أحدث المواضيع

أدب الموكب الحسيني ( ٤ ) بقلم الاستاذ حسن كاظم

الأستاذ حسن كاظم

في ظلال تلك العوامل التي أثرت في قصيدة الموكب البحراني، أصبحت هناك أغراض تكاد تكون ثابتة في أدب الموكب البحراني من أبرز هذه الأغراض:

الرثاء:
وهو أساسا الغرض الذي ظهر من أجله الموكب في الوجدان الشيعي، وهو غرض لا يختص به الموكب البحراني فقط، بل تشترك فيه كل المواكب الشيعية في كل أقطار العالم، بل التفوق فيه للموكب العراقي، وسيأتي الكلام عنه لاحقا.

ومن الرثاء تنطلق القصائد في إظهار مشاعر البكاء والحزن وبيان مظلومية أهل البيت ع، وإظهار الولاء لهم والبراءة من أعدائهم. كما أن هذا الغرض هو الأكثر تناولا في أدب الموكب.

الوعظ والإرشاد:
برزت بعض القصائد تنطلق من تعاليم ومنهج أهل البيت ع في طرح الوعظ والإرشاد، فمثلا قصيدة الرادود عبدالشهيد الثور ((للحسن آداب وتعاليم ومآثر)) يحث فيها إلى استغلال الوقت فالوقت عامل مهم للنهضة وإنجاز العمل، ويستشهد بالإمام الحسن ع أنه في حال نزع الروح وتأثره بالسم وهو وقت حرج إلا أنه يوصي الإمام الحسين ع بالأمة ومواريث الأئمة. وكذلك في قصيدته ((بعدك يبوالقاسم قاد الحكم ظالم)) يدعو إلى عفاف المرأة وتحصينها ليس بالحجاب فقط وإنما بالعلم والسلوك اقتداء بالسيدة فاطمة الزهراء ع. والكثير من القصائد التي كانت تعظ في قضايا كثيرة دينية واجتماعية.

الموقف:
وقد برز هذا الغرض خاصة في القصائد السياسية، وبعض القضايا الدينية، حيث لا تجد أحداثا سياسية محلية أو خارجية إلا وهناك قصيدة تشير إلى هذا الحدث وتعلن فيه موقفها، إما رفضا كقصيدة الرادود مهدي سهوان ((الراية الحمراء)) في حرب الخليج التي قال فيها ((الحرب لم تبرح كلابها تنبح))، وكذلك لما جاءت فتنة السفارة انتشر في ذلك الوقت في قصائد الموكب رفضا تاما للسفارة، والتنبيه من خطرها، وتأييد موقف العلماء منها. كذلك برزت بعض القصائد في إظهار الموقف من التطبير فمنها وهو الأغلب في البحرين يرفض التطبير، والبعض منها مؤيد له وموقف التأييد يكاد تخلو منها الساحة البحرانية، إلا أنه في العراق ظهر في قصائد باسم الكربلائي.

ولعل بيان هذه المواقف في أدب الموكب، هو أن بعضها لا يسمح التعبير به في وسائل الإعلام الرسمية، وإذا سمح بها تكون مقيدة، فاتخذت الموكب العزائي وسيلة تعبر من خلالها عن هذه المواقف. لذلك برز هذا الغرض بشكل قوي، وغدا جزءا مهما من من مكونات الموكب العزائي.

ويرى البعض أن إبراز بعض المواقف في الموكب ليس مناسبا، خاصة في الأحداث المحلية، كما في أحداث التسعينات، حيث ظهرت قصائد نالت من الخصوم السياسين. وهذا لا يتناسب وتعاليم أهل البيت ع.

هذه أبرز الأغراض التي اتسم بها أدب الموكب، وكل الأغراض الشعرية الغنائية من مدح ووصف وهجاء وغيرها تندرج تحت ما ذكرته من أغراض القصيدة الموكبية لأنها هي الأهداف الأساسية للموكب .

شارك برأيك: