بوابة النويدرات البوابة الإعلامية لقرية النويدرات
قلنا إن قصيدة الموكب البحراني متعددة في موضوعاتها، وهذا التعدد في القصيدة الملحنة شكل تنوعا ومدارس عند بعض الرواديد. وقبل أن نتكلم عن السمات الفنية لهذه القصائد، لابد من الكلام عن المؤثرات التي تشكلت وانطلقت منها قصيدة الموكب البحراني.
من أبرز العوامل المؤثرة في قصيدة الموكب البحراني:
١. النص الديني: حيث تجد السيرة وأحاديث الأئمة ع وأقوالهم وتاريخهم مادة خصبة للشاعر في أن يكتب قصيدته مظهرا عواطفه البكائية ومصورا الحزن بطريقته. فالنص الديني معين يزود الشعراء بالمكونات أو الجزئيات وما على الشاعر إلا أن يركب هذه الجزئيات أو المركبات الفردية، لتشكل بتركيبها بناء كاملا هو القصيدة. لذلك تجد مثلا ليلة العاشر قصيدة الرادود جعفر سهوان تختلف عن قصيدة الرادود الشيخ حسين الأكرف، رغم أن مصدر القصيدتين واحد النص الديني التاريخي إلا أن كل شاعر ركب قصيدته بشكل مختلف عن الآخر، وإن تشابهت بعض المركبات مع بعضها في القصائد.
٢. الأحداث السياسية: لعبت الأحداث السياسية سواء كانت المحلية أو الخارجية دورا كبيرا في ظهور القصيدة السياسية في الموكب البحراني. وأصبح هناك جدل في الساحة البحرانية بخصوص هذه القصائد فالبعض يرى أن من أهداف الموكب هو الشأن السياسي والتوعية فهو بمثابة إعلام شامل، وهو لا يتنافى مع منهج أهل البيت ع فالموكب هو مسيرة شاملة ترفض الظلم في أي مكان وزمان، والبعض يرى أن الموكب هو مسيرة حزن وبكاء على أهل البيت ع واللطم والبكاء على غيرهم لا يصح في أيامهم وذكراهم وليس من اللائق أن تكون ذكرى وفاة أحد المعصومين ع ونترك الكلام عنه ونتكلم عن غيره، كما أن السياسة قد تعرض الموكب للخطر، فنخسر هذه الشعيرة. ولست هنا لأن أناقش الرأيين بل هنا رصد ونقد، بأن هناك قصائد سياسية لها حضور في الموكب البحراني كبير، حيث يؤثر في الوجدان البحراني بشكل أساسي. واستخدم في هذه القصائد التلميح كما في بعض قصائد عبدالشهيد الثور أو التصريح كما في بعض قصائد حسين سهوان. وتطرقت إلى موضوعات كثيرة محلية وخارجية، سنتطرق إليها لاحقا.
٣. المجتمع البحراني: اتجهت بعض قصائد الموكب البحراني لطرح بعض القضايا الاجتماعية، وربطها بالنص الديني، فمثلا في ثمانينات القرن الماضي طرحت قصائد عن الحجاب وأهمية العفاف، مع حق المرأة في التعليم، كذلك تناولت قصائد عن الشباب ولباسهم وعدم تقليدهم للغرب، وكثير من القضايا الاجتماعية، وهكذا كانت القصائد التي تتناول قضية اجتماعية، تبين الموقف الديني أي رأي الشرع في هذا السلوك الاجتماعي الخاطئ. هذه أبرز العوامل المؤثرة في تنوع القصيدة البحرانية للموكب، وإن كانت هناك عوامل أخرى لكن هذه العوامل هي الأكثر. وسنرى كيف لكل قصيدة سمات فنية وجوانب أدبية أنتجتها قريحة الشعراء البحرينيين.
