فكري حصيلةُ واقعي
لا تطلبوا مني المزيد
ولقد مررتُ بمهجتي
حتى تَراءت مِن بعيد
راياتُ حزنٍ فوقَها
مِن هولِ تجنيسِ العبيد
طُف بالزُّقاقِ لكي ترى
بيتَ العناكبِ والصديد
نهبوا حُشاشةَ بلدتي
لم يتركوا حتى القَديد
في الجيشِ في التعليمِ في
كُلِّ المَحَالِ فلا أُعيد
باعوا ثراها جهرةً
وشَروهُ بالثمنِ الزَّهيد
مَلأُوا السُّجونَ بثلةٍ
والذَّنبُ فكرُهُمُ السَّديد
جاءُوا بكُلِّ مُغَفلٍ
كي يقمعوا العهدَ الجديد
حتى النساءَ وما سَلِمنَ
غَضَاضةَ الشهمِ الشديد
أبكي إذا جَنَّ الدُّجى
وأُخَاتِلُ الهمَّ البليد
كم مِن ورودٍ أذبَلوا
كم مِن قتيلٍ كم شهيد
لا بُوركوا من معشر ٍ
لا بُوركَ العقلُ الرشيد
أمست يباباً بلدتي
وتُقارعُ الصبرَ العتيد