بــاهــلْـــتَ لـلــرهـــبـــانِ والــعـــبّــادِ
فـمـلـكـتْ مـنـهـم روعــةَ الــمُــنــقـادِ
وشــعــورَ تــسـلــيــمٍ وفــعــلَ مَــودَّةٍ
حــيــث الــتــبــاهــلُ أعـظـمُ الأعـيـادِ
وكــأنَّ عـيـسـى قــد تــخــالــط نــوره
مـع نـور مـن بــاهــلـت فـي الـمـيـلادِ
وكـمـا لـه خــرّوا سُـجُـــوداً بــعــدمـــا
ألــقـــى كــلام الله فـــي الأشــهـــادِ
خـــرُّوا لأنـــوار الـــنـــبـــوة ســـجَّـــدا
مـذ أقــبــلــوا مــن ذلــك الــمــيــعــاد
فـعـلــيُّ والـزهـراءُ والـحـسـنـانِ فــي
يـــومِ الــتـــبـــاهــلِ مَـشـهـدُ الأوتــادِ
مـن جـانـب الـطـور الـعـظـيـم يَــدُكُّــهُ
مـوسـى لـصـعـق الـنـور فـي الأطـوادِ
عـرِّفْ بـهـم حـيـن الـتـبـاهـل مـثـلهـم
لا يُـــجْـــهَـــلُــون بـــأكـــــبـــــرِ الأورادِ
فـعـلــيُّ نــفــسُــك والـمـقــامُ ولايــةٌ
كــنُــبُــوَّةٍ مــا الــيــومُ يـــومُ حِـــيــــادِ
والـنـفــسُ لا تـحـتـاجُ تـنـصـيــبــاً لـهـا
مـن نـفـسـهـا فـي لـحـظـةِ اسـتـردادِ
وعـلـيُّ نـفــسُـكَ أي مـكـانَـكَ مــالـئُ
الـتـلـقــاءِ حـيـن شـغُـورِكـم بــنــفـــادِ
وحـكـايـةُ الـتـنـصـيـبِ تـبـقـى حُــجَّــةً
لـلـغـيـر لا لــلــنــفــس بـــاســتــعـدادِ
إذ مـا أشـرتَ بــه عـلـى الــكـرار مــن
مــن قـــول وفــعـــل لـلــولايــة هــــادِ
هـــذا الـمُــبَــاهَــلُ أوَّلاً إذ نـــفـــســه
عـن نـفـس أحـمـد أخـرجـتْ بـحـصــادِ
وكــذلــك الـزهـراء عـن كـل الــنــســا
و”نــســاؤنـــا” قــرنــت إلــى الآحــــادِ
كـلُّ الـنـسـا الـزهـراء وقــت تــبــاهــل
والـحـصــرُ بـاسـم الـجـمـعِ كــالإمــدادِ
والـحـصــرُ فــيــه الاكــتــفــاءُ تــبــرُّكــاً
يــكـــفـــيـــكَ فــاطـمُ عِـلَّــةُ الإيــجــادِ
وخـلاصـة الأبـنــاء فـي الـحـسنـيـن ذا
صــلــبُ الــولايـــة جـــاد بــالأحـــفــادِ
وبـكــل فــرع فــيـــه اســم مــحــمــد
يــــنـــمـــو ويـــبـــلـــغُ أعـظــمَ الآمـادِ
* * *
مـولاي إنْ كــان الــتـبــاهــل بُــدُّكـــم
شـرفـاً وفــي قُـربَــاك بــعــضُ سَــدادِ
والـقـصـد إظـهـار لـديـنــك فـي الـورى
أو لـسـتَ تـخشى كـثـرةَ الـحـسـادِ؟!
قـد جــئــتَ بــالأهـلـيـن نـوراً ظـاهــراً
يُـــغــشـي بـمـشـهــدِهِ قُــلــوبَ وِدادِ
إذ خـصـمُـكَ الرهبانُ مـذ بـزغـتْ لـهـم
أنـوارهــم سـلــكــوا سـبــيــل رشــادِ
عَـرِفُــوا مُـبـاهـلــةَ الـقــرابـةِ مـقـصـداً
وبــهــا أبــوا مــشــيــاً بـــدربِ عــنــادِ
قـد آمـنـوا .. عـيـسـى يـلازم ذكـرهـم
وإلـى مـحــمَّــدَ فــهــو أكــبــرُ حــادي
أولاء مـن أهــل الـديـانــة لـيــس مــن
غَــرَضٍ لــهـــم مُــتَــوسِّــلُ الأحــقــادِ
أو لــيــس مـن حَــلٍّ يُــزيــحُ تـبــاهــلاً
لــضــمـــانٍ إســـلامٍ ونـــيـــــلِ مُـــرادِ
إلاَّ نَــــفــــائِــسَ عُـــتـــرةٍ نَـــبَـــوِيَّــــةٍ
تـغـدو مُـبَـاهِـلَـةُ ويــصـحُــو الـعــادي؟!
مـا الأمـرُ فـي الـرهـبـانِ إنَّ قـلـوبَـهــم
بـشغـافـهـا كـشفـتْ لـعـذب الـصـادي
لـم يــعــرفــوا درب الــعــداوة .. إنِّــمــا
طـلـبــوا الـتــبــاهــلَ دون أي تـمــادي
ولـقـد أتـيــتَ لـهـم بـفـلـذاتِ الـسـمــا
تـكـثـيـفُ عـيـسـي فـوق نـطـق مـهـادِ
ولــذاك وجــدا آمــنـــوا مــا أســـرفـــوا
أنـــوار أحــمـــدَ أقــبــلــت بــتــهـــادي
مـلـكـت عـلـيـهـم حـبَّ عيسى ضعفه
مــا الـخـمـســة الأشــبــاح كــالإفــرادِ
ومـبـاهـلٌ بـالــولــد يـقـصـمُ ظـهـر مـن
قـد بـاهـلـوا لــتــشــكُّــكِ اسـتـنــجــادِ
فـاسـتـنـجــدوا حـبــا بـأنــوار مــشــت
لـفـراغ عـيـسـى شـاغــر اسـتـفــقــادِ
والــمـــالــئــون لــه خــلاصــة عــتـــرة
جــاءت بــخــمــســتــهـــا بـــلا أعــدادِ
فـالــنــــور نـــــور الله جــــل جـــلالــــه
وهُــمْ الــتــجــلِّــي عــنــد ذاك الـوادي
* * *
لــكــنَّ فـي أمــرِ الــتـبــاهُــلِ أنــفــسٌ
جـحـدَتْـك عـن إسـلامِـهـا الـمُــعـــتـــادِ
جـحـدتـك في الـقربـى وذا مـا عـنـدكـم
ديــنــا .. أأنــت بذي الـوجـوهِ تـفــادي؟!
لـو كـنـتَ بــاهـلــتَ الـذيـن تـأسـلـمــوا
وجـــحـــودهــم فـــي الآل خــافٍ بــــادِ
لـضـمـنـت محق وجـودهـم كـضميـرهـم
وأزحــتــهـــم عــن دربـــك الـــمُـــرتَــــادِ
وضــمـــنـــتَ إرثَ نُـــــبُــــوَّةٍ لإمـــامــــةٍ
ولــديـــنــك الــمــغــدور مــا مــن فــادي
إذ أنَّ كــبــشَــك غِــشُّ إســلامٍ بـــهـــم
بــتــبــاهــلٍ يــقــضــي عـلـى الأضـــدادِ
ويــعـــبِّـــدُ الـــدربَ الــطـويــلَ مَـقَــاتِـــلاً
لـــــيـــــكـــــــونَ درب الــــــــوَردِ والأورادِ
ولــمُــكِـنَّ الأطــهــارُ مـن وصـل الـسـمـا
بـــمـــخــيـــطِ نـــورٍ لا ســيـــوفَ جــهـادِ
هــذا الــذي قـــد شـــاءه فــهـمــي رأى
حــفــر الـنــوايـــا فــي سـحــيــق الــوادِ
ورأي لأنــــوار الــــنـــــبـــــوَّةِ ظـــلــمـــةً
فــي الــبــئــر تُــطـمــرُ بـعـد كلِّ تـنـادي
بــتـــحــــسّــدِ الأعــراب إخــوةُ يُــوسـفٍ
فــي الآل مــن بـــئــر لـــهـــم كــمــــزادِ
الــكــل يــكـــتـــال الــضــغــائــن دلـــــوه
يــــســـتـــخـــرج الأحـــقـــاد بــالـــعــدَّادِ
مـن ذا يــفـــوز بــأســهــم كــبــرى لــــه
حــصــرا ظــلام الــبــئــر نــضـــح ســـوادِ
يُــبـقِــي عـلـى بـئـر الـضـغـيـنـة راعــفــا
بـالــنــضــحِ يـشـبــهُ شـوهَــةَ الأجـســادِ
فــإذا جـــفَـــتْ جـــفَّ الــوداد بــدلــوهـــا
وإذا رمــتْ تَـــرِبَــــتْ عـــلــى الــصــيـَّـــادِ
كـالأنـفـس الـشـح الــتــي مـا أخـصـبــت
إذ حِـــقـــدُهـــا فـــي الآلِ كـــيـــلُ رمــادِ
تــذروه فــي عــيــن الـحـســود فــعــالــه
نـــاظـــرْ مـــحــــمّــــد ســاعـــة الإرمـــادِ
فـمــحــمّــدٌ لــيــس الــمـبـاهــل عــنـــوة
لـــيـــفـــوز بـــــالأحــــقــــاد فــــي الأولادِ
هــو فــي مــكــانــة أهــلــه ســاع عـلـى
إيـــــقــــــاع وحــــــيٍ صـــــارمِ الإعـــــدادِ
وهــو الـشـهـيــد عـلـى تـجـاسـر قــومــه
إذ ذكـــر فــــضــــل الآل مــــثـــــل زنـــــادِ
يَـرمِـيْ ويُـرمَـى والـفـصـالُ عـلـى الـهـدى
مــا بـيـن مــنــكـــر فــضـلـهــم ومــفــاديْ
* * *
بـاهــل فـلـســتَ تــلام إنْ بـاهـلـت كــي
تـــضــع الـــنـوايــا فــي اخــتــبـــار جِـــلادِ
فــلــقــد بــلــغــتَ بــفــضـلِ أهـلـك حــدَّه
مـــا زاد عــن مُـــتَـــنَــفَّـــسِ الــحُـــسَّـــادِ
مــا لـــم يــضــــع نـــداًّ لــهـــم أحـــدا وإنْ
كــــذبـــوا بــتــلـــفـــيــــقٍ إلـــى الأنـــدادِ
لـيـس الـتـبـاهـل مـن يــسـوء غـريـمـهــم
بــل كــل ذكـــرك فــي الــهــداة يُــعـــادي
إنْ قــلــتَ قــرآنـــاً تـــنـــزَّل بــاســمــهــم
ولأجــلــهــم أنــطــقـــت حــــرفَ الـــضــادِ
أو قــلــتَ هــذا الـكـون مــلــك يـمـيـنـهــم
أمـــنَّـــت دربَ الـــنـــاسِ نـــحـــوَ مـــعـــادِ
إنْ قـلـتَ فـضــلَ عَـلـيَّ فـاسـأل عـكـســه
عــن فــضــل غــيــر عـلـي لــيــس بــبـــادِ
إذ أنَّ كـــل الــفــضــلِ فـــضـــلُ عــلــيــهــا
وعــلــى الــفــتـــات مـــوائــــد الإفــســـادِ
تــد يــا مــحـمَّــدُ فــالــمــدى مــتــبــاهــلٌ
بــك فــي عــلــيٍّ مــنــتــهــى الإســعـــادِ
كــلُّ الــحــديــث عـلـيـه بـعــض طــبــاقـــه
وجــنــاســه فـــي الـــقـــول والإســـنــــادِ
ويـــثـــاقـــف الـــقـــرآن وهـــو عـــديـــلُـــهُ
ويـــبــــوح عـــنـــه إذ الـــحـــروف غــــوادي
إنْ كـــان مــكـــتـــومـــاً عـــلــــى مــتـــأوِّلٍ
هـــو نـــطـــقـــه الـــمـــذخــــور لــلأعــــوادِ
بــصــريــح قــولــك يـــا مــحــمّــــدُ حـــيــدرٌ
عِـــــدلُ الــكــتـــاب شــريـــكـــه بــــمــــدادِ
فــلــه الــتــبــاهــل قــبــل يـــوم تــبـــاهــل
إنَّ الــــتـــبـــاهــل ســـيـــــرة الإمــــجــــادِ
مـــا قـــبــلــــه مـــا بـــعـــده فـــيـــض لـــه
فــلـيـــحـــســــدوه بــــنــــيَّــــةِ الإِبــــعـــادِ
وهــج الـنــبــوة فـــيـــه ســـمـــتُ إمــامــة
وولايــــة والــــبــغــــض بــــيـــع كــــســـــادِ