أين أثر الخمس في المجتمع؟ بقلم الاستاذ حسن كاظم

الأستاذ حسن كاظم

لا يشك أحد في أهمية الخمس، ودوره الرئيسي في بناء المجتمع، وأنه قوة اقتصادية رهيبة. ولست هنا لأثبت وجوبه، ولا أناقش أين يصرف هنا في البحرين؟ ولا أشك في علمائنا الأفاضل ماذا يفعلون بالخمس؟ وإنما أطرح أمرا مهما في هذه الفريضة المهمة تختص ببلدنا البحرين. ألا وهو أن أثر الخمس في صرفه وتحريكه هنا في البحرين ليس واضحا في المجتمع. ولا له أثر فاعل إلى التغيير الإيجابي. فليست هناك مؤسسات اجتماعية واقتصادية بشتى أنواعها أنشأتها أموال الخمس أو مولتها.

وليتضح الأمر أكثر أسوق مثلا من لبنان، وهو لما رجع السيد موسى الصدر والسيد فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين إلى لبنان في نهاية الستينات من القرن الماضي، وتوزع الثلاثة في مناطق لبنان، وقاموا بدورهم الديني من حيث التبليغ وبث الوعي، قام الثلاثة بإنشاء مؤسسات اجتماعية واقتصادية كالمستشفيات والمدارس والمشاريع التجارية، لتؤدي وظيفتها في بناء المجتمع. وفعلا تحول المجتمع اللبناني في الجنوب إلى مجتمع إسلامي. هنا في البحرين لم نسمع ولم نرَ أن أحدا من علمائنا قام ببناء مستشفى أو قام ببناء مدرسة خاصة، أو أنشأ مؤسسات اقتصادية. كان علماؤنا أعزهم الله إلى تسعينات القرن الماضي تقريبا وهم يأخذون أموال الخمس إلى المراجع خارج البحرين، وجزء منها يصرف داخل البحرين على الفقراء والسادة المعوزين وبعض الأمور الأخرى.

إن غياب هذه المشاريع في البحرين، له أثر سلبي كبير، فهو إنهاك لأموال الخمس، مما يضطر العلماء وضع معايير ومقاييس لصرفها على الفقراء، وبحسب تلك المعايير والمقاييس يكون هناك تفاوت وتباين في إعطاء الفقراء والمحتاجين أموالا من الخمس، حتى أن بعضهم قد يحرم منها. فيبدأ التذمر والسخط على العلماء الكرام. لكن لو كانت هناك مشاريع اقتصادية توظف أموال الخمس كما فعل ذلك السيد فضل الله والسيد السيستاني، لكان هناك أولا: مصدر دخل متجدد يمكن الاستفادة من ربحه. ثانيا: يمكن من خلال هذه المشاريع أن توظف المحتاجين والمعوزين، فبدل أن تصرف عليه، سيكون هو عنصر إنتاج تستفيد منه.

لذلك نقول إن أثر الخمس ليس واضحا ولا مؤثرا في المجتمع، ويجب على علمائنا الالتفات لهذا الأمر، والتحرك في هذا الاتجاه، فهو سبيل للقضاء على كثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. ويمكن لعلمائنا الأفاضل أن يتعاونوا مع الصناديق الخيرية في جميع المناطق، بتفعيل هذا الجانب، كذلك استشارة بعض المختصين في كيفية القيام بهذه المشاريع المهمة؛ لبناء مجتمع مؤسساتي قوي متماسك.

شارك برأيك: