بلا قناطرْ للشاعر سلمان عبد الحسين

حين يستشهد عميد الأسرى المحررين
والقائد الجهادي الفذ سمير القنطار ..
يكون اجتاز قنطرة الاعتقال وقنطرة الحرية وقنطرة الشهادة ..
أما قاتلوه ..
فلا قنطرة لهم حين يحين أمر زوالهم

مِـنَ الـقِـنْـطَـارِ تُـجْـتَــازُ الـقَـنَـاطِـرْ
وَمَـا هُـوَ مِـثْـلَ كُـلَّ الـنَّـاسِ عَـابِـرْ

سَـمِـيْـرٌ إِذْ يُـسَـامِـرُهَـا جَـمِـيْـعــاً
فَـإِنْ يُـخْـلِـيْ بَـقَـتْ رَدْحـاً تُسَامِـرْ

فَــأيُّ قَــنَــاطِــرِ الـمُـجْـتَــازِ دَهْــراً
تَـقُـولُ: اجْـتَـازَنِـيْ وَالعِطْـرُ حَـاضِـرْ

وأيُّ مَـفَــازَةٍ أَمْــضَــىْ عَــلَــيْــهَــا
بَوَمْضٍ أَعْـمَـشَـتْ وَالـقَلَـبْ نَـاظِـرْ

لَـتَـغْـبِـشَ عَـنْـهُ أَسْـيَـافَ الخَطَايَـا
وَتَـصْـحَـبِ فِـيْـهِ خُطْوَاتِ المُسَافِـرْ

أَيَـا سِــجْــنــاً أَتَــاهُ بِــسِــنِّ زَهْــرٍ
وَقَالَ سِـنِـيْـنَ يَـأْسِـكَ لَـنْ تَـغَــادِرْ

أَجَــابَ: أَنَـا لُـقَـاحُ الـزَّهْـرِ عِـنْــدِيْ
مِـنَ السَّمَرِ المُنَدّىْ رَشْـحُ عَـاطِـرْ

فَسِجْنِي فَوْحَةٌ فِـيْ اليَأسِ تُحْيِيْ
رَمِـيْـمـاً لا يُــرَىْ وَسْـطَ الـمَـقَـابِــرْ

وَاِسْـمِـيْ كَـيْــفَ يَـصْـدَأُ وَهْـوَ مَـاءٌ
مِـنَ الـذِّكْـرَىْ يُــرَشِّـحُ كُــلِّ ذَاكِــرْ

عَـلَـىْ اِسْـمِـيْ حُـرُوبٌ مِـنْ حَيَـاةٍ
لَـهَـا الـشُّـهَـداءُ أَوَّلُ مَـنْ يُـهَــاجِــرْ

أَنَـا تَـــمُّـــوزُ فِــيْ أَفْــيَــاءِ أَسْــرِيْ
وَظِــلُّ مُــقَــاومٍ بِــالـقَــيْــدِ نَــافِــرْ

أَنَـا حَـرْبُ الإِلَــهِ عَـلَــىْ الـبَـغَــايَــا
وَقَـيْـدِيْ فِـيْ حُـرُوبِ الـنَّـصْـرِ آمِــرْ

أَنَـا مِـنْ وَعْــدِ نَــصــرِ الله يَـكْـفِــيْ
إِذَا أَتَــتْ الــوُعُـودُ مِـنَ الـمُـقَـامِــرْ

بِــنَــصْـرِ الله كُـنْ فَــيَـكُـونَ وَعْـدِيْ
فَــمُــقْــتَــدِرٌ غَــدَا وَغــدَوْتُ قَــادِرْ

لِأَصْـرِفَ بِـالـمَـشِـيْـئَــةِ كُـلَّ حَــوْلٍ
وَأُصْـبِـحَ مُـحْـصَـنـاً لِـلْـمَـوتِ قَـاهِـرْ

وَلَــكِـنْ لَـسْــتُ حُـراًّ مِـنْ قُـيُـودِيْ
لأغــدو فــرجـة غَـبِّ الـمَـشَـاعِــرْ

أَنَـا قَـدَرُ الـمُـقَـاوِمِ .. فَوقَ ظَـهْـرِيْ
لِـقَـنْـطَـرَةِ الـشَّهِـيْـدِ خَـلاصُ ثَـائِـرْ

هُنَا أُخْلِيْ الـقَـنَـاطِـرِ مِـنْ وُجُـودِيْ
وَلِـلْـجَـنَّـاتِ فِـيْ الـمَـدَيَـاتِ قَـاطِــرْ

مِنَ الـشَّـامَـاتِ أَقْـطُـرُ وَعْـدَ قُـدْسٍ
“وَجِـرْمـانـا” وَقُـودُ الــقَــطْــرِ ذَاخِــرْ

وَلَـمْ يَــدْرِ الـصَّـهَـايِـنُ هَــلْ أَصَـابُـوا
لِــقِــنْــطَـارٍ وَأُغْـلِـقَـتْ الــدَّفَــاتِــرْ؟!

أَمْ أَنَّـيْ قَـدْ قَـطَـرْتُ لَـهُــمْ مَـمَـاتــاً
عَلَىْ دَرْبِـيْ وَأَغْـلَـقْـتُ الـمَـعَـابِـرْ؟!

أَمْ أَنِّـيْ مَـقْـتَـلٌ فِـيْـهِـمْ .. لِــوَهْــمٍ
أَصَـابُـوْنِــيْ بِــمُــرْتَــدِّ الـمَـنَـاحِــرْ؟!

حِسَابِيْ لَـيْـسَ يُـغْـلَـقُ فَاسْتَـعِـدُّوا
لِـقَـنْـطَـرَةِ الـنِّـهَـايَـةِ مَــنْ يُــبَــادِرْ؟!

وَأَفْـلَـتَ حَـبْـلُ مَـوْتِـيَ مِـنْ يَـدَيْـكُـمْ
فَـحَـتَّـى حـَظُّـكُـمْ فِـيْ القَتْلِ عَـاثِـرْ

ألا انْــتَــظِــرُوا زَوَالاً بَــعْــدَ قَــتْــلِــيْ
فَـمَـشْـنَـقَـةُ الـكَـيَـانِ بِــلا قَــنَــاطِــرْ