بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع البحث هو إخلاص المعلم، والإخلاص من بحوث علم الأخلاق، إلا أني لا أريد أن أكون في هذا الحديث في مقام الواعظ، لأني لست فوقكم ولستم دوني في المستوى الروحي والأخلاقي، وإنما أريد أكون في مقام البحث العلمي والمهني.
وسوف أقسم البحث على محورين:
المحور (1): البحث في الإخلاص بوجه عام.
المحور (2): البحث فيما يخص المعلم من الإخلاص.
وفي سبيل المزيد من الوضوح سوف أجعل الحديث على شكل نقاط
المحور (1): البحث في الإخلاص بوجه عام
قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة: 5).
النقطة (1) تعريف الإخلاص
سوف أمر على عدد من المعاني المهمة للإخلاص وأبحث بعض ما يتعلق بها من المسائل على النحو التالي:
أ. الإخلاص في اللغة: يقال خلص الشيء خلوصا وخلاصا أي صفى وزالت عنه الشوائب، فكلمة الإخلاص تدل على الصفاء والنقاء، والشيء الخالص هو الشيء الصافي الذي ليست فيه شائبة مادية أو معنوية.
ب. الإخلاص في الاصطلاح: ضد الرياء، ويعني تطهير القلب وتجريد القصد (النية) من الشوائب المكدرة لصفائه، فيكون الهدف في دائرة الفكر والعمل هو الله جل جلاله وحده لا شريك له.
قال الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “إن لكل حق حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص، حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمل لله” (البحار. ج69. ص304).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: “ما أنعم الله عز وجل على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره” (مستدرك الوسائل. ج1. ص101).
وقيل: العمل لأجل الناس شرك، وترك العمل لأجلهم رياء، والإخلاص هو تخليص العمل من هاتين الشائبتين (المعجم الفلسفي) فليس من الإخلاص ترك المستحبات بحجة عدم تلويث النفس بالرياء فيحرم الإنسان نفسه من الثواب ودرجة القرب.
وقيل: الإخلاص يضاد الشرك، فمن لا يكون مخلصا يكون مشركا. (المحجة البيضاء. ج8. ص128).
ج. إخلاص الدين لله عز وجل: هو قيام الإنسان بما يجب عليه من حقوق الله جل جلاله، وترك الرياء في الطاعات، بحيث يكون العمل لمحض التقرب إلى الله عز وجل من دون ضميمة شيء آخر.
قال الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “إن لكل حق حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص، حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمل لله” (البحار. ج69. ص304).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: “الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل، والنية أفضل من العمل، ألا وأن النية هي العمل” (البحار. ج70.ص230).
ومن الإخلاص في الدين: أن لا يطلب الإنسان لعمله شاهدا غير الله جل جلاله.
قال الإمام الباقر عليه السلام: “لا يكون العبد عابدا لله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كله إليه، فحينئذ يقول هذا خالص لي فيقبله بكرمه” (مستدرك الوسائل. ج1. ص101).
د. الفرق بين الصدق والإخلاص: الصدق هو المطابقة للوضع: (الواقع والعقيدة) وهو أصل والإخلاص فرع، والإخلاص لا يكون إلا بعد الشروع في العمل. ويعتبر الإخلاص هو أساس الدين ودعامته في تثبيت الإنسان على خطى الاستقامة والإيمان والتهذيب، وهو ملاك العبادة وجوهرها، وبه تتفاضل مراتب المؤمنين.
هـ. مذهب الإخلاص: هو مذهب أخلاقي قوامه الصدق والصراحة والبعد عن الغش والاحتيال والتقاعس والكسل والتردد وغيرها من الشوائب التي تكدر صفاء العمل.
النقطة (2): مراتب الإخلاص
سوف أذكر مرتبتين أساسيتين للإخلاص، وهما:
المرتبة (1) الإخلاص الحقيقي:
ويسمى بإخلاص الصديقين، والمراد به إرادة محض وجه الله ذي الجلال والإكرام في العمل، دون توقع غرض في الدارين: الدنيا والآخرة، ولا يتحقق هذا الإخلاص إلا للمحب الذي خلص قلبه من التعلق بغير الله عز وجل، وقد استغرق قلبه في جماله وجلاله، بحيث لا يكون ملتفتا إلى سواه.
جاء في الحديث القدسي: “الإخلاص سر من أسراري، استودعته قلب من أحببته من عبادي” (البحار. ج70. ص149).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: “إلهي ما عبدتك خوفا من نارك، ولا طمعا في جنتك، وإنما وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك”.
ومقتضى الحب: والحب لله ذي الجلال والإكرام يقتضي حب المحب لجميع ما يتعلق بالله عز وجل من بشر وغيرهم، فيحب من يحبهم الله جل جلاله من الأنبياء والأوصياء والصالحين، ويبغض من يبغضهم الله جل جلاله من الطواغيت والمستكبرين والمفسدين والظالمين، ويحب البيت الحرام والكعبة المشرفة والقرآن الكريم والمسجد النبوي الشريف وبيت المقدس ودور العبادة وغيرها من الأشياء التي تتعلق بالله وتوصل إليه، ويرضى لرضا الله جل جلاله، ويغضب لغضبه، ويخضع له في السر والعلن، ويرضى بقضائه وقدره في جميع الأحوال، ويسلم لأمره في كل شيء.
ومن علامات الحب لله: طلب العلم والاستقامة في الدين والمثابرة في العمل وبذل الوسع والطاقة، والبعد عن التقاعس والكسل والتردد والضجر، والاستعداد للتضحية في سبيل تحقيق الأهداف الربانية السامية، ثم لا يجد العبد لعمله عند الله جل جلاله قدرا فيوجب لنفسه على ربه مكافأة به.
والخلاصة: العباد المخلصون هم المقربون من الله جل جلاله، المتوكلون عليه في الأمور كلها، والراضون بقضائه وقدره في جميع الأحوال، والمسلمون لأمره في كل شيء، والفائزون برضاه، ولا يقع منهم إلا الجميل والصالح من الأقوال والأفعال والمواقف، ولا يحول شيء بينهم وبين المحبوب وهو الله ذو الجلال والإكرام.
قال الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “أما علامة المخلص فأربعة: يسلم وتسلم جوارحه، وبذل خيره وكف شره” (تحف العقول. ص16).
والبشرى الأعظم للمحب: هي أن يعلم بأن محبوبه يبادله الحب فيتلاقى الحبان {بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} فتقر بذلك عين المحب ويطمئن قلبه.
المرتبة (2) الإخلاص الإضافي:
وهو إرادة تحصيل الثواب في العمل والتخلص من العذاب.
النقطة (3) الطريق لتحصيل الإخلاص
والطريق لتحصيل الإخلاص هو الإيمان واليقين بالمعارف الإلهية، والمداومة على الدعاء والمناجاة والعمل الصالح في السر والعلن.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: “الإخلاص ثمرة اليقين”. (غرر الحكم. ج1. ص30).
وقال عليه السلام: “ثمرة العلم إخلاص العمل” (نفس المصدر. ص17).
ويتحقق الإخلاص من خلال: التفكر في صفات الله ذي الجلال والإكرام وأفعاله، والاشتغال بدعائه ومناجاته وعمل الصالحات في السر والعلن، حتى يغلب على القلب نور جماله وسبحات جلاله، ويستولي عليه حبه والأنس به لا شريك له.
النقطة (4) فوائد الإخلاص
يعتبر الإخلاص رأس الفضائل ورئيسها، وهو المناط في صحة الأعمال وقبولها، فلا عبرة بعمل لا أخلاص فيه، ولا خلاص من الشيطان وطوارق الزمان إلا بالإخلاص.
وللإخلاص في العمل فوائد عديدة أهمها:
الفائدة (1): توفر الإرادة القوية المستحكمة للعمل، واتسام العامل بالنشاط والمثابرة والمبادرة والفاعلية والايجابية والتفاني، فتتحقق للعامل المخلص الحصانة الإلهية والحفظ من أن تتلاعب به شياطين الإنس والجن، فيعجزوا عن النيل منه والتأثير عليه، وتتحقق له الاستقامة وإرادة الصمود والثبات أمام الصعوبات والتحديات والمواجهة الحازمة مع الأعداء.
قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ. قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} (الحجر: 39 ـ 43).
الفائدة (2): الرغبة التلقائية – الذاتية في تحمل المسؤولية، والحرص على تطوير المهنة وتقدمها ورفعة مكانتها في الدولة والمجتمع، وإجادة العمل وإتقانه وإتمامه في الخلوة والملأ، فيكون منتجا في الدنيا ومقبولا عمله عند الله جل جلاله في الآخرة، حيث لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجه الله عز وجل.
قال الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا عملت عملا فأعمل لله خالصا لأنه لا يقبل من عبادة الأعمال إلا ما كان خالصا” (البحار. ج77. ص13).
وقال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: “في إخلاص النيات نجاح الأمور”. (غرر الحكم. ج2. ص68).
وقال عليه السلام: “لو خلصت النيات لزكت الأعمال” (نفس المصدر. ص306).
وقال العلامة ناصر مكارم الشيرازي: “أن النية كلما خلصت، كان الاهتمام بباطن الأعمال أقوى، أو بتعبير أدق: إن الجودة والدقة على مستوى السلوك والعمل، ستكون في ذروتها، ونجاح العمل سيكون مضمونا، والعكس صحيح: فإذا كان الهدف يتركز على معالم الظاهر فقط، دون أن يولي أهمية للمحتوى، فسيكون مصير العمل الفشل والخيبة” (الأخلاق في القرآن. ج1. ص240).
الفائدة (3): اجتماع القلب وراحة البال، فيزول بالإخلاص الشعور بالهم والحزن والنكد عن الإنسان في الحياة، ويشعر بالأمن والاطمئنان وراحة البال والضمير في جميع الأحوال: في الصحة والمرض، في الغنى والفقر، في اليسر والعسر، وفي الرخاء والشدة، وفي السلم والحرب، وفي غيرها من الأحوال، حيث يرى المخلصون الجمال والخير في كل شيء من الحوادث الكونية وغيرها، لأنها بعين الله الرؤوف الرحيم القادر على كل شيء.
روى الترمذي (رض) في السلسلة الصحيحة عن الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر عليه”.
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: “طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما تراه عينه، ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه، ولم يحزن صدره بما أعطي غيره” (البحار. ج70. ص229).
ومن الأقوال المأثورة: “أعمل لوجه واحد، يكفيك الوجوه كلها”.
الفائدة (4): تحقيق العزة والكرامة للإنسان، وتجنب الذل والمهانة والصغار في الحياة، حيث يقصد العبد بعمله دائما وأبدا وجه الله جل جلاله، بغض النظر عن رضا الناس أو سخطهم، ورضا الله سبحانه وتعالى متحقق في هذه الحالة، ورضا الناس غاية لا تدرك، فتتحقق للإنسان بهذا القصد والتوجه بما فيه من الغنى عن الناس والرضا بقضاء الله وقدره والتسليم إلى أمره العزة والكرامة والشرف والسمو والرفعة، ويحصل على الاطمئنان، وتتحقق له الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة الأبدية في الآخرة.
الفائدة (5): تحصيل الحكمة والبصيرة في الأمور، فعندما يتحقق الإخلاص في العمل تستنير البصائر وتتفتح العقول وتحصل المعرفة الواضحة.
قال الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين صباحا إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ” (البحار. ج70. ص242).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى، تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء” (كنز العمال. ج. الحديث: 5268).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: “عند تحقق الإخلاص تستنير البصائر” (غرر الحكم. ج2. ص490).
الفائدة (6): التسديد والتوفيق للإنسان المخلص فيما يتوجه إليه من أمور الحياة.
جاء في الحديث القدسي “لا أطلع على قلب عبد فأعلم منه الإخلاص لطاعتي وأتباع مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته” (البحار. ج85. ص136).
الفائدة (7): النجاة في الآخرة من العذاب الأليم والفوز بالجنة.
المحور (2): البحث فيما يخص المعلم من الإخلاص
النقطة (1) أهمية التعليم:
يشكل المعلمون والمعلمات في المؤسسات التعليمية بكافة أشكالها ومستوياتها أكبر الفئات العاملة في المجتمع والدولة، وأن كل العاملين في المجتمع والدولة، قد مروا بالمؤسسات التعليمية ماعدا الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ففي المؤسسات التعليمية بدأ العاملون حياتهم وتشكلت توجهاتهم، ومنها تخرجوا ودخلوا ميادين الحياة المختلفة ليؤدوا دورهم فيها كما تعلموا في المؤسسات التعليمية وتربوا فيها، فمهنة التعلم هي أم المهن والوظائف كلها في المجتمع والدولة، وبهذا ندرك أهمية الإخلاص وقيمته في مهنة التعليم. فعلى كافة المعلمين والمعلمات أن يدركوا حجم المسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية والتاريخية الملقاة على عواتقهم، وأن يتحلوا بالإخلاص في العمل، من أجل سعادتهم الحقيقة هم أنفسهم، ومن أجل مصلحة المجتمع والدولة وخيرهما وسعادة جميع المواطنين.
النقطة (2) علامات الإخلاص في عمل المعلم:
للإخلاص في عمل المعلم علامات كثيرة، أذكر منها:
العلامة (1): أن يكون القصد من عمله بالدرجة الأولى هو وجه الله عز وجل وليس الحافز والتقرير، فيحرص على أداء عمله على أحسن وأكمل وجه بغض النظر عن الأجر أو التقرير الذي قد يحصل عليه من المسؤولين. وهذا يتطلب منه التركيز على تنمية العملية التعليمية والتربوية في جوهرها، وليس التكاذب من خلال الاهتمام والتركيز على الأشياء الشكلية والصورية في سبيل الحصول على المدح والثناء من قبل المسؤولين والتقرير الأفضل، وإن لم يقدم شيئا لجوهر العملية التعليمية والتربوية وتنميتها، كما هو حاصل لدى الكثير من الإدارات المدرسية والمدرسين، ويتجلى بوضوح في تباين الجهود في الحالات التي يحضرها المسؤولون والحالات التي لا يحضرونها.
قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 162 ـ 163).
العلامة (2): أن يكون مؤمنا بمهنته وشديد الولاء لها، ساعيا إلى تطويرها وتقدمها ورفعة مكانتها في الدولة والمجتمع، وأن يسلك في عمله سلوكا مهنيا نابعا من أخلاقيات المهنة، ويسعى لإتقان المهارات الضرورية لإجادتها وإقامة العلاقات المهنية الناجحة.
العلامة (3): أن يتسم بالصدق والاستقامة والأمانة في عمله، فلا يفرط في شيء من مهام عمله المكلف بها لاسيما المهام الأساسية، فيكون مثلا: مواظبا على حضور الحصص، ويقوم بالأعداد الجيد للدروس، ويقوم بتشجيع الطلبة ماديا ومعنويا وحثهم برفق ومحبة على بذل المزيد من الجهد لتطوير تحصيلهم العلمي وتحسين سلوكهم ويحسن معاملتهم، ويسعى لتلبية الاحتياجات التعليمية والتربوية للطلبة، ويحرص على القيام بالمهام التعليمية والتربوية الأساسية والثانوية الملقاة على عاتقه على أحسن وأكمل وجه.
العلامة (4): أن يكون على اتصال مستمر بالتجارب التعليمية والتربوية وبمصادر المعرفة الضرورية لمهنته، حتى يكون مواكبا للجديد فيها، ويصبح متطورا مع تطور المهنة وعلومها. وأن يجعل من نفسه القدوة الحسنة لطلابه في هيئته وأقواله وأفعاله وسلوكه ومواقفه كلها، ويحرص على ربط المادة العلمية التي يدرسها بالدين والأخلاق والقيم الإنسانية والحياة العامة، فتكون المادة العلمية وسيلة لتذكير الطلبة بالله جل جلاله وبالآخرة ولتزكية أنفسهم وإعدادهم لتحمل المسؤوليات العامة في الحياة: الإنسانية والإسلامية والقومية والوطنية، بشرط أن لا يطغى هذا الربط على جوهر الدروس فينقلب الأمر إلى ضده.
العلامة (5): أن يتسم بالنشاط والمثابرة والمبادرة والفاعلية والايجابية والرغبة التلقائية الشديدة في تحمل المسؤولية، وعدم الضجر والتبرم منها، وأن يتفانى ويضحي في سبيل القيام بمهام عمله.
العلامة (6): أن يكون واضحا في تصرفاته، شريفا في معاملاته، متواضعا في علاقاته مع زملاء المهنة. وأن يتسم بالرفق واللين والطيب مع الطلبة، ويتجنب القسوة والغلظة معهم، وعدم خلق المشاكل لهم أو التمييز بينهم، وأن لا يسمح لمشكلاته الذاتية أن تؤثر على عمله.
العلامة (7): التعاون مع الهيئتين الإدارية والتعليمية لتحقيق الواجبات التعليمية والتربوية في المؤسسة التعليمية والحرص على نيل ثقتهم المشروعة في العمل، وتجنب الأنانية والتنافس المضر والاستغلال السيئ لعمله لتحقيق مصالحه الخاصة وإشباع الرغبات النفسية المريضة، وتجنب الدعاية لنفسه على حساب المهنة. فهو يفرح لكل ذي كفاءة من زملاء المهنة وينصفه من نفسه، ولا يحزن لمن تميز منهم، ولا يكره ظهوره في الصورة وحصوله على حقه في التقدير والمكافأة المادية والمعنوية دونه.
أيها الأعزاء
أكتفي بهذا المقدار
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.