خانُ الصَعاليكِ بِالْهادي ثَراهِ سَما
وَكُلُّ جاهَ وَفَضْلٍ مِنْهْ قَدْ غَنِما
أَهْداهُ كُلَّ جَميلٍ حينَ حَلَّ بِهِ
لَكِنَّهُ ذاقَ فيهِ الظُّلْمَ وَالْأَلَما
أَبْناءُ عَمٍّ بَنُو الْعَبَّاسِ ما حَفِظوا
حَقَّ الْقَرابَةِ قَبْلَ الْآلِ كَمْ ظُلِما
صارَ النَّهارُ ظَلاماً مِنْ قَساوَتِهِمْ
بَنو أَمَيَّةَ قالوا : بَطْشُنا هُزِما
ظَنُّوا بِأَنَّ صُنوفَ الْبَطْشِ تَحْرُسُهُمْ
لَكَنَّما اللهُ أَبْدَى غولَهُمْ قَزَما
حَتَّى القُبورُ عَفاهَا الدَّهْرُ وَانْدَرَسَتْ
وَذِكْرُهُمْ لَعْنَةٌ إنْ قَلَّ مَنْ شَتَما
لَكِنَّ آلَ الْهُدَى هَذي قِبابَهُمُ
خانُ الصَّعاليكِ مِنْها شَأْنُهُ عَظُما
وَكُلُّ أَرْضٍ بِها ضَمَّتْ لَهُمْ جَسَداً
إِلَى الْمُحِبِّينَ أَعْلَى قُدْسُها عَلَما
تَأْتِي المَلايِينُ شَوْقُ القَلْبِ يَسّبِقُها
وَالشَّوْقُ غَيْثٌ عَلَى أَهْلِ الوَلَاءِ هَما
كَما الدَّموعِ الَّتي أَرْوَثْ خَدودَهُمُ
كَدُرِّ عِقْدٍ جَرًى مِنْ بَعْدِمَا انْتَظَما