رحماك ربي للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

رحـمـاك ربي فــلـــلأخطاء تـمــثـال
ورجــمــهــا فـيَّ تـنـكــيــس وإذلال

إني مجسَّمُ شيطان عـلـى بدنــي
وكــل أخطــاء عمري لهي أسمــال

سلمانُ لا سلمت مني مـقـايــضـةٌ
فـكـلُّ بــيــعــي خــســران وإبطـالُ

أنـا الغـوي بـــوعي الخــائــبيــن إذا
تخيل الفوز ساءت في الغوى حــال

رجــمـت وهمــي مــرات لإوقــظــه
وإذ بــوهمي للسقطات مــخــيــالُ

يصنّع العثــرات الــبــيــض أحسبهــا
وإذ بـهـا السـود والمخــيــال دجــال

أعمى يــراكض للسوءات أثــمـلـهــا
عـلـى المصير وفيها السكـر أغــلال

ربــاه إن تكن السقطـات تــرجــمــة
لــسيــر عــمــري والعـثرات مكـيـالُ

فاشطب لعمري من وهم البقاء فقد
أجــــرّتُــهُ لــغــريـــــم وهــــو عَــذّالُ

ربـــاه دع طيش ســلمــان ونــزوتــه
فجرم سلمان مـن دنــيــاه أطــفــالُ

كالورد كالسحب البيضاء مــطــرتـهــا
على القلــوب بــهــا تــنــزاح أثــقــالُ

لا تعثرن بهم عمري ومـا كــســبــت
لهم يـمـيــني خــواء الكــف هــطّــال

خذهم إليك ودعني فـي مراوحـتــي
وسوء حظي فــأنــت الجــاه والمــال

وأنت حسبانهم إن حسبتي عـجـزت
عن صونهم ما لهم في الخلق أبـدال

مولاي يا خالقي من طينة عــصــفت
بـهــا الــمـقــاديــر إن الــعــمــر زوّال

وأنت أبقى لــطـفـلــيَّ الــذيــن أرى
كليهــمــا ســد نـقص فــيّ قـــتّــال

فامسح على قلبهم برد البياض هما
صحائف بيض مـنــها يــهــنــأ الــبــالُ

أنت الحري بأن تــمـلـي بــهــا أمــلا
وهــدي عــمــر بــه لــلخــيــر إحلالُ

ووقــهــم عثراتي فــهــي قــاطــعــة
نسل الكريم وفــي الــنـكـبــاء زلـزال

سمية الـقـهر ها قد لــوثــت قــدري
إني أرى بسمة الأطـفــال تــنــهــال

تقول يا رب وجــنــات الطــفــولة قــد
توردتْ سحرها فــي الـخــد ســيــال

فلا تقطب لهـا عــمــرا بــكــلــكــلــه
ولا عــلــى ظــهــرها تـنـقـض أحمال

وردهــا لإمـــــام الــعــصــر طـائــعــة
لــلــعشق فــي آل طــه الأصل ميالُ

شارك برأيك: