عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام متحدِّثاً للفُضيل بن يَسار: “تجلسون وتُحدَِّثون؟!”، قال: نعم جُعِلتُ فداك، قال:”إنّ تلك المجالسَ أُحِبُّها، فأحْيُوا أمرَنا يا فُضَيل، فَرَحِم اللهُ مَن أحيا أمرَنا”. بحار الأنوار ج٧١ ص٣٥١
والإحياء تارة يكون بعقد المجالس والاجتماع فيها والاستماع إلى مناقب وسجايا وأخلاق أهل البيت عليهم السلام، وتارة يكون الإحياء بتدوين هذه الأخلاق والسجايا وجعلها في متناول الشباب والشابات خاصة، لينهلوا منها أخلاق القرآن وتعاليمه، وأخلاق الأنبياء والأئمة عليهم.
ومن الإحياء الذي أتمنى أن يتجسّد في البيت الشيعي أن بصير أتباع أهل البيت إخوة متحابين متواصلين، فعن الإمام الصادق عليه السلام مخاطباً أصحابه: “اِتَّقُوا اللهَ، وكُونوا إخوَةً بَرَرَةً، مُتَحابّينَ فِي اللهِ مُتَواصِلينَ مُتَراحِمينَ، تَزاوَروا وتَلاقَوا وتَذاكَروا أمرَنا وأحيوهُ”. بحار الأنوار ج٧٤ ص٤٠١.
إن سفينة الحسين ومآتمه قادرة على استيعاب مختلف الأطياف، وحري بالمجتمع الشيعي – قبل غيره – أن يكرس مبادئه الحقة، ويترفع عن المشاحنات والتجاذبات السياسية والاجتماعية وحتى الفقهية التي من شأنها أن تنال من وحدة صف المؤمنين وقوّتهم، فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، فوحدة الصف ولَمُّ الشمل من الإحياء الذي دعا إليه الأئمة، ومما ينبغي علينا إبرازه بشكل ملحوظ في العشرة الحسينية.
أعظم الله أجورنا وأجوركم، وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي التوفيق.