حضن أمي للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

أن أقول المدى جدائل أُمِّي
وأنا عقدة بها نحو نجمي

لا تلمني فالأمُّ حاضنة الأفق
وفي الأفق كنت أطلقت سهمي

إنها مدرج السلالم للشمس
وإشعاع يقظتي عند نومي

وهي طيف الندى على قزح القوس
وفي القوس قد شددت لاسمي

عند تذييل طيفها أنا وقعَّتُ
بأنِّي أحبُّها دون رجمِ

أن أقول التي تكون ضميرا
حاضرا والتي سواها كوهم

وصلتني بقلبها عن تخفٍّ
ليس ترضى حشري بلحظة ضمِّ

قد تعيش الحياء من حضن ابن
علَّ في حضنها يعود بعزمِ

قد رأتني الكبير والقام نخل
تركتني المشدوه في كبر حجمي

علَّ للنخل بعض إحناء قام
واحتواش السعفات ضماًّ بنهمِ

تركتني أجفو وقالت سأحنو
وحناني له يرقِّقُ عظمي

فإذا صرتُ كالكسيحة يحسو
ضعف جسمي بضمِّ عظم مرِّمِ

رصدتني بعينها من بعيد
شاوفتني ولم تكدْ بَعْدُ تومي

إنها جرأة على الابن ظنَّتْ
ذاك حين انطلاقتي نحو قِسْميِ

وأنا في متاهة من ظنون
ليس شكلي إلا كهيكل قضمِ

دون أمي أنا أكون انتفاء
دون لمساتها أنا دون رَسْمِ

ملمحي كان وجهها والتجاعيدُ
بها نظَّرتْ شبابي وحلمي

فإذا كانَ حضنها ضاق عنِّي
أنا وسَّعْتُ فيه موضع أَمِّ

إنه موضع السجود لرأسي
مطمر فيه قد دفنت لهمِّي

هي أُمِّي من ثُمَّ أُمِّي وأُمِّي
وانقطاع الأنفاس في الاسم يحمي

وإذا قد نسيت فيها التهجِّي
سوف أبقى كالأعجميِّ الأصمِّ

وسِّعي الحضن سوف أجمع بأسي
كاسرا كبرياء قلبٍ أغمِّ

أنا أحتاج محضنا لارتماء
واحتواء .. هذا التمرُّدُ يُدمي

احضنيني ما عُدْتُ أقوى اختلاقا
للمعاذير والمحاضن تهمي

أنت شلاَّل محضن يتطامى
وأنا فرجة عن الحضن تُعمي

حضن أمي دسُّ لأنفي في الحضنِ
بوقت انكسار نفسي للجمي

شارك برأيك: