أدب الموكب الحسيني ( ١ ) بقلم الأستاذ حسن كاظم

الأستاذ حسن كاظم

يحتل أدب الطف مكانة كبيرة وعظيمة في الوجدان الشيعي، وقد كُــتِــبَـت كُـتُـبٌ في هذا الأدب، جُـمِـعَ فيها أروع ما كتب عن واقعة الطف.

لكن ما تفتقده المكتبة الشيعية في أدب الطف، هو الدراسات النقدية التحليلية العميقة. وكذلك عدم تناول أدب المواكب. فلا تجد هناك دراسة خاصة بأدب الموكب الحسيني، رغم أصالته وعمقه في الوجدان الشعبي.

في مقالات سابقة ذكرت الموقف الفقهي في جواز هذه المواكب. بأنها تنطلق في مشروعيتها من أحاديث أئمتنا ع خاصة قول الإمام الصادق ع (( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ))، فالأمر بإحياء أمرهم فيه نكتة مهمة حيث قد أطلق الأمر بالإحياء ولم يحدد الإمام ع نمطا معينا لإحياء أمرهم، فيقتصر الأمر عليه فقط، فهذا الإطلاق فيه اتساع في اختيار وابتكار النمط والطريقة التي تتناسب وإحياء ذكرهم، فيمكن إحياء أمرهم وذكرهم من خلال المآتم، ومن من خلال مسيرات الموكب، ومن خلال الفن كالرسم والتمثيل، ومن خلال التأليف بجميع مجالاته.

وبما أن الموكب إحياء لأمر وذكر أهل البيت ع ، فهو أحد المظاهر التي يتم من خلالها التعبير  عن مشاعر الحزن والولاء لأهل العصمة ع.

لذلك اتخذ الموكب حضورا بارزا ومميزا في مراسم عاشوراء، وغدا وسيلة إعلامية لا يمكن أن تكون دون إبداع وفكر وثقافة وفن يبرز مشاعرنا وولاءنا بصورة أقل أو لا تتناسب ومنهج أهل البيت ع.

كذلك الأهم في الموكب الحسيني أنه يعتمد على الشعر الملحن، لذلك لا يمكن عدم تسليط الضوء على هذا الشعر نقديا وفنيا. وهو مكون ثقافي كبير في وجداننا. لذلك هذه السلسلة من المقالات ستسلط بعض الجوانب النقدية الأدبية والفنية لهذا الأدب المهم جدا جدا في أدب الطف، من خلال بعض الرواديد المميزين في الموكب الحسيني.

شارك برأيك: