انحراف للشاعر سلمان عبد الحسين

عاشورائيات (1-2)
المعارضة الثانية

قصيدة السيد حيدر الحلي

تــركــت حــشــاك وســلــوانــهــا
فــخـــلِّ حــشــــاي وأحــزانــهـــا


انحراف
الشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

أتــأمـــنُ فــي الـــنـــفسِ خُــذلانَـــهـــا
وقــد صِــرتَ تــصــحــبُ شــيــطــانَــهــا

وهـنــتَ عــلــى صـــوتِ ذاك الــمُــبــاحِ
يـــقـــولُ: قـــد اجْـــتُـــزتَ مـــيـــزانَــهــا

وصــرتَ تــقــاتــلُ خــلــفَ الـــخُــطُـــوطِ
وتــطــلــبُ فــي الــســفــحِ وِدْيَــانَــهــا

وتــكــشــفُ ظــهــرَكَ كــشــفَ الـغـريـمِ
لــنــفــسِـــكَ أَطـــلَــقْـــتَ ذُؤبَــــانَــهـــا

أَعَــنْــتَ عــلــيــهــا الــهـــوانَ الــمُـــذلَّ
وظـنَّــتْــكَ فـي الــبــأسِ مــن عــانَــهــا

فَـــكُـــنـــتَ لــهــــا ورطـــةً أُتْـــرِفَــــــتْ
وخـــلّـَــبْـــتَ بـــالــخــتـــلِ ألـــوانَـــهـــا

وزيَّـــنْـــتَ سَــقْــفَ الــســمــا زِيــــنْـــةً
لــهــا حــيــثُ تَــسْــكُــنُ قِــيْــعَــانَــهـــا

ألـــســـتَ الــــذي ذاك فـــي كــــربـــلا
بــقـتــل الـحـسـيـن غِـوىً .. شـانـهـا؟!

ومُــــنــــكــــرُهُ صـــــاغَ مَــــعــــرُوفَـــــهُ
بِــــنَـــفـــسٍ مُـــقـــعَّــــرةٍ هــــانَـــهــــا

وشـــاءَ لـــهـــا أُعـــطـــيـــاتِ الـــزمــانِ
ولـــكــــنَّـــــهُ جُــــمــــلــــةً دانــــهــــــا

وفــي الأُمــنــيـــاتِ وُحُــوشُ الأمــانــي
تُــصــاحِــبُ بِــالـــوعـــدِ حِــمْـــلانَــهــــا

* * *

كـفـانـي/ كــفــاكَ .. يُــقــالُ ضَــنَــيْــتَ
فــأنــزلــتَ بــالـــوجـــدِ ثـــهـــلانَـــهــــا

فــقـتــلُ الــحــسـيــن هــو الانــحــرافُ
الـــذي عِــــدلُــــهُ صَـــارَ شَــنْـــآنَــهــــا

ومُـــعْـــوَجُّــــهُ أنْ يُـــــرى ســــالـــمـــاً
وأنْ تَـــقْــتُـــلَ الـــبُـــومُ غِـــيـــلانَــهــــا

فــــمـــا لــلــســـلامـــة فـــي يــومـــه
وزيـــنُ الـــنُـــفُــــوسِ الـــذي رانَـــهــــا

لــقــد زيَّـــن الــمــجــرمــون الـــبــغـــاة
رقــى صـــدرَهُ بـــانَ .. مــا بــــانَـــهـــــا

لأنَّ لـــــهُ ســـــدرةَ الـــمُـــنــــتـــهـــى
ولــلــقـــومِ فــي الــقــعــر نِــيــرانَــهـــا

فــمـهــمــا رقـــوا صَــدرَ ذاك الــتــريــبِ
يُـــــفــــاوتُ مــرقـــاهُ كــــثــــبــــانَــهــا

لــه صِــعْــدَةٌ مــن صَــمِــيـــمِ الــتُّــرابِ
بَــنَــتْ كَــومَـــةُ الـــرَّمــلِ رُجْـحَــانَــهـــا

أرادوا بــهــا الــمُــرتَــقَــى لــلـمُــكِـــبِّ
لــيــنــحــرَ فـــي الـــنـــحـــرِ قــرآنَــهــا

وإذ يَــنْــحــرُ الـشـمـرُ رأسَ الـحـسـيـنِ
لـــقـــد فَــــرقَ الله فــــرقـــــانَــــهــــــا

أصـــابَ الــغــشــومُ دُوارُ الــــتـــوهّـــم
دَوَّرَ عــيـــنَـــيْـــهِ .. غــــرقـــــانَــــهـــــا

كـأنِّــي بـمـوسـى الـكـلـيــمِ .. عـصــاهُ
لــــه تـــفـــرقُ الـــيـــوم طـــوفـــانَــهــا

فـــذا جــــســـــد خـــضــلٌ لــلــعــبـــور
إلــى الــصُّــحــبِ يَــبَّــسَ شُــطــآنَــهــا

وإنْ رضَّــضَـــتْـــهُ خــــيـــولُ الـــجــنـــاةِ
ســتـــغـــرق .. تُـــوحِــلُ عُـــدوانَـــهـــا

ورأسُ الــحـــســيـــنِ كـــذا مُــــغــــرِق
إذا احْــــتُــــزَّ فــــجّــــرَ شِـــريَـــانَـــهـــا

مـــتـــى هـــبَّــروا نـــــحــــرَهُ هَـــبـــرةً
تـقـول الــعــصــا: كِــدْتُ غــلــمــانــهـــا

ســألــقــفُ مــلــكَ يـــزيـــد الــزنــيــــم
عـــــلــــيــــــه أُثــــــوِّرُ أكـــــوانَــــهــــــا

* * *

ألا فــــلأنــــبِّــــئْـــــكَ يـــــا شــــاعــــراً
يــراقــص فـــي الــحــرب مــيــــدانــهـــا

بـــمــسـتــأكــلِ الــقُــوتِ مــن قــتــلــةٍ
وفــــي الــــحــــرب بــــــرَّز أدرانــــهـــــا

فــلــســنــا نُــخــلِّــي حــشــا مــبـــدعٍ
لِـــحُــزنٍ ســـيــقـــتُـــلُ عــصــيـــانَــهــا

ونـــفـــسُ الــدَّنِــيْءِ عــلــى حــالــهـــا
وفــي الــذنــبِ تُـسـكِــتُ جُــثـمــانَـهــا

أمــا قـلـتَ والـقـومُ عــنـــدَ الـحـسـيــنِ
بِــــرُعــــبٍ يــــخــــاتـــلُ أغـضــانَـــهــــا

“فـمــا انـجـلــتْ الـحـربُ عــن مِــثــلِـــهِ
صـريــعــاً يـــجــــبِّـــنُ شُـــجْــعَــانــهـــا”

أولاءِ حــــوالــــيـــــه مــــن مَـــــصـــــرَعٍ
تُـــســاحِـــبُ بــالــخــوفِ قُــطــعَــانَـهــا

يـــنــاجـــزُهـــا شـقــهــةً .. شــهــقـــةً
فـــلا تـــبــــرحُ الـــبــومُ غــربــــانَــهـــــا

وتـــأتـــي لـــهُ سـحــبــةً .. سـحـــبـــةً
تــخـــاتــلُ بــالــمـــشــيِ وسْـنَــانَــهــا

لَــعـــلَّ قَــضَــى .. هــكـــذا وهــمُــهـــا
مـــن نَـــفَـــسٍ كـــان .. يــقــظــانَــهـــا

أولاءِ ركــــيـــــزة جــــيــــش الـــعــــدى
بـأنـفـاســك الــخــوفُ .. سـبـحـانَـهــا!!

أمـا رضَّــــضَـــتْـــكَ خُـــيُــــولٌ لــــهــــم
ولــم يُـــرعِــبْ الــقــومُ جَــرْيَـــانَــهــا؟!

أمــا ثَــلَّــثُـــوا الــقـلــبَ كــي يــهــدأوا
فـلـمْ أصــبــح الــرعـــب عُــنْــوانَــهــا؟!

ألـسـتَ صـريـعـا علـى الـتـرب مـلـقـى
بــأنــفـــاس يَــصــعُـــبُ رُجَــعـــانَـــهـــا

فـلـمْ كَــمَــنُــوا خـلـف شـهـقــة مــوت
عــلــيــــكَ يَــعَـــدُّونَ نِــســيــانَــهـــا؟!

ولــم يــجــرؤا هــجــم تــلــك الـخـيــامِ
وجـــســمُــك يــحــجــزُ إِمــكــــانَــهــــا

ومــذ قــطــعَ الــشـمــرُ رَأســكَ عَـــدْواً
وأعــلــنَ بـ “الـــفـــتـــحِ” إعـــلانـــهــــا

هــيــاجٌ عـرى الـقـومَ .. ذاكَ الـقَـطـيــعُ
ســيُــخْــرِجُ لــلــســلــبِ فَــرسَـانَــهــا

فـمـن كـان يـخـشـى لـقـاك صـريـــعــا
لأنــفــاسَ تـــشـــحـــذُ إيــمــانَــــهــــا

ســيـــعــدُو عــلــيــك لــســلــب رداكَ
شــجــاعـــةُ مَــنْ غَـــدْرَةً خـــانـــهــــا

سـيـبـقـيـك عــار فـــيـــا لــلــكــســـاء
أشـدت إلــى الــتـــرب فــتــيــانــهـــا؟!

لــيــصــبــح مــلــتــحــف الــعــافـريـــن
كـــســاءٌ مـــن الـــتـــرب قـــد زانــهـــا

ويَــقْــطــعُ خُــنْــصُــركَ الـمَــلْــحَــمِــيَّ
أفــي الــحــربِ يــثــلــمُ قُـضـبـانَــهــا؟!

لـــيـــنــــزَعَـــهُ خَـــاتـــمــــاً قــــــدْ أدارَ
عـلـيـهـم رحــى الـحــرب .. جَـذلانَــهــا

أيــا شــوهــةً تــغــنــمُ الــمــكــرمـــاتِ
وفــي الــغَــنْــمِ تُــعــلــنُ كُــفــرانَــهـــا

لـكـم سـحــنــة تـمـسـخ الــفـاتـحـيــن
لــــمــــحـــتـــوشـــيـــن وجـــرذانــهــــا

غــنــيــمـتـهـم صـار رأس الــحـســيــن
يُــذَهِّــبُ بــالـــســـلـــبِ أوثــــانــــهـــا

غــنـيـمـتـهــم مــن حــلـيَّ الــنــســـاءُ
بـــصــرعـــك تــــدفــــع أثــمــــانــــهــــا

وقُـــرطُ لـــطـــفـــلــــة إدمـــــاء نــــــزع
مـــن الأُذْنِ ضــاعـــف حــرمــــانــــهــــا

ألـــــيــــس أولاءِ الأُلـــــى صَــــرعُــــوكَ
وخـــافــــوك تُـــخــرجُ عـــدنــــانَــــهــــا

وتـــخـــرج بـــأس عـــلـــي إلـــيــهــــم
تــريـــبـــا عــفــيـــرا وعــطــشـــانــهـــا

فـلــم بــعــد نــحــرك صــاروا وحـوشـــا
أخـــرفـــان تـــســـتـــنُّ أســنــانــهــا؟!

أجـل .. فـالــنــفــوسُ الــدنـيـئــة جُـبـنٌ
“تــجـبِّــن فــي الــحـرب شـجـعــانـهــا”

وحــيــن الــغــنــيـمــة مـثـل الـوحــوش
ولا شــيء يــــشـــبـــه بُـــطـــرانَــهــــا

وقَـــدْ أَمِـــنَ الــمُــجْــرِمُــونَ الـــعِــقَــابَ
ونــــكـــثَ الـــعـــهـــود وأيـــمـــانَـــهــــا

ومِــْن بـيـعـةٍ أُغْـلِـظَــتْ لــلــحــســيـــنِ
لــــقـــلـــبٍ غَــلِــيــظٍ ومـــا صـــانـــهــــا

فُــجُــورُ الــخــصومـــةِ فـــي الانــتــقــامِ
يُـــعـــوِّدُ فـــي الـــفَـــتـــكِ إِدمـــانـــهـــا

شارك برأيك: