سنابلُ العطشِ للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

كَبُرَتْ مواسمُ حرثِنَا
والحرثُ يرضعُ ثديَ غيمةْ
ويشكُّ من عينِ السواقي عينَهُ
بعض السنابلِ لا انقعارَ لها
وما زالتْ ترشِّحُ بهلوانَ الماءِ
خوف الجدبِ
خوف الانكسارْ

* * *

بعضُ السنابلِ
منذ قَعَّرَها المخاضُ تصلَّبَتْ
صلبُوا عليها كل أجسادِ الخطيئةِ
وهي دون الماءِ واقفةٌ
تداولُ في الحصارْ

* * *

الله
يانعةٌ
وغانية
وكان قوامها مثل الفتاةِ إذا استمالت
وهي تشخص للسماءْ
لو بلَّلُوها
جاءها طفح من الماء المصدَّرِ للإهانةْ
وحدها عطشتْ
وأنبتت القفارْ

* * *

يا رب يانعة
ومن شجراتنا إنْ عمَّرتْ
كانت عجوزَ اليأسِ
سِنُّ اليأسِ فيها أخضرٌ
يستأكلُ النبتَ الصغيرَ لكي يعيشَ
ولا يمانعُ من تورُّدِهِ بِسِنِّ اليأسِ
فهو تَوَرُّدٌ باسم الخطيئة
والخطيئة أنَّ كلَّ الأرض من حولي
بوارْ

* * *

نضح المسارْ
شجراتنا الخرقاءُ
ما زال التصلُّبُ في العروقِ يَشُدُّها
هذا التصلُّبِ في الشرايين استحال لدورة منقوصة
عند انسداد مسارها
نَضَحٌ عنيدْ
دفقٌ توقفَّ
وانثيال القهقرى
سيل لِيُزبِدَ رغوةَ التجريف حَنَّ إلى الوراء
وقال أخرَّتُ القرارْ

* * *

لا تسألوا عني
لما الأعلى الذي قد جئتُ منه يحاصرُ الدفقاتِ
منتفخٌ بماءٍ كالحواملِ
رَهَّلَتْ أطرافها
وله من الكوّاتِ فتحةُ شرجِهِ
هذا مسار الاندفاعةِ لانسدادٍ صار أوسع من مخارجنا
فلا به .. قد يبلغ السيل الزبى
بل يبلغ السيلُ الدوارْ

شارك برأيك: