غديريات (5) كفّاه .. ما كفّاه للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

زهــو وألــفُ رؤىً بـــهـــا أتــقــنَّــعُ
ومـدىً يـحـاصـرنـي وآخـرُ يُــوسِـعُ

يـا قـالـع الـبـاب الـسـدود كـثـيــرة
وأنــا بــكــم يــا ســيِّــدـي أتــدرَّعُ

الـشـعـرُ لـيـس تَـعـلَّـتِـي بِـغَـوائِـلٍ
وكـأنَّــنــي فـي بــهــوه أتــسـكَّــعُ

الشعر مقتحم الحصون على العدا
ويــداي فـنَّ الاشـتــبــاك تُـصــنِّــعُ

الـنـصُّ مُـشـتَـبَـكٌ وبـعـض عروضـه
كـمـخـيـط سيـف للصفوف يُـشـرِّعُ

والـبـعض رقـص الـخـيـل إيـقـاع لـه
خـبـب بـوقـت الاقـتـحـام المُسْجِعُ

الـنـصُّ حـربـك يا عـلـي .. تخوضها
وعـلـى وقـائـعـهــا الـمـجـاز يـوقِّــعُ

لو لـم تـكـن رجـل الـحروب مـسـيّـفـاً
لـرأيـتَ شـعـريَ قُربَ حـانٍ يَـهْـطَـعُ

ورأيـت كـل الـشـعـر فـي حـدبـائـه
مــتــــرجِّـــزا لــكــنـــه لا يُـــمــتــِعُ

يا قالع الباب .. انـتـبـه .. هـو بـابـنـا
لا بـل .. فـقـالـعـه .. ولـم لا يقلعُ؟!

بـاب الـمـديـنـة إذ تـفـايـض عـلمهـا
أدري .. ولــكـنْ بــابــهــم يـتـمـنَّــعُ

إنْ كــان بــابــا .. كــل أبـــواب لـــه
قـد أوصـدتْ وقـتَ الـحـروبِ تُـشـرَّعُ

وأنــا أصــوغ قـــصـــيـــدة حــربـيــة
فــلــم الأكــف الأربــعــون وأربـــعُ؟!

كـفَّــاه كـافـيــة لــدكِّ حـصــونــهــم
ولـخـلـعِ بـاب الـمـيـس إذ يـتـنــطَّـعُ

كـفّـاه فـي كـفـيّْ لـجـسـر حروبهم
وعـلـيـه زنــدا ألــف جـيـش يُــدفــعُ

رجلُ الـعـبـور الـصعـب لا حـصـن ولا
بــاب إذا مـا شـــاء دحــيــا يُــرجِــعُ

كــفــاه فـي بـدر وفـي أحـد وفــي
الأحزاب .. خـنـدقـهـم إلـيـه يُـطَـوَّعُ

سـلـمــان يــحـفـره وبـاسـتـدراجـه
عــمــر ابـن ودٍّ حــيــدرٌ مـن يَـصـرَعُ

هـي ضـربـة والـكـفـر في تحشيده
لـلـحـرب أصـبـح لـلـهـزيـمـة يـجمـعُ

كفّاه .. ما كفاه .. خـنـدقُ قـد لـوى
بـمـقـاسـاهـا .. ولـضـربــة يـتـضـرَّعُ

كـفّــاه مـا كــفّــاه .. إســلام بــهــا
عـقـدوا .. قـرانٌ فـيـه أحـمـد يصدعُ

كــفَّـاه مـا كـفّـاه كــل شـتــيــتــنــا
عُربـا بـوقـت الـحـرب نـصـرا تـجـمـعُ

هذا الـشـتـيـت بـحـيـدر في خـيبـر
دكَّ الـحـصـون إذ الـصـحـاب تـلفَّعُـوا

كـفّـاه كــلِّ الـدحـي فـي قـدر مــن
الأحـقـاد والأسـيـاف لـيـس يـزعـزعُ

وإلاَّ وكــفَّ عــلـي رهــنُ فــقــارهــا
فـالـمـانـعـون عـلـى الطريق تبرقعوا

وتـكــتـلــوا وتـألــبـوا وتــخــنــدقـــوا
وتـحـزبـوا وعلى الـضـغـيـنـة أجمعُوا

وتـكـشّـفــوا وتــسـتَّــروا آنــا مــعــا
وعـلـى الـمهـام الـمـدرجـاتِ توزَّعُوا

هـم لـلـكـمـائـن بـالـضـغـائـن لـوَّنُـوا
إيـمــانـهــم فـتـقـلَّـبـوا وتـمـوضـعـوا

وعـلـيُّ فـي دحـر الـمـكـائـد مـدرعٌ
وبـلامـة الـحـرب الـثـقـيـلة يـهـجــعُ

لـم يـدر عـن كـفَّـيـه وقـت ضرابـهـا
هيَ لو سـهـا عنها بسيفٍ تـقـطـعُ

لـم يدر لامـتـه مـتـى خـلـعـت أرى
حـتـى الـصـلاة عـلـيـه دِرعـاً تَخْلَـعُ

كـفّـاه .. لا تـنـسى .. فإني واصـل
بـك لـلـنـهـايـة فـالـغـديـر يـجـعجـع

ويقول: مشتبك الحروب بساحـتـي
قـطـعُ الـحـصـول بها الجميع يـلعلـعُ

كــفـاه يــوم الـحـرب مـوصـلـة إلـى
كـفـيّـه يـوم الـعـهـد حيـث المطمعُ

مـا بـايـعـوه هـنـاك سـاعـة حـربــه
فــبـيـوم تـنـصـيـب أحـقـا بـايـعـوا؟!

وتـحـسّـدوه عـلـى فـضـائـل سيفه
لـمـديـح طـه فـيـه بـغضـا أشـبـعـوا

والكـف من حـمـلـت لسيف تَحَسُّدٍ
هــي ذاتـهـا مـحـســودة إذ تـرفــعُ

مـا بـيـعـة حـمـلـتْ ولـكـن ضـنـغــة
والــبـخـبـخـات فـمـا بـهـا قـد طبّعوا

هـي كلُّ حـيـلـتـهـم وقد بهتوا كمـا
فـي الـحـرب قـد بهـتوا وحيدر يفـزعُ

شـأنٌ مــن الـرحـمـن لا شــأن بـــه
لـلـقــوم حـتـى حـق حـيـدر تــنــزعُ

لـكـن عـلـى غـيـر المشيئة قـلبهـم
والـديـن فـيـهـم جـاهـلـيـة مـا وعـوا

والـواتــرون لــحــيــدر فــي قــتــلــه
لـعـتـاتـهـم جـعلـوا الـقـرابـة تـلسـعُ

مـاتــت قـرابـتـهـم عـلـى يـد حـيـدر
وهــو الـقـريــب لأحـمــد والـمــرجـعُ

فـالـحـرب فـي الـقربـى على ثاراتها
لا إرثَ بــاســم مــحــمَّــدٍ يـــتـــوزَّعُ

فـلـه الـنـبـوة وهي شـوكـة حلقهـم
ولــهــم خـلافـتـه الـتـي تـسـتـرجـعُ

وعـلـيُّ وهـو وسـيـط قـربـى أحـمــد
فـي قـتـل قـربـاهـم فـحـكـمـا يـمنـعُ

هـي هـكـذا سـلقـت على وجدانهم
لـلـجــاهـلــيـــة والـجـهـالـــة يــتـبع

والـديـنُ إذ عـرفـوه مـاحـق ذكـرهــم
كـيـمـا يـعـود الـذكـر فـيـه تـصـنّـعــوا

مـا ألّـف الـمـخـتـار بـغـض قـلـوبـهــم
وعـلـى عـلـيٍّ حـقـدهـم لا يـشـفـعُ

شارك برأيك: