في ذكرى رحيل قائد انتفاضة الكرامة الشيخ عبدالأمير الجمري.. لا تزال شاخصة أمام أعيننا سيرة ذلك المقتدر الضعيف بدمعه ووجده وانكساراته أمام الشعب.. ولهذا أحبه الشعب بضعفه وقوته لأنه لم يختبئ من الشعب في كلا الحالتين وكان ملجأ الشعب والشعب ملجؤه.
عَـلَـىْ مَـا فِـيْـكَ مِـنْ قَـلْـبٍ جَـسُـورِ
نَـحُــنُّ إِلَــيْــكَ بِـالــدَّمْــعِ الـكَـسِـيْــرِ
فَـهَـذَا الــشَّـعْــبُ مُـفْــتَـقِــدٌ حَـنَــانَ
الأَبِ الـمَـفْـجُـوعِ وَالـبَـطَــلِ الـنَّـصِـيْـرِ
أَيَــا جَــمْـرِيُّ لَــيْــسَ لَــنَــا بَــوَاكِــيْ
سِـواكَ فَـأنْـتَ ذُو الــقَـلْــبِ الـكَـبِـيْــرِ
وَبَــعْــدَكَ أَحْــجَــمَــتْ دَمْـعَـاتُ قَــوْمٍ
وَلِـلْــغَــيْــمَــاتِ نَـــادَتْ لا تُــغِــيْـــرِيْ
فَـعَـيْـنُ الـكِـبْــرِ لا تَـبْـكِــيْ ضَـعِـيْـفــاً
بِــلا صَــبْــرٍ عَــلَــىْ الــرُّزْءِ الــمَــرِيْــرِ
لِأَنَّ بِــــهَــــا مِـــــنْ الآنــــافِ أَنْـــــفٌ
يُــزِيْــحُ الــعَــيْـنَ مِــنْ فَــرْطِ الــغُــرُوْرِ
وَعَـــيْـــنٌ لا تَــــرَىْ أَحَـــداً جَـــدِيْـــراً
بِـنَـظْـرَتِـهَـا وَتَـسْـأَلُ: مَـنْ نَـظِـيْـرِيْ؟!
* * *
سَـلامٌ يَـا نَــظِــيْــرَ الــشَّـعْـبِ تَـحْـيَـا
لِـتَــشْـبِــهُ فِــيْـــهِ خَــضَّــاتِ الـعُـبُـورِ
وَتُـشْـبِــهَ فِـيْــهِ سُـمْـرَتَــهُ انْـبِـعَــاثـاً
مِــنْ الـــدَّمْـــعَـــاتِ رَيـــاًّ لِــلْــجُــذُوْرِ
فَـأَنْـتَ شِـبِـيْـهُـهُ فِـيْ الـخَـيْـرِ نَـخْـلاً
وَعِـذْقُــكَ فِـيْــهِ مِـنْ قَــزَحِ الــتُّــمُــورِ
وَكُـنْـتَ شَـبِـيْـهَـهُ فِـيْ الـضُّـرِّ حَـصْـراً
وَخُــوْصُــكَ كَـانَ مِـنْ ذَاكَ الـحَــصِـيْــرِ
وَمَـا أَخْـفَـيْــتَ ضَـعْـفَــكَ قَــابَ خَـوْفٍ
وَكَـانَ الـضُّـعْـفُ سَهْـمُ الـمُـسْتَـجِـيْـرِ
أَصْــبَــتْ بِــهِ قُــلُــوْبَ الـنَّــاسِ وَجْـداً
لِــتَــخْــرِجَ مِـنْـهُ بِـالـصَّـيْــدِ الــوَفِــيْــرِ
ضَعُفْتَ فَـقُـلْـتَ نَـاسِـيْ هُـمْ مَـلاذِيْ
وَمَـا صَــعَّـــرْتَ خَــدَّكَ فِــيْ الــشُّـرُوْرِ
بَـكَـيْــتَ كَـسَــرْتَ ثُـمَّ جَـبَــرْتَ قَـلْـبـاً
وَنَـهْـنَـهْــتَ الـمَـشَـاعِـرَ مِـنْ خَـبِـيْــرِ
فَـأُسْـقُــطَ فِـعْــلُ بُـهْـتَــانٍ عَــظِــيْــمٍ
يُـــدَاوِلُ فِــيْـــكَ غَــائِــلَــةَ الـحُــضُــوْرِ
وَفَــوْقَ الـقَـيْـــدِ يَـصْـنَــعُ أَلْــفَ قِـفْــلٍ
وَقَــدْ سَـقَــطَــتْ قُــيُــودٌ لِــلْأَسِــيْـــرِ
* * *
أَيَـا جَـمْـرِيُّ .. هَـلْ أُنْــبِــئْــكَ عَــمَّــنْ
يَـعِـيْـشُ الخَـوْفَ طَـاوُوْسَ الـضُّـمُـوْرِ؟!
فَـيَـنْـفُـشُ رِيْـشَـهُ الـمَـنْـتُــوْفَ وَهْـنـاً
لِـيَـخْــدَعَـنَــا بِـزَهْــوِ الــمُــسْـتَـطِـيْــرِ
ضَـعِــيْــفٌ خَــوْفَ أَنْ يُــصْـطَـادَ يَــوْمــاً
عَــلِــيْــهِ إِهَــابُ سُـحْــتٍ لِـلـنُّـسُــوْرِ
وَيَـشْـحَــذُ كَــمْ جَــنَـــاحٍ مُـسْـتَــعَــارٍ
وَبِـالـتَّـدْجِـيْــنِ طَــارَ كَــمَــا الــطُّــيُــورِ
ضَــعِــيْـــفٌ لا يُـفَـاتِــحُــنَــا بِــضُــعْــفٍ
وَيَـــتْـــرُكُـــنَــــا لِأَنْـــيَـــابِ الأَجِـــيْــــرِ
فَـلا يَــقَــوَىْ بِــنَـــا يَــقْــوَىْ عَـلَـيْــنَــا
وَيُــسْــلِــمُــنَــا بِــنَــظْــرَاتِ الــذُّعُـــورِ
وَلَــوْ يَــوْمــاً تَــذَعَّــرَ فِــيْ حِــمَـــانَـــا
لِــقُــلْـنَــا نَــمْ بِــإِغْــمَــاضِ الــقَــرِيْــرِ
وَلَــكِـنْ كَــانَ يَـسْـبِـقُـنَــا حَــمَــاســاً
وَيَــهْــرُبُ مِـنْ حَـمَـاسَـةِ مُـسْـتَـثِـيْــرِ
يُـدَاهِـنُ فِيْ الـشَّجَـاعَـةِ وَهْـوَ مِـنْـهَـا
كِــغِــبِّ الــبِــئْــرِ لِـلْــحَـبْـلِ الـمُـجِـيْـرِ
فَــلا هُــوَ يَــسْـتَــجِــيْــرُ بِـأَيِّ حَــبْــلٍ
وَلا هُــــوَ تَــــارِكٌ حَـــبْـــلَ الــصُّـــدُورِ
وَهَــــذَا فَــــارِقٌ ضُـــعْــــفُ اقْـــتِـــدَارٍ
تَــأَمَّــلَ قُــدْرَةِ الــشَّــعْــبِ الــعَــذِيْــرِ
وَضُــعْــفٌ يَـسْـتَـحِـلُّ زِمَــامَ شَــعْـــبٍ
بِــوَهْـــمِ الاِقْـــتِـــدَارِ مِــنَ الــقُــصُــورِ
فَـيَـلْـجِـمُ فِـيْ الـنَّـفِـيْـرِ هَـيَــاجَ بَـحْــرٍ
وَإِنْ خَــدَرَ الـــهَـــيَـــاجُ فَـــذُوُ نُـــفُـــوْرِ
وَإنْ طَــلَــبَ الـنَّـفِــيْــرَ فَـمَــا طَـلَـبْـنَــا
لُــبَــابُ الـشَّـعْــب يَـخْــدِمُ لِـلْـقُـشُـوْرِ
مَــطَــالِــبُ لِـلـضَّـحَــايَــا قَــيْـــدُ دَرْسٍ
تُــدَارَسُ مِــنْ مُــدَارَسَـــةِ الــقُـــبُـــوْرِ
وَلَـــوْ كَـــانَــتْ لِــعِــرْضٍ مُــسْــتَــبَــاحٍ
فَـكُـمُّـوا الـفَــاهَ عَــنْ فَـضْـحِ الــخُــدُوْرِ
وَلِـلأَقْـدَاسِ رَبُّ الــبَــيْــتِ يَــحْــمِــــيْ
وَأَهْـــلُ الـــبَـــيْـــتِ أَحْـــرَازُ الـــنُّـــذُوْرِ
تُــعِــيْــــرُ جَــمَــاجِـــمَ الأتَـــبَـــاعِ ذَوْداً
وَتَــبْــعَـــدُ عَــنْ مُــقَــارَبَـــةِ الــثُّــغُــوْرِ
فَــتُـــصْـــبِـــحُ لِــلْـمُــعَـــارِ إِمَـــامَ ثَــأْرِ
وَحِـيْــنَ الــقَـبْــضِ كَـفُّ الـمُـسْـتَـعِـيْـِر
فَـــإِنْ رَبِــــحَ الــــرِّهَــــانَ قِـــمَـــارُ دَمٍّ
وَإِنْ خَـسِــرُوا فَــبِــالــمَــقْــمُــورِ دُورِيْ
طَـــرِيْــقُ وَاحِـــدٌ لِـــتَـــكَــــاذُبٍ بــالـــ
نَـفِــيْــرِ كَـمِــثْــلِ كَـشْـفٍ لِـلْـخُــصُــورِ
إِذَا خُــــدِشَـــتْ لَــنَـــا ذَاتُ انْــتِــفَــاخٍ
فَـهَـذَا الـخَـدْشُ يَـــأْذَنُ بِــالــنَّــفِـــيْـــرِ
عَـلَــيْـــكَ سَــلامُ مُــقْــتَــدِرٍ ضَـعِــيْــفٍ
أَبِــيٍّ مُـسْـتَــطَـــاعٍ فِـيْ الــعَــسِــيْــرِ
أَيَــا جَــمْــرِيُّ عَــفْــوُ الــشَّــعْــبِ بَــرْدٌ
وَأَنْــــتَ مَــلَــكْــتَ إِذْكَــاءَ الــضَّــمِــيْـــرِ
عَـلَـىْ دَمْـعَـاتِــكَ الــدَّمُ شَـمْـــعُ جُــرْحٍ
دِمَـانَـا مِــنْ دُمُــوْعِــكَ فِـيْ الـمَـصِـيْـــرِ