـمّــدا
صـعــبٌ شـحـوبـك والـتـبـسـم عــادة
ومـزاحـك الـمـوسـوم كـيـف تَـنَـكَّـدا؟!
يـا صـاحـب الـوجـه الـصبـوح شحوبــه
عــرض لــمــوت .. لــلـخــلـود تــــورّدا