كون الموكب العزائي مسيرة، وقصيدة الموكب وسيلة للتعبير في هذه المسيرة، فإن من أبرز السمات والخصائص الفنية أيضا بجانب اللغة والبنية السردية:
الإيعاز:
وهو أسلوب في التعبير يقصد به توجيه النص إلى الإرشاد والوعظ والنصح وبث الوعي. لذلك تجد كل قصائد الموكب تقريبا فيها إيعاز إما مباشرا أو غير مباشر.
ويتمثل الإيعاز في قصيدة الموكب من خلال المؤشرات التالية:
– استخدام الأساليب الإنشائية الطلبية ((الأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء))، ويكاد لا تجد قصيدة تخلو من هذه الأساليب أبدا.
– حضور ضمائر الخطاب، بشكل واضح خصوصا كما قلنا الإيعاز توجيه النص إلى الإرشاد والوعظ والنصح وبث الوعي. وهذه الأمور يخاطب بها المتلقي ((المستمع)) أو الأمة.
– وجود العبارات التفسيرية أو التوضيحية التي من خلالها تبين المقصد من الإيعاز.
– الاستشهاد بالنصوص الدينية أو بأمثلة تدعم الهدف من الإيعاز.
ولو لاحظنا على سبيل المثال قصيدة الشيخ حسين الأكرف ((ردد نشيد الحزن والآلام واقصد حسينا حافي الأقدام)) لوجدنا الأسلوب الإنشائي الطلبي الأمر ((ردد / واقصد)) والإيعاز من هذه القصيدة هو الدعوة إلى زيارة الإمام الحسين ع مهما يكن، ويسوق في أبيات القصيدة نصا دينيا بأن ثواب زيارة الحسين ع مشيا بكل خطوة ألف حجة. وهذه القصيدة فيها ازدواجية الفصيح والعامي، حيث المستهل فصيح والأبيات عامي.
كذلك نلاحظ في أغلب قصائد عبدالشهيد الثور الإيعاز كما قصيدة ((للحسن آداب وتعاليم ومآثر)) وقصيدة ((أهداف موكبنا)) وقصيدة ((واصلي دور الكفاح يا منابرنا)).
إذن الإيعاز ليس سمة فنية فحسب بل هو هدف من أهداف الموكب، وهو يمثل منبرا من منابر بث الوعي، لذلك يجب التركيز في هذا الجانب بشكل كبير جدا.