آهٍ لك يا زينب يا أميرة القافلة للأستاذ محمد مكي أبو الحسن

الأستاذ محمد مكي

وصلت حرائر حيدر بمصاب
لأمامها من بعد طول غياب

ذهبت إلى جدث الحسين عقيلة
وندى دموع الحزن في تسكاب

فتحيرت في أمرها وتألمت
لمصابها فغدت بلا أعصاب

وتزاحمت كل الحرائر حولها
يندبن مصرع سيد الأحباب

وقف الزمان وأذنه في كربلا
سمعت حديث عديمة الأتراب

ذكرت عقيلة هاشم لحبيبها
صوراً تزيد بشاعة الأعراب

وبدت تزيح ستائر الكفر التي
وضعت على المتستر الكذاب

وروت مسلسل منبع الخزي الذي
رسمت ملامحه يد الإرهاب

هجمت جيوش الكفر حين تأكدت
أن الخيام عديمة الحجاب

هتكت خدور حرائر للمصطفى
وتنكرت للدين والأداب

وغدا الهجوم على النساء مسبة
ومخالفا لشريعة الوهاب

سلبت بنات محمد من عصبة
أموية مغموزة الأنساب

حرقوا الخيام على النساء وأظهروا
حقدا دفينا أسود الجلباب

فبقى عليل في الخيام لوحده
يلقى الأذى من زمرة النصاب

وبدا السرور على وجوه عصابة
ترجو بقاء عبادة الأنصاب

فهنالكم أمر اللعين عصابة
رضعت حليب الحقد في الأصلاب

لتقم خيول الحاقدين بحلبة
لترض صدرا طاهر الأثواب

فتسابقت خيل العدى بحوافر
مسنونة في جيئة وذهاب

فتكسرت أضلاع سبط محمد
من حقدهم لمقامه الوثاب

تركوك مطروحاً بعرصة كربلا
وبفعلهم نكصوا على الأعقاب

رفعوا الرؤوس على الرماح كأنها
أقمار تمّ طوقت بخضاب

سيقت بنات محمد بين العدى
والحكم حكم شريعة للغاب

كم طفلة سحقت بخيل عصابة
رأت الهجوم بموضع الترحاب

كم مرضع عادت بغير رضيعها
تنعى الشهيد ومشعل المحراب

كم حرة عاشت بعين رعاية
ركبت على مهزولة الأقتاب

كم حرة رجعت بغير كفيلها
دخلت على الطاغي بغير حجاب

فرح الطغاة بنصرهم وعيونهم
فيها النفاق ونظرة المرتاب

وهناك عبد أنجبته سمية
باع الضمير بدرهم خلاب

زعم اللعين وقد بدا بشماتة
أن النفاق يسود في الأصحاب

ورأى المصير لآل بيت المصطفى
يرضي الطليق وقائد الأحزاب

وهناك قمت خطيبة بفصاحة
وشجاعة وبسنة وكتاب

وفضحت باطلهم وما قد أضمروا
فغدوا حيارى من فصيح خطابي

عرف الجميع بأنهم من فعلهم
جرفوا إلى مستنقع الأوصاب

خاف اللعين رضيع حقد سمية
أن الرعاع دروا طريق صواب

لم يمهلونا في قصور طغاتهم
بعد انكشاف فضائح الأذناب

ذهبوا بنا في يوم حر قائظ
فيه العناء مشرع الأبواب

وصلت أسارى هاشم لطليقهم
فبدا السرور على يزيد الصابي

أمر الطليق بحبسنا في موضع
فيه السرور وبسمة الإعجاب

طافوا بنا بين الجموع نكاية
وحواسرا في موكب صخاب

غدر الزمان بنا وصاغ مصائبا
فيها العذاب بمنتهى الإطناب

ضحك الأسى ويزيد يغدو ضاحكا
متمايلا بخبائث الأعناب

دخلت أسارى المرتضى في مجلس
ورأى يزيد مصيرنا بعذاب

ومربطين بحبل أسر واحد
كشف الخليع ضغائن الأحقاب

نعق الغراب فراح ينعق شامتا
كملت ديوني من ذوى الأطياب

قال الإمام وقد بدت كلماته
فيها الخلاص بلحنها المنساب

ماذا يكون مصيركم ؟ وحبالكم
قد أثرت في السادة الأنجاب

أمر اللعين بأن تقطع كلّها
ففشى الهدى كالشمس بين سحاب

أن النساء بنات من ساد الورى
فيها العفاف ومنبع الأحساب

ومضى يداري غلطة وفضيحة
فتطايرت كالنار في الأخشاب

وهناك قام غضنفر من هاشم
ويزيد لاهٍ في خسيس شراب

فأبان للجمع المغلّف بالعمى
إذ لم يكونوا من ذوى الألباب

أن الطليق ونجله قد فارقا
دين الإله لبدعة الخطاب

فرأى اللعين بأنه في مأزق
شرب الحمام بمترع الأكواب

أمر اللعين بأن نغادر كلّنا
شام النفاق وغابة المغتاب

ولقد قصصت عليك أمر مصابنا
فاسمع حديثي في عظيم مآبي

قال الشهيد جزيتِ خير كرامة
والأجر عند مسبب الأسباب

شارك برأيك: