احصر مديحك في إمامٍ عادلٍ
واترك مديحَ منافقٍ خرَّاص
وانثر نثارك في غراسٍ مثمر
في مدح من عاشوا بغير معاص
جوِّد مديحك إن أردت مديحهم
لا خير في مدحٍ بلا إخلاص
فبحق (طه) و (النساء) و (مريم)
و (الأنبياء) وسورة (الإخلاص)
و (بتوبةٍ) قبل (انشقاق) (بروجها)
قد (فصِّلت) إذ لات حين مناص
و (النصرِ) في (الأعراف) عند (قيامة)
و (الحج) في (بلدٍ) ببكة قاص
آوي إلى (النبأ العظيم) و (طوره)
لأنال من يمناه صكَّ خلاصي
من حرِّ (غاشيةٍ) رمت شرراً على
شيطان شرٍّ في “لظى” نكَّاص
سترى غداً – إن جاء – يوم (تغابن)
(شورى) (قريش) قد (جثت) لقصاص
تبكي وقد (حاقت) بها (أحزابها)
من كلِّ عاتٍ للإمامة عاص
مثل ابن هندٍ والطليق وجنده
وسُخيلِ شئمٍ من أبي وقاص
مُلِئت مجالسُ حكمهم بسفاسفٍ
من كاذبٍ يروي الخنا قصَّاص
فضميرهم متفحمٌ وضجيجهم
مستهجن كالوحش في الأقفاص
شدُّوا على ظهر البغال عتادهم
فتمنَّعت كالمرأة المنشاص
بطروا وقد نصبوا مشانقهم إلى
قومٍ على نهج الولاء حراص
فتخضَّبت أرض الإله بدمِّهم
من سيف وغدٍ للدما مصَّاص
ولهم نفوسٌ بالولاء تنوَّرت
طُمِرت على يد مجرمٍ جصَّاص
ونساؤهم يبكين من جور العدى
في مرِّ عيشٍ بالأسى نغَّاص
فإليكَ يا فخر الأنام فريدةً
تحكي محاسن درَّة الغواص
إن ينظم الشعرُ الرَّقيقُ فرائدا
تسْبِ الفرائدُ أعين الأشخاص
قُطِفت شواردُها ففاح أريجها
وتراقصت للقاطف القنَّاص