ومن القيم والمبادئ التي زخرت بها قصيدة الموكب ظهرت هناك بعض النزعات بشكل واضح في أدب الموكب من أبرزها:
النزعة العرفانية:
وهذه النزعة تكاد تكون ظاهرة ثابتة في أدب الموكب، ومسيطرة عليه بشكل تام.
وإذا كان العرفان اصطلاحا هو معرفة الله والوصول إليه عن طريق العبادة الروحية، فالعرفان في أدب الموكب ليس كذلك تماما.
حيث العرفان في أدب الموكب يتخذ من أهل البيت ع هم الطريق إلى الله والوسيلة إليه. انطلاقا من النصوص التي أمرت باتباع أهل البيت ع وأنهم أفضل الخلق بعد الرسول ص.
كما أن العرفان يتخذ الغزل تعبيرا عن العشق الإلهي، تجد أدب الموكب يفيض بالحب إلى أهل البيت ع ومن ثم الوصول إلى محبة الله ورضاه.
وعليه تتجلى النزعة العرفانية في أدب الموكب في تلك القصائد التي تجعل من أهل البيت ع هم النور الإلهي في الأرض وهم باب الله المؤتى وبهم تقضى الحوائج وأنهم خلقوا من نور، وليسوا كبقية البشر، ومثال ذلك ما نجده عند الشاعر الكبير الأستاذ الشيخ مجيد التوبلاني في قصائده التي ألقاها الرادود مهدي سهوان كقصيدة ((فاطمة ٌ.. فاطمة ٌ قد خلقت من نور من يرضيها يرضيني.. من يؤذيها يؤذيني)) ومنها بيت على سبيل المثال يقول:
زهراء أطلي في الفلك الأكبر ما كان بيوم من دونك يؤمر
هبي نورا في كل الأكوان منه الله قد أنزل فرقان
فهذه نزعة عرفانية واضحة وليس هذا البيت فقط بل مجمل القصيدة نزعة عرفانية. كذلك هناك قصائد كثيرة في أم البنين ع تشير تلك القصائد إلى أن أم البنين باب لقضاء الحوائج وكل ذلك كرامة لها ولأبنائها الذين فدوا أخاهم الإمام الحسين ع خاصة أبا الفضل العباس ع.
ومع سيطرة النزعة الروحية والعرفانية في أدب الموكب، فهي إيعاز إلى التمسك بأهل البيت والولاية لهم والبراءة من أعدائهم، فتبرز القيم الدينية من خلال ذلك.
فالعرفان في أدب الموكب نمط وسلوك جديد في العرفان، فالعرفان سلوك مباشر مع الله جل وعلا، وعشق إلهي مباشر بينما، في أدب الموكب فالعرفان يتجلى في أهل البيت ع ومنهم نصل إلى الله، وعشقهم ومحبتهم هي المحرك إلى محبة وعشق الله جل وعلا.