قشة التكريم للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

يـوم الـمـعـلـم يـوم تـكـريـم الـوفـا
لـمـجـاهـد فـي الله لا مـا أنـصـفــا

هــذا الــذي إنْ كــان قـدر رسـالـة
كالأنـبـيـاء عـلـى الـمـلا قـد عـرِّفـا

إنْ تـظـلـمـوه ظلمتم الجيـل الـذي
يـبـنـيـه أسـقـطـتـم علينا أسقـفـا

والـبـيـت مـن خـرب يـخـرِّج أهـلــه
مـن ظـلّـه ويـعـلّـم الـنـاس الـجفـا

فخذوا من الـيـابـان في تـقـديـرهـا
لـمـعـلّــمٍ مــا تـــبــدؤوه تـــزلُّــفــا

هـو مــهــنـة أولـى بـدرب تـحـضُّـرٍ
ولــه مـن الـتـقـديـر فـعـل شـرَّفــا

هـو صـانـع الـرؤسـاء والعظماء مــا
جـعـلـوه يـحـيـا بـالـمـهـانـة موقفـا

فــوق الـوزيــر بــرتـبـة ومـعـيـشـة
فـوق الـرئـيـس ومـا بـذلـك أسرفـا

ما دام صـانـعـهـم ومـالـك خطوهم
نحو المناصبِ حـيـن يصغرُ أُجـحـفـا

* * *

يـا سـادتـي حـال الـمـعـلـم عندنـا
يـرثـى لـه مـن كـثـر مـا قـد طُـفِّفـا

فـمـعـلِّـمٌ مـسـجـون طـال حسابـه
قــبـل الــنــوال وكـاد أن يـتـعـفـفــا

ومـعـلِّـمٌ قــد أنــهــكــوه بــدرســـه
حـصـص مـكـدَّسـة وأخـرى سُـلّـِفـا

هـذا الـمـعلـم يـشبه المخطـوف لا
تـرجــوه إلاَّ أنْ يـــطـــيـــلَ تـأفُّــفَـــا

وأزيـدكـم عـن جــرحــه بــكــرامــة
لــمــا يــمــيّــزُ ضــدَّه مــتـعـسَّـفــا

فـيـجـاء بـالـلـقـطـاءِ نـصـف مـعـلــم
ويــنــالُ عــنــه مـكـانــة وتــوظُّــفــا

ويـعـيـش فـي حـلـم الترقيِّ عمـره
والـحـلـم يـنـهـره يـقـول لـه: كـفـى

فـالـتـرقـيــات لـصـاحـب الحـظِّ الذي
يـأتـي بـنـصف شهادة كي يُصْطَفى

يـأتــي بـلا عِـلْـمٍ ولا فَــهْـمٍ ســوى
قُــربٍ لـذا أو ذا عـلــيــه تَــعَــطَّــفــا

يـغـدو المدير أخ الغفير هـو الأجـيــر
لـــه الــوزيــر قــرابـــةً قــد صــرّفـــا

أمـا الـمـعـلـم بـيـن مـحبس درسـه
وظلامة كـبـرت تـلاشـى واخـتـفـى

يـمـشـي إلـى دنـيـا التعاقد حامـلا
إدبــار عــمــر آه عـمــرك والــقــفــا

ولـيَّــتَ إذ ولَّــى ومــا مـــن عـــودةٍ
لك كي تكرَّم بل تـعيـش تـحـسّـفـا

وعـلـيــك هــمُّ الــذكـريــات ووزرهـا
يــا نـاجـحـا لـنـجـاحــه مـا أسـعـفـا

يـا مـن تـمـيّـز والـحـصـيـلـة ظـهــره
قـد أنـقـضـوه كـمـا الغريق إذا طفى

فــي قـشـة الـتـكـريـم إنـقـاذ لـه؟!
كـلا .. ولـمْ تــعــدلـه بـذلا مُـكـلـفـا

إنْ قــيــل تـكــريــم لـعــمـر تــالــف
هل يـصـلـح الـعـطّـار عمـرا أُتْـلِفـا؟!

إنْ قـيـل تـكـريـمـا لـظـهـر أنـقـضــوا
فـالحـمـل زال وقـيـل عـنـه تـلـطُّـفـا

كي يـحـصـلَ الـتـكريـم جوهر نظـرة
عن ذا الـكـدود فـبـدِّلـوا كي تـخلفـا

فـلـتـجـعـلـوه عـلـى الجميع مقدَّمـا
لـتـبـادلــوا كـلَّ الـوفـا بـعـض الـوفــا

شارك برأيك: