الكرامة للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

مَنْ لِلْكَرَامَةِ مِنْ جِرَاحِ المِبْضَعِ؟!
وَالمَلْحِ هَيَّجَهَا بِعَقْلِ مُطَبِِّعِ؟!

إنْ لَمْ تَكَنْ سَفْحاً كَرَامَتُنَا .. بِنَا
شَمَخَتْ .. سَتُسْفَحُ مِنْ دِمَاءِ المُنْجِعِ!!

إِنْ لَمْ تَكُنْ حَداًّ سَتُصْبِحُ وَكْزَةٍ
لِتُطِيْحَ بِالقَامِ الطَّرِيِّ المُفْرِعِ

إِنْ لَمْ تَكُنْ إِرْوَاءَ سَاقِيَةٍ غَدَتْ
ضَرْعاً لَعَبْدٍ صَاغِرٍ لَمْ يَضْرَعِ

هَذِيْ الكَرَامَةُ لا تَمُسَّ جَبِيْنَهَا
دَنَساً .. فَإِنْ مُسَّتْ بِنَا لَمْ تَسْطَعِ

هَذِيْ الكَرَامَةُ لا تَخُضْ فِيْ نَقْعِهَا
لَتَرُوْبَ نَهْراً سَائِغاً لَمْ يُنْقَعِ

شَرَفُ الكَرَامَةِ لا يُؤَطَّرُ كَيْ نَرَىْ
بِرْوَازَهُ الذَّهَبِيَّ أَطَّرَ مُدَّعِيْ

هُوَ مِنْ يَجِيْءُ سَجِيَّةً بِجَمَالِهِ
فَيَرُوقُ عِنْدَ العَيْنِ دُوْنَ تَصَنَّعِ

وَجَمَالُ مَنْ مَحَضَ الكَرَامَةَ أَشْعَثٌ
فِيْ الحَرْب .. مَنْكُوشُ الشُّعُورِ بِزَعْزَعِ

يَغْبَرُّ وَجْهاً مِنْ بُزُوغِ هِلالِهِ
حَتَّى يُرَى بِجَلالِ هَيْبَةِ مَفْزَعِ

مَا لَمْ يَجِئْ بِغُبَارِ طَلَّتِهِ التِيْ
كَانَتْ غِمَاراً .. عِزُّنَا لَمْ يُقْشَعِ

شارك برأيك: