ثامن الأقمار للأستاذ محمد مكي أبو الحسن

الأستاذ محمد مكي

يا دهر فيك قساوة الأحجار
والغدر فيك ممزق الأستار

بانت عليك مساوئ لو أنها
جمعت لكانت منبع الأشرار

لم تبق نوراً من سلالة أحمد
حتى غدرت بمهجة المختار

ولقد رأيت نذالة وخساسة
خرجت من المأمون كهف العار

ما حركتك مجازر من مجرم
بل حركتك معازف الأوتار

دعني أقاسي حسرتي ومصيبتي
وكأنني في عاصف التيار

لم أرض بالعيش الرغيد وإنما
أبكي مصائب قبلة الأنظار

أعني بن موسى كاظم الغيظ الذي
حفظ الشريعة من أذى الكفار

لهفي له متسربلاً بهداية
متحصناً بعناية الجبار

طلب اللعين من الرضا ويحثه
بعجالة لمصارع الأبرار

فمضى الإمام وقد غدا متدثراً
بولاية في اليسر والإعسار

قطع الفيافي لا يخاف مضرة
من حاكم متكبر غدار

وصل الإمام تحوطه قدسية
وتفاخرت “طوس” على الأقطار

وتفاخر العلم الرفيع جنابه
وتكدست أقلام علم جار

ولقد غدا شرطاً لحصن شهادة
لولاه ما دخلت حصون الباري

فتق العلوم فراح ينظم شملها
فتنورت ككواكب الأسحار

وغدت أقاويل الضلال هزيلة
مثل النبات الذابل المنهار

وتكسرت حجج النفاق تكسراً
وانهار صرح الكفر والأشرار

قام اللعين بلزمه بولاية
للعهد تحت رقابة الجزار

حتى إذا حضرت صلاة للورى
فيها الخضوع لواحد قهار

أمر البليد بأن يقوم إمامنا
بإمامة بالعز والإكبار

شرط الإمام بأن يكون خروجه
مثل الرسول وجده الكرار

ما إن مشى وتحركت خطواته
فرحت جميع الخلق باستبشار

وتجاوبت كل الخلائق حوله
بتبتل كتبتل الأبرار

والعز سار أمامه بسكينة
والمجد رافع راية الأنوار

وتباشرت كل القلوب على الهدى
وغدا الإمام منارة الأحرار

نفرت خفافيش الظلام من الهدى
ومضت تحارب كعبة الغفار

غضبت لفضح اللات في أوكارها
وغدت تناصر طغمة الأشرار

وجرت تنادي من صميم فؤادها
ادرك حكومة ضارب المزمار

جاء النذير على العماية مسرعاً
ارجع على الإكرام وسط الدار

بانت حقائقهم وما قد أضمروا
فمضى الإمام بسمعة معطار

طبخوا المؤامرة الدنيئة ضده
عنباً بسم في يد الخمار

وجرى القضاء على ابن فاطمة التقى
فهوت مفاخر ثامن الأقمار

شارك برأيك: