ضحايا لأجلها للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

بعد التفجيرين الآثمين بالقرب من مقام السيدة زينب في الشام .. نقول لإرهاب القوم: أن نكون ضحايا زينب فلا عجب .. فقد سقط من أجلها الحسين والعباس .. أما أن يسقط المقام .. فدونه سقوط الكون بأكمله .. فلن تسبى زينب مرتين.

لـيـسَ الـغـريـبُ ضـحـايـا عـنـكِ قـد قُـتِـلُـوا
بـل الـغـريـبُ بـأنْ فـي الـتُـربِ مــا جُـدِلُــوا

وأنــتِ يــفــديـــكِ عَــبَّــاسُ ابــن حَــيْــدَرَةٍ
مـيـزانُ اسـمٍ وعـنـهُ الـنـاس قَــدْ سُـئِـلُــوا

وأجــلَ خــدركِ تــعــفــيــرُ ابــن فــاطــمــةٍ
مُـثَـمِّـنُ الـخـدرِ لـيـتَ الـخـلـقَ قَـدْ رَحَـلُــوا

وَنَـحــنُ نــبـقــى فِـدَائِـيُّــونَ نَــصْــغُــرُهُــمْ
فِـيـمــا بَــذَلْــنَــا قِــيَــاســاً أَنَّــهُــم بَــذَلُــوا

فَـإِنْ نَـمُـتْ دُفْـعَــةً كُـبْــرى كَــمَــا عُــفِــرُوا
بــيــومِ عــاشــرَ مَــا كُــنَّــا الألـى وَصَــلُــوا

بَـلْ نَـحْـنُ مَـثْـمَـلـةُ الــدَّمِّ الـتــي نُـخِـبَــتْ
كَـيْ تُـحْـفَـظِـيْـنَ مَـقَـامــاً دَأْبُـنَـا الــثَّــمــلُ

لَـــوْ فَـــجَّـــرُونَــا وَقَــالُــوا لَــنْ نُــقَــارِبَــهَــا
قُـلَـنَـا فَـهَـيْـتَ إلـى الـتَّـفْـجِـيْــرِ يَــا هُــبَــلُ

لِــزَيْــنَــبٍ شُــرْفَــةَ الــقَـــتْـــلَـــىْ مُـــدَوَّرَةٌ
وَعِــزَّهـا أنَّــنَـــا الــصَــرْعَــىْ وَنَــمْـــتَـــثِــلُ

إنْ لَـمْ تَــدُرْ بِــضَــحَــايَـــانَــا وَتَـصْــحَــبُــهَــا
مَـعَ الـحُـسَـيـنِ فَـفِـيْـهــا لَـيْـسَ نَـشْـتَـمِـلُ

قُــلْــنَــا فَــلا لَـيْـسَ تُـسْـبَـىْ مَـرَّتَــيْــنَ وذا
أنَّ الـــسِّــبَـــا مَـــرَّةٌ أُوْلَـــىْ لَـــنَـــا عَــــذَلُ

فَــكَــيْــفَ نَــسْــمَــحُ بِــالأُخْــرَى مُــجَــاوَرَةً
لَـهَـا وَمَـمْـسَـحَـةَ الـتَّـارِيْــخِ نَــحْــتَـــمِـــلُ؟!

إِلاَّ نَـــكُـــوْنُ رُغَــــاءً فِــــيْ تَـــحَــمُــلِّـــنَــــا
وَنَـاقَـةُ الـسَّبْـيِ فَـلْـيُـمْـسَـخُ بِـهَـا الـجَـمَـلُ

ولا نَـــكُـــوْنُ حِـــبَـــالَ الـــقِـــيْـــدَ أَوَّلُـــنَــــا
يَــمْــشِــيْ بِــهِ وَأَخِــيْــرُ الــقَــيْــدِ يَـخْـتَـزِلُ

لا لَـيـسَ تُــسْـبَــىْ فَـيَـعْـنِـيْ كُـلُّ قُـدْرَتِـنَــا
وُكُـلُّ حَـشْـدٍ عَـلَـيْـهِ الـحَـبْـلُ قَــدْ فَــتَــلُـــوا

إِمَّــــا لِأَوَّلِ سَـــبْـــيٍ مَـــحْـــوُ ذِلَّــــــتِـــــــهِ
كُـــنَّـــا وَإِمَّـــا بِـــلا تَـــالِـــيْــــهِ نَـــعْـــتَــــزِلُ

شارك برأيك: