الوسط : «سنوات الجريش» يؤرخ لقرية «المخروق» المندثرة قبل 200 عام

كانت تحوي 30 بيتاً من الحجارة… وتقع بالقرب من دوار ألبا
«سنوات الجريش» يؤرخ لقرية «المخروق» المندثرة قبل 200 عام

main_loc-10

الوسط – حسن المدحوب
بث صاحب موقع سنوات الجريش جاسم حسين آل عباس على موقع التواصل الاجتماعي (الانستغرام) صورا لموقع قرية بحرينية قديمة اسمها «المخروق»، ذكر أنها «اندثرت قبل قرنين من الزمن».

ونشر آل عباس في موقعه على «الانستغرام» صورا لموقع دوار ألبا، مشيرا إلى أن «موقعه قديما يحسب على قرية المخروق التي تعتبر إحدى قرى البحرين المندثرة، وقد ذكرت في عدة مصادر وأهلها كانوا مزارعين».

وفي حديثه إلى «الوسط»، قال آل عباس: إن «قرية المخروق المندثرة تقع جنوب شرق الرفاع الشرقي وتقريبا في موقع محطة الكهرباء وتشمل جزءا من محطة البترول وجنوبيها باتجاه شركة ألبا، هذه مساحة القرية تقريبا».

وأضاف «هذه القرية تعتبر امتدادا إلى القرى الشرقية في المنطقة المذكورة، وهي تعتبر في الصف الثاني من الساحل ومحاذية إلى الرفاع الشرقي وتقع في جنوبها الشرقي».

وتابع «في فترات من السبعينات كانت توجد بقايا جذوع النخيل في موقع القرية، ولكن لأنّ المنطقة كانت عرضة للبناء والتعمير سواء من محطة النفط هناك أو من مقر قوة الدفاع؛ فقد اندثرت بقايا آثارها. وقد سمعت من البعض من كبار السن أن هناك مقبرة صغيرة كانت موجودة في جنوب القرية، ولكن لا توجد حاليا أي آثار لها».

وأردف آل عباس «أما سبب التسمية، فذكر أن «طريقة استخراج المياه في هذه المنطقة كانت تتم عن طريق ثقوب، أي أنهم كانوا يخرقون الأرض للوصول إلى الماء؛ لأن الأرض كانت أقرب للأراضي الجبلية، ولا توجد معلومات عن الأماكن التي انتقل لها أهالي المنطقة المذكورة، ولكن أرجح أن عائلة المخرق المعروفة ربما تعود أصولها إلى هذه المنطقة، وليس لأن أجدادهم عملوا في خرق اللؤلؤ كما يشاع».

وواصل «عن سبب اندثار القرية، وأوضح «هناك احتمالان، الاحتمال الأول أن هناك اضطرابات أدت إلى نزوح بعض السكان، فمثلا قرى الفارسية شباثا، وسلباء وبربورة (الملاصقة لها من الجهة الشمالية الشرقية) وهي كلها قرى قريبة من المخروق نزح أهاليها من مناطقهم في حدود العام 1925 بسبب هذه الاضطرابات، والسبب الثاني هو نضوب المياه من المنطقة، وانتقال أهلها إلى من قريتهم إلى قرى أخرى تتوافر فيها المياه».

وأشار إلى أن «المخروق كانت قرية زراعية وأهلها مزارعين يزرعون البرسيم (الكت) في الحقول والمزارع وكانت تسقى من بعض العيون والآبار وتعتمد في الري على نظام الافلاج».

وأفاد أن «القرية كانت تحوي 30 بيتا من الحجارة وأهلها من البحارنة، ويبدو أنهم نزحوا من قريتهم المخروق؛ بسبب نضوب المياه منها وجفاف مزارعها».

وتابع آل عباس «وذكر «لوريمر» الذي كتب عن القرية في أواخر عهدها في العام 1904 أن «أهلها اشتهروا بزراعة البرسيم وتحوي 30 بيتا للبحارنة المزارعين ومساحتها تضم محطة الرفاع للكهرباء وغربها المساحة التي تضم موقع قوة الدفاع ودوار ألبا وتمتد جنوبا إلى قريب شركة ألبا، ويذكر أن مزارعها تروى عبر الآبار والثقوب التي حفرت فيها»، لافتا إلى أن «هذه القرية اندثرت قبل قرنين تقريبا».

يشار إلى أن لوريمر، بحسب موسوعة ويكيبيديا، كان موظفا بريطانيا في حكومة بريطانيا في الهند زمن الاستعمار، ويعد أبرز المؤرخين والجغرافيين الذين وصفوا منطقة الخليج العربي في بداية القرن العشرين، والدليل الذي أعده «دليل الخليج» هو في أصله تقارير أعدها للحكومة البريطانية في الهند، وكان هو واحداً من موظفيها.

شارك برأيك: