20 أبريل 2016
عبدالكريم حسن إسماعيل… موظف حكومي على مدى 25 عاماً، متخصص في الهندسة المدنية، وباشر مهام رسمية إدارية. وقبل 5 أعوام تقريباً، تحول مجال عمله كليّاً حين بدأ مشروعاً صغيراً سماه «الحدائق المعلقة للإنتاج الزراعي» على أرض صغيرة في المالكية، واليوم أصبح مديراً لمركز تكنولوجيا الزراعة بدون تربة لدى شركة عالمية في كوريا الجنوبية متخصصة في تكنولوجيات الزراعة.
إسماعيل بدأ فكرة مشروعه بإنشاء مزرعة حديثة تعمل بنظام الزراعة بدون تربة أو بالزراعة المائية، وتم اختيار اسم مزرعته بعد عملية البحث ودراسة الزراعة بدون تربة، حيث وجد تاريخياً أن حضارة بابل في العراق هي أول من استخدم الزراعة المائية المعلقة.
وفي تفاصيل أكثر، قال إسماعيل، خلال منتدى «التنمية الزراعية في مملكة البحرين» الذي نظمته جامعة الخليج العربي بالتعاون مع وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي أمس الثلثاء (19 إبريل/ نيسان 2016)، «واجهنا أول صعوبة من حيث اختيار المكان بسبب شح الأراضي كما أن معظم الأراضي الزراعية غير مخططة، بمقابل أخرى مخططة تكون صغيرة، وفترة الإيجار محدودة لمدة عشرة أعوام. إلا أنه توافقنا على أرض مخططة من الأوقاف الجعفرية بمساحة 5000 آلاف متر مربع في منطقة المالكية مدة إيجارها 10 أعوام على رغم أن هذه المدة لا تغطي قيمة المشروع. علماً بأننا عاودنا مع الإدارة لتجديد العقد أو تمديده لكن رفضت الأخيرة التمديد، وهذه مشكلة بحد ذاتها نواجهها حاليا».
وأضاف «بالنسبة للتمويل، كان أحد المشكلات التي واجهها المشروع، وقد رفضت البنوك التجارية التمويل باعتبار أن المشروع زراعي والخطر الموجود في مثل هذه المشروعات كبير، ولذلك تم الرفض. إلا أن برنامج صندوق العمل (تمكين) بمعية بنك التنمية فتحا باب التمويل. وهذا التمويل أيضا صاحبته صعوبات مثل توفير الضمان والجدوى الاقتصادية التي تكلف من 5 إلى 7 آلاف دينار».
وعن مرحلة التشغيل والإنتاج، ذكر أن «المزرعة أسستها شركة من كوريا الجنوبية، وحالياً نعمل في مجال تقنيات تستهدف كل أنواع الخضراوات الورقية والأخرى المثمرة، والثالثة لزراعة الفراولة، والرابعة إنتاج الورود التجميلية».
وبالنسبة للتسويق، اعتبر إسماعيل أن «هذا البند يعتبر مشكلة فعلية، وأرى أن الحل الوحيد لمشكلة التسويق أن تكون كتلة زراعية تجمع كل المزارعين عبر شركة أو غيرها، فلو اجتمعت المزارع الصغيرة فيما بينها تكون بمقدورها المنافسة في السوق. وشخصيّاً توفقت في التوصل إلى الاتفاق مع المركز اللبناني التجاري لتسويق المنتجات».
وزاد على قوله: «استخدمنا خطة جديدة للتسويق هي السياحة الزراعية، وتتلخص فكرتها في دمج الترفيه بالتسويق والقطف، حيث تعتمد هذه الآلية على تشجيع العوائل على زيارة المزرعة وقطف مختلف أنواع الخضراوات لتشكيلة سلة خضراوات متنوعة، وذلك عن طريق توفير عنصر جذب للمستهلكين. وقد بلغ عدد الزوار في الحدائق المعلقة منذ مطلع العام 2016 أكثر من 8500 زائر، وقد وجدنا كثيراً من العوائل أسبوعيّاً تحضر؛ لأن الأبناء ارتبطوا بالزراعة وأصبحوا يتناولون المنتج الذي قطفوه بأنفسهم، بخلاف السلوك السابق».
وقال: «سعينا لمرحلة استراتيجية من خلالها نتمكن من جعل الحدائق المعلقة مركز نشر ثقافة الزراعة المائية في المنطقة، وذلك من خلال إيجاد الشريك الاستراتيجي القوي الذي يمتلك الإمكانيات المختلفة (الخبرة، التكنولوجيا، التواجد في السوق، وغيرها). وطلبنا من الشركة الكورية المنفذة للمشروع زيارة الحدائق المعلقة للاطلاع على النتائج الإيجابية، ثم ناقشنا كيف يمكن أن نلعب دوراً في زيادة مبيعات الشركة في الخليج، وطلب مني أن أكون مندوب مبيعات للشركة في الخليج».
وتابع «حالياً وفي إطار الشراكة الاستراتيجية، أصبحنا نستخدم الحدائق المعلقة كمعرض لتكنولوجيا الشركة اليابانية، بل تستخدم حالياً مركزاً للزراعة المائية تقوم الشركة بتطوير منتجاتها وعمل تجارب فيها. وحاليّاً نفذنا مشروعات في السعودية والدوحة وكذلك في مشروع آخر في هورة عالي الذي من المقرر أن ينقل الزراعة في البحرين نقلة نوعية شاملة».