ما من أدب إلا وله مبادئ وقيم إنسانية، كذلك أدب الطف ومنه أدب الموكب الحسيني، خاصة وهو يرتبط بأهل البيت ع الذين يمثلون نهج الشريعة ومنبع القيم الإنسانية؛ لذلك كان أدب الموكب زاخرا بالمبادئ والقيم الدينية والإنسانية، من أبرزها:
– أن أدب الموكب يدعو إلى الارتباط والتمسك بأهل البيت ع، فهم سفينة النجاة، وهم الوسيلة إلى الله جل وعلا وخير مثال تلك القصيدة المشهورة ((احنا غير حسين ما عندنا وسيلة))، وكذلك قصيدة ((يا حسين بضمايرنا)). فأدب الموكب يجعل من أهل البيت ع النهج الذي يجب أن نسير عليه، وهم الذين بهم نقتدي، فالولاء لهم وحدهم والبراءة من أعدائهم، فالموكب يبرز قيمة الولاء والارتباط بأهل البيت ع ، فهو مظهر من مظاهر الحب والولاء، وسلوك يكشف عن تعلق محبي أهل البيت ع بهم.
– يقوم الموكب بترسيخ العقيدة والثبات عليها، وإيصالها من جيل إلى جيل، فمبدأ الثبات على العقيدة وتحمل المعاناة يستمد من أهل البيت ع فهم العقيدة الثابتة مهما جرى عليهم من بلاء.
– تبرز القيم الأخلاقية في أدب الموكب بشكل كبير، خصوصا أن تلك القيم الأخلاقية خير مثال لها يحتذى به هم أهل البيت ع وأنصارهم وعلماؤهم. فالصبر مثلا تبرز قيمته وعظمته من خلال أم المصائب زينب ع، والإيثار من خلال أبي الفضل العباس ع، والوفاء من خلال الأنصار رضوان الله عليهم.
هذه بعض من القيم والمبادئ التي يزخر بها أدب الطف وخاصة أدب الموكب، وهذا يعني أن هذا الأدب تعبير عن فلسفة الغاية منها أن تجعل من محب ومرتبط بأهل البيت ع أن يكون إنسانا رساليا داعيا إلى الحق ذا قيم أخلاقية إنسانية، ضمن منهج الإصلاح الذي خرج من أجله الإمام الحسين ع.