ساقي العطاشى للشاعر عبد الحسين سلمان

عبد الحسين سلمان

ساقِي العُطاشَى يومُه السابعُ
وإنْ يكنْ في عاشرٍ يُصرعُ

بٌسابِعٍ أرْواهُمو بَأْسُه
صرختُه؛ جيشَ العِدى تْفْزِعْ

أعانَتِ الأعداءُ مِنْ خوفِها
لَيْثاً لَه لُيوثُهُم تَركعُ

قدْ رَكَعَتَ لَمَّا رأَتْ سيفَه
لِكُلِ رأسٍ واقفِ يَقْطعُ

مولايَ في العاشرِ في قلبِه
نارُ الظَّما لَهيبُها يَلْذَعُ

لكنًّما دَوْحَةُ إيمانِه
شُموخُها مِنْ حَرِّها أَرْفَعُ

كَذاكَ أفْواجُ ضَحايا الهُدَى
في قلبِه مِنَ الظَّما أوْجَعُ

ضَجَّةُ أصْواتِ الثُّكالَى غَدَتْ
فيه أذَى جِراحِها مِبْضَعُ

كانَ كَما السبطِ لَهُم خَيْمَةً
كِلاهُما عَمودَها يَرْفَعُ

عباسُ مَنْ جَلالُ إيثارِهِ
مِنْ روضةِ المَجْدِ لَه مَنْبَعُ

مِنَ الفراتِ لَمْ يَذُقْ قَطْرَةً
والظامئونَ صوتُهُم يَسْمَعُ

إنْ حَرَمَ السَّهْمُ وِداعاً لَه
بِرُؤْيةٍِ  فَقَلْبُه مُوجَعُ

ما قالَ والكَفَّانِ قَدْ جُذَّتا:
آهٍ ولا مِنْ عَمَدٍ يُصْرَعُ

كانَ إلَى مَعْشوقِه والِهاً
والعِشْقُ شَوْكاتِ الأَذَى يَنْزِعُ

عِشْقُ إلاهِ الكَوْنِ رَوْضٌ بِها
كُلُّ جَميلٍ مُلْهِمٍ يُزْرَعُ

لِذا إلَى التُّرْبِ رَمَى رَأْسَه
واسَى بِه مَنْ رَأْسُه تُقْطَعُ

مِثْلُ الحسينِ السبطِ صَرْحٌ لَه
زائِرُه بابَ الرَّجا يَقْرَعُ

لِذا غَدَتْ أكُفُّنا كَفَّه
مُجابَةَ الدعاءِ إذْ تُرْفَعُ


كتب الأربعاء 2015/10/20م
الموافق 1437/1/7هج
في يوم أبي الفضل العباس عليه السلام

شارك برأيك: