لا يوصدُ للشاعر سلمان عبد الحسين

سلمان عبد الحسين

أم البنين وحزنها المُتَعوَّدُ
في كل نائحة لها ما يصعدُ

بين السما والأرض كان مقامها
أنَّ الشهيد بدربها ما يُرصَدُ

أمٌّ لعبّاسٍ أبعد الاسم من
أُمٍّ به قرنت وإلاَّ تسجدُ

وَمُحِبَّةُ الزهراءِ قرباها لها
أبناءُ أربعةٌ بهم تَتَودَّدُ

أن يقتلوا طرَّا فدىً لحسينها
لم تدخِّر من ولدها من يسندُ

وكأن مولدهم بساحة كربلا
وبساحها يوم الفداء استشهدوا

كأنَّ لا أرض أقلَّتْ أو سما
ولدا لها ومصيرهم أنْ يفتدوا

الله فاطمة وتعشق فاطما
نسخت جمال الاسم ساعة ترفدُ

بل واكتفت من دون فاطم اسمها
لقبا به “أم البنين” تمجّدُ

كي لا تزاحم فاطم في اسمها
فالأصل فاطم من أبوها أحمدُ

الله قرباها وحاجات الورى
مقضية القربى إذا نتهجّدُ

من مثلها باعت لفاطم نفسها
بل أنكرت ذاتا لها تتولَّدُ

ببنين أربعة فكانوا عندها
دون الحسين ودون أن يتعددوا

هي في الوجاهة قدر إنكار بها
حاجاتنا عدم ومنها تُوجَدُ

هي في القرابة والترضِّي والرضا
وكذا القبول لَفاطمٌ ومحمَّدُ

وعليُّ والحسنان .. في سر الفدا
سر الوجاهة والمقامُ الأوحدُ

رباه في أم البنين وجاهتي
وبها أنا متوجِّهٌ لك أقصدُ

كن لي بها ما كنت في أولادها
وإلى الكرامة عندها أتفقّدُ

جاهي وأبنائي وأهلي كلهم
من جاهها لما تقوم وتقعدُ

لمّا تفادي أو تجاهر بالدعا
بدعائها يا سيدي أتعبّدُ

أستمطر الدنيا براحة كفها
ودم الحسين بعطرها لا ينفدُ

أستمطر الدنيا بأولاد لها
وبمشهد العباس إني أُشهِدُ

ألا تردَّ اللائذين ببابها
هي مثل فاطم بابها لا يوصدُ

شارك برأيك: