جاء قومٌ من قريشٍ قد أحاطوا بسلاح
بيتَ من زِينت بحلمٍ وعفافٍ وفلاح
دخلوا البيت وفيه من تربَّت بالصلاح
يا خيال الشعر افضح حقدَ أولاد السفاح
دخلوا الدار وأمسوا نافخي نار الجريمة
كسروا الضلع ولولا أنها كانت حليمة
رفعت أسمى قناعٍ يقلب الدنيا الدميمة
يا خيال الشعر العن زمرة الكفر اللئيمة
أُسقِط المحسنُ أرضاً من فعال الهمجية
فتحلَّت كعبةُ الإيمان بالنفس الأبيَّة
و أتت تحمل طفلاً حاكياً أغلى ضحية
يا خيال الشعر افضح طغمة الشرك الخفية
صبرت صبراً جميلا خلته – في الطول – دهرا
فاكتست منه رداءً حيَّر الألباب طرَّا
صبرها سرٌّ بليغ، هي بالأسرار أدرى
يا خيال الشعر حلِّق واكتسب بالصبر أجرا
ضمن الأصحاب نصرا بأساليبٍ خطيرة
يعطي الأذناب حكماً، يجعل الأنثى أميرة
وذئاب تنهب الأسلاب في عز الظهيرة
يا خيال الشعر دمِّر زمرة البغي الحقيرة
فدك عاشت زماناً بين أغصان الخميلة
فسطا الحكم عليها بأحاديث عليلة
وسخت عنها نفوسٌ بعلا النفس الجليلة
يا خيال الشعر افخر برؤى الجود النبيلة
طوَّقت أفعى قريش قائد الغرِّ الكرام
وسعت تنشر رأياً بين أعرابٍ طغام
إنما الإسلام شورى، وسِّعوها للأنام
يا خيال الشعر فنِّد رأي معسول الكلام
دُفِنت سرّّاًً بليلٍ بوصاياها الشريفة
قبرها روضٌ مصون ضمَّ أسراراً لطيفة
وبقى يكشف سرّّاًً من دهاليزٍ مخيفة
يا خيال الشعر اكشف عن ألاعيب السقيفة